انستاسيا مقار تكتب :الحجاب.. ما بين الوسطية و جلادين التدين الظاهري

 

دعونا نتفق اولا أن مجتمعنا الحالي أصبح أكثر إنفتاح لحرية الرأي و التعبير في  مختلف أفكاره و إتجاهاته،  الفضل يرجع لانتشار  طرق وسائل التواصل الاجتماعي والميديا ،

وأصبحنا نري بوضوح ماوصل إليه  الشارع المصري، وما يدور في أذهان أغلب المحيطين بنا.

ولكن للاسف سرعان ما تحول هذا الانفتاح الي كارثه مريبه، بل وأمرض تتفشي في وسط المجتمع بصوره مخيفه، وعلي راسها مرض  التدين الظاهري، و إصدار الاحكام،  و الهجوم الشرس و العنيف ضد اي مختلف معنا في الرأي و الفكر.

مواقع التواصل الإجتماعي فضحت لنا الأسلوب الفظ و المتطرف لأغلبية  المجتمع، سواء تطرف ديني ، سياسي أو إجتماعي، و أصبحنا بعدين كل البعد عن الوسطية و احترام الرأي الآخر، و الأسلوب الراقي في اوجه التعبير.

الله سبحانه وتعالى خلقنا أحرار، و أعطانا الدين و الدنيا، و لم يقيد أحد منا بعقيدة واحده، بل أعطانا حرية الاختيار، و كل منا سيقف يوم الحساب و يعطي حسابا عن حياته الشخصية، وليست حياة الآخرين.

اما نحن البشر تركنا حريتنا  و أصبحنا جلادين لبعضنا البعض لمجرد الاختلافات في وجهات النظر  بيننا.

و اوضح لكم مثالا حي، و هو ما حدث في الفتره الماضيه للفنانه صابرين، كانت ترتدي الحجاب لفتره، ثم قررت أن تخلعه، هذا الخبر من المفترض انه اقل من العادي ولا يذكر، و لكن  فوجئنا ضجه كبيره في الإعلام و مواقع التواصل صحبها  سيل شديد من الشتائم و الإهانات الجارحه، و الهجوم الغير أخلاقي تماما سواء من الطرفيين المعارض و المؤيد !!

لماذا.!!؟ .. لماذا أصبح أغلب المجتمع سطحي، و ينظر الي الحجاب بمفهومه الظاهري فقط، و يعطي لنفسه الحق في التدخل بحياة الآخرين و الحكم عليهم؟!..

ما بعد فترة الستينات، كانت السيدات بدون حجاب تماما ولا يوجد حاله واحده للتحرش، بل كان مجتمعنا في قمة الرقي و الأخلاق و التدين، و دخل علينا المد الوهابي لأن الرئيس السادات كان مؤمن ان التيار الديني المتطرف، سيبتلع التيار الشيوعي المنتشر وقتها، و لكن كانت المفاجأة، فقد ابتلع التيار الشيوعي و ابتلع السادات نفسه باغتياله، وأيضا جزء كبير من المجتمع، و ظهرت التجارة بالحجاب في الثمانينات.

مفهومي الشخصي عن الحجاب الذي أمرنا الله تعالى، الحجاب هو الحشمه، و الحشمه تأتي من الداخل اولا، في عفة النظره، عفة الكلمه، لأن الدين معامله و ليس ظاهريا فقط.

فأين هي عفة الكلمة و الاخلاق الذي تتباهي بها، عندما تعطي لنفسك الحق بالتجريح و الهجوم بأبشع الشتائم ضد من تظن انهم ليسوا علي صواب؟!!.

اتمني لمجتمعنا الواعي الرجوع الي الفكر و الأسلوب الوسطي الراقي و المعتدل، فلكل منا حياته التي سيحاسب عنها أمام الديان الاعظم الله

أنا حر في تحريك يدي، و لكن لست حرا بتوجيه اللكمات لوجوه الآخرين.

ولننتبه إن الاغتيال المعنوي لكل مختلف وتكفيره

لاعلاقة له بالدين بل هو إرهاب وترسيخ للتطرف

ولتكن نظرتنا أعم وأشمل لتتحقق رؤيتنا للحرية

بلامزايدات  نتاجها ومردودها علينا مع الوقت

إنحدار لاتقدم

قيود لاحريات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار