ميرا ناجي تكتب..إنسان جديد

لقد أعطى الله الإنسان العقل ليبدع ويفكر، وأعطاه ضميرًا يحاسبه أمام الله، وأعطاه إنسانية ليعامل بها الآخرين بلطف ومودة. لذا يجب على الإنسان أن يستخدم هذه النعم بطريقة صحيحة.

لكننا نشهد الآن انتشار العنف والبلطجة والتحرش الجنسي والاعتداء على المواطنين في الشارع، بل وقتلهم عمدًا. لقد أصبح بين المواطنين حرب أهلية غير مدبرة، لم يعد المصريون يراعون بعضهم البعض، ولا ينتمون إلى بلدهم، مما يجعلهم غير قادرين على الصمود أمام الأزمة المالية التي تمر بها مصر والعالم. كما أن انتشار البلطجة والعنف والتحرش الجنسي والشذوذ والمخدرات وبيوت الدعارة قد زاد من تفاقم الوضع، حيث يُبرر كل ذلك تحت مسمى غلاء الأسعار والاحتياج المادي، كل هذا يدعو إلى فوضى تهدد الأمن الوطني والسلام والاستقرار في مصر.

هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا يتم الإفراج عن المواطن المصري المسجون في الأزمات التي تمر بها البلاد، بينما يُدعى إلى منح حقوقه الإنسانية في وقت يجب فيه على مصر استعادة الاستقرار والأمان؟ لكن الحرية ليست كافية دون عقل مستنير متسلح بالعلم والمعرفة؛ حتى لا ينتهز البعض فرصة الأزمات لتحقيق أهدافهم الإجرامية من قتل وسرقة، مما قد يؤدي إلى تقليد هؤلاء الأشخاص من قبل آخرين دون وعي أو إدراك لقيم الإنسانية ومحبة الآخرين والتسامح.

إن انتشار أغاني المهرجانات أدى إلى إفراغ عقول المستمعين، حيث تغذي كلمات الأغاني مشاعر الحب والكراهية وتؤثر بشكل كبير على القلوب. فالأغاني تستطيع السيطرة على مشاعر الإنسان سواء كانت حزينة أو سعيدة، وتؤدي إلى تغير سريع في المشاعر من حب إلى عنف، كما أصبحت أغاني المهرجانات تعبر عن إيحاءات جنسية وسب وقذف وتعزز العنف والترهيب والقتل وكيفية استخدام السلاح في المشاجرات.

أيضًا، تعرض التلفزيونات بعض المشاهد من الأفلام والمسلسلات التي توصل رسائل سلبية للمتلقي، حيث تعتبر وسيلة سهلة للتواصل مع المشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية. ولها دور كبير في تشكيل الرأي العام؛ إذ تعرض مشاهد تؤدي إلى مشاجرات وقتل وعنف وكراهية وأنانية وبلطجة وكيفية التعامل بالإيحاءات الجنسية والتحرش.

كل ذلك يتراكم في عقل المشاهد بسبب تكرار العرض حتى يتفاعل معه دون إدراك، لذا يجب أن تكون التلفزيونات وسيلة مثلى للمشاهدين لتعلم المعرفة والتسلية وعرض كيفية التعامل مع الحياة اليومية والأخبار حول مصر والعالم، لكن للأسف تحولت هذه الوسائل إلى ضرر للمشاهدين بجميع الفئات العمرية دون ثقافة حقيقية.

ظل الشعب المصري يبحث عن المال وينظر لبعضه البعض بنظرة زوال النعم، ويعيش وراء جمع المال وتحسين مستوى المعيشة. أما المغتربون في القاهرة فلا يتفاعلون مع العمل أو الحياة اليومية ولا يستطيعون التواصل الاجتماعي الجيد مع المواطنين؛ لأن الريف والمدينة لكل منهما ثقافته الخاصة.

مصر تحتاج لرعاية أبنائها في أزماتها؛ فإن لم تنتمِ إليها وتراعَها ستظل بلا وطن تنتمي إليه وستبقى هاربًا بلا هوية وسط أزمات العالم. كل ما يحدث من غلاء وأوبئة هو نتيجة لتصرفات الإنسان الذي وضع نفسه في هذه الظروف بسبب انشغاله بجمع المال حتى همش وجود الله في حياته.

إذا لم يرجع الإنسان إلى الله ويعبده بصدق سيواجه المزيد من الأزمات والمصاعب. يا إنسان! لا ينقص عمر الإنسان دون تدبير الله؛

وانا الأرزاق دائما تأتي بالسعي وقلب نقي ووجود الله في حياتك يأتي الرزق .

كل ما كان الإنسان لا يتدخل في حياة الآخرين ظل ينجح ويستمتع بحياتة .

مبارك شعب مصر …. تحيا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار