محمد عمر يكتب : مصر تحاور العالم بلغة الحضارة

في مشهدٍ يعكس روح مصر الأصيلة اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولةٍ ساحرة بمنطقة خان الخليلي التاريخية، حيث امتزج عبق الماضي بجمال الحاضر، والتقت السياسة بالثقافة في صورة ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن لم تكن الجولة بروتوكولية تقليدية، بل كانت رسالة مفتوحة للعالم بأسره مفادها أن مصر، بقيادة السيسي، تنبض بالأمان، وتفخر بحضارتها، وتعتز بهويتها المتجذرة في أعماق التاريخ.

خان الخليلي ليس مجرد حي شعبي قديم، بل هو متحف مفتوح يختصر ملامح الهوية المصرية، حين تسير في أزقته الضيقة، تشعر وكأنك تسير في صفحات التاريخ، تسمع أصوات الحرفيين، وتشم رائحة البهارات، وتلمس بيدك فنونًا توارثتها الأجيال، في قلب هذا المكان، جلس الرئيسان في مقهى نجيب محفوظ، في لحظة امتزج فيها الأدب بالسياسة، والفن بالدبلوماسية.

زيارة الرئيس السيسي لهذا المكان تحديدًا لم تكن صدفة، بل كانت تعبيرًا عن رؤية واعية لزعيم يدرك قيمة الرموز الثقافية في تعزيز صورة الوطن ، فمقهى نجيب محفوظ الذي افتُتح عام 1989، في نفس عام حصول الأديب الكبير على جائزة نوبل، أصبح مزارًا ثقافيًا يعكس عبقرية المصري وروحه المبدعة، جلس فيه الرئيس المصري والضيف الفرنسي كأنهما يقولان للعالم: “مصر ليست فقط أهرامات ونيل، بل أيضًا أدب وفن وتاريخ ينبض بالحياة”.

ما قام به الرئيس السيسي في هذه الجولة هو تجسيد عملي لدبلوماسية القوة الناعمة، التي تعكس عمق مصر الثقافي، وتُبرز دورها الحضاري، فقد أظهر للعالم أن مصر بلد يحتفي بمفكريه، ويكرم مبدعيه، ويصون تراثه، لم تكن كلماتٌ تُقال في مؤتمر، بل كانت أفعالًا على الأرض، تُترجم حُب الرئيس لبلده وتقديره العميق لهويتها.

الرئيس السيسي دائمًا ما يثبت في مواقفه أنه قائد استثنائي، قادر على الجمع بين الحزم والرقي، بين القوة والعاطفة، بين البناء والتنمية، والحفاظ على الجذور، ففي الوقت الذي يقود فيه مشروعات قومية عملاقة ويُعيد بناء الدولة الحديثة، لا ينسى أن يُضيء شموعًا في دروب الثقافة والتراث.

وقد بدا ذلك واضحًا في ردود فعل المصريين والسياح الذين كانوا في المكان، فقد استقبلوا الرئيسين بفرحة عفوية، حملت في طياتها الثقة في القيادة والاعتزاز بالوطن وانتشرت صور الجولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح حديث الشارع المصري، ولتؤكد أن السيسي يعيش بين الناس، يعرفهم ويحبهم ويشاركهم تفاصيلهم.

هذه الجولة تُعد تجسيدًا حقيقيًا لمشروع “الجمهورية الجديدة” الذي أطلقه الرئيس السيسي، والذي لا يقتصر على التنمية العمرانية والاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل بناء الإنسان المصري من خلال تعزيز هويته، وربطه بجذوره، وتقديم صورة حضارية راقية للعالم.

ولأن الرئيس السيسي يؤمن أن بناء الدولة لا يقتصر على تشييد المباني وتطوير البنية التحتية فقط، فإن هذه الجولة تُعد جزءًا من البناء المعنوي لمصر، فالأمم تُبنى بثلاثة أركان: الأمن، الاقتصاد، والهوية والرئيس السيسي يعمل بثبات على الثلاثة في وقتٍ واحد، وهو ما يميّز مشروعه الوطني الشامل.

إن مقهى نجيب محفوظ الذي احتضن اللقاء ليس مجرد مقهى، بل رمز لفترة زمنية شكلت ملامح الأدب العربي الحديث، ومركز ثقافي حمل اسم أديب لا تزال كلماته تُدرّس وتُترجم حول العالم، فأن يجلس فيه رئيس مصر والرئيس الفرنسي، فهو تكريم جديد لنجيب محفوظ، وللثقافة المصرية التي طالما كانت جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب.

ولم تكن هذه الزيارة موجهة فقط للعالم الخارجي، بل كانت أيضًا موجهة للداخل المصري، خاصة فئة الشباب، لتقول لهم: إن هويتكم مصدر فخر، وإن الأدب والفن والثقافة هي أدوات بناء لا تقل أهمية عن أي مشروع اقتصادي أو بنية تحتية، ففي ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، تبرز أهمية التمسك بالجذور، وعدم الذوبان في صخب الحداثة دون مرجعية ثقافية قوية.

لقد كان المشهد أشبه برحلة رمزية عبر الزمن: من مقهى نجيب محفوظ الذي يوثق عبقرية الأدب المصري، مرورًا بأزقة خان الخليلي التي تشهد على مهارة الحرفي المصري، وصولًا إلى مشاعر البهجة التي ارتسمت على وجوه الناس… كل ذلك في وجود قائد يرى في حضارة بلاده طاقة لا تنضب.

تحية تقدير وإجلال للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لا يدّخر جهدًا في سبيل رفعة الوطن، والذي أعاد لمصر مكانتها في الداخل والخارج، قائد يُشبه حلم المصريين، ويترجمه كل يوم إلى واقع نعيشه ونفخر به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
الضرائب توضح خضوع مطاعم وكافيهات محددة للضريبة وتحذر من محتوى تحريضي مضلل البلشي يعلن تضامن "الصحفيين" مع"المحامين" في موقفها من الرسوم القضائية رحلة حياة الرئيس السوري.. حقيقة إنتاج هوليوود فيلمًا سينمائيًا عن أحمد الشرع مصر تدين الهجوم الإرهابى فى الصومال وزير الخارجية والهجرة يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط والمستشار رفيع المستوي للشئون الأفريقية كلمات الترحيب بلقاء المحبة بين قداسة البابا تواضروس الثاني والآباء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط في جلسة نقاشية بحضور برلمانيين وسياسيين "حزب الوعي "يناشد الحكومة باعتماد حلول واقعية لمشكلة الايجار القديم رئيس الأعلى للإعلام يستقبل نقيب الصحفيين لمناقشة عدد من ملفات العمل المشتركة محمد شحاتة : مصر مليئة بفرص العمل ويجب علي الشباب استغلالها حصيلة جديدة للضحايا في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي على المدنيين