مشهد من عمليات تسليم الأسرى

تحيةً لروح أمي الغاليه التي تركت أثراً خالداً في أعماقي إلى يوم لقائي بها في الجنة . تحية تقدير وإحترام للشهداء الذين سقطوا نتيجة السطو والعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني . تحية لرجال ونساء وأطفال هذا الشعب الصامد في وجه الطغيان . المُصدر لكل مشاهد الثبات والصمود وعدم التخلي عن الأرض . إن السلام هو أبسط حقوق الإنسان في هذه الحياة إذا سُلب منه أبسط حقوقه فما الفائدة من الحياة . السلام هو الأمل للشعوب جميعها وهو السبيل إلى تحقيق الإستقرار . شاهدت اليوم عملية تسليم الأسرى والتي وصلت إلى المرحلة السابعة وتأملت في معاني جماليه بثتها روح المقاومة والتي تؤكد دوماً على أنها قمة الروعة في المُعاملات الإنسانية التي حث عليها دين الإسلام العظيم خير دين عرفته البشرية . إن المقاومة الفلسطينية والتي أقف خلفها بكل قوة وصمود وتحدي وأقول ذلك وأعلنه دائماً وأفتخر به . أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . ومنذ إندلاع شرارة السابع من أكتوبر والشعب الفلسطيني يُعاني ويعيش كل أنواع التعذيب والتي تُجبر أي إنسان على الخضوع لرغبة المُحتل في السطو على مزيد من تلك البقاع المقدسة وهى الأرض الفلسطينية العربية . إن الحرب الشرسه التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي الإرهابي على شعب أعزل هى قمة البشاعة في الفعل المُرتكب وتوصف بأنها وتصنف جريمة حرب بشعه . وهى أقصى أنواع الإرهاب الذي يتنافى مع المنطق البشري . وكم كان مُخزي أن يشهد العالم هذا الصراع الدموي ويظل صامتاً عاجزاً حتى عن التعبير . إن البحث عن حرية الأرض المُحتله هو جهاد حقيقي في سبيل التحرير فمن يقبل أن يحيا أسيراً مُحاصراً مفروضاً عليه الإستعباد وليس له أي حق في المكان الذي يعيشه عليه . فمن يقبل أن يحيا هكذا وعن أي فقد نتحدث عن فقد الوطن الذي أصفه بأنه الشريان الذي يسري في عروقنا . الوطن يا سادة ليس أرض وسماء ومساحات شاسعه . الوطن هو البيت الذي خُلقت ونشأت وترعرعت فيه . الوطن هو الذات . هو الإطار الذي أعيش فيه مؤثراً فيه ومُتأثراً به . فعن أي شيء نتحدث . إن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية هو الخيار الوحيد وهو الطريق الوحيد لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية . والتي أحياها يوم طوفان الأقصى من العام ألفين وثلاثة وعشرين . إن ثورات الغضب التي إندلعت في ميادين العالم تُندد وترفض الحرب الشرسه الصهيونيه على الشعب الفلسطيني والتي كانت بثاً حياً مباشراً قد كان سبباً في فضخ المُحتل ومن يعاونه على سفك الدماء . طيلة سبعين عاماً من الإحتلال الغاشم المروع . إنني اليوم على يقين تام أن ما حاولوا تشويهه على مدار عقود من الزمان وما حاولوا إبادته على مدار أعوام طويله لهو باقي بإذن الله . وبالمقاومه والتي هى السبيل إلى تحرير الأرض المقدسة وتحرير الإنسانية من قيود الإحتلال . أنهم يبحثون عن إحتلال أوطاننا وسرقة أرزاقنا وجعلنا نطلب منهم المعونة حتى لا نصبح أحراراً أبداً . وحتى نظل تحت إمرتهم في حين أنهم كانوا يرقدون خلفنا لنتصدق عليهم وعلى شعوبهم . اليوم أيضاً قد كُسرت شوكت ترامب الأرعن وقف عند حده حتى يعلم أننا لا نسير خلف قرار ولسنا تابعين . بل إننا أحراراً كما خلقنا الله ونحن نبحث عن حق أبناء أمتنا في العيش بسلام . فلا سبيل عن التحرير ولا خيار عن المقاومة ما دام العدو مستمراً في نهجه وهو ترويع الشعب والسطو والسيطرة على مقدرات الوطن وتدمير المنشأت وهدم دور العبادة وعدم مراعاته لأي من الحرمات الدنيوية أو الإنسانية . فلا خيار عن المقاومة وهى حق مشروع في وقت لا يبقى فيه إلا أن نقاوم من أجل حياتنا ومن أجل بلادنا . ومن أجل الحفاظ على هويتنا ومقدساتنا . فالسلام هو السبيل إلى الإستقرار وما سلبوه بالقوة لن ولم نستعيده إلا بالقوة التي تجعله مفروضاً على الأرض وليس خياراً مطروح . فقد تمعنت النظر إلى عمليات تسليم الأسرى والذين هم بحوزة المقاومة . وكنت شاهداً على روعة الدين الإسلامي والذي يحثنا على حُسن معاملة الأسرى . والذي يحثنا على تقديم الرعاية لهم والإحسان إليهم . حتى وإن كانوا قد شاركوا في عمليات الترويع الوحشية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضدنا . فأخلاقنا ومعاملاتنا قد تعكس إنطباعهم عنا . والحقيقة ثابته فأنظروا إلى تقبيل رأس المقاومة في مشهد بهي . وأنظروا إلى فرحة الأسير بحريته والتي لم يكن لينولها رغم خضوع الكيان الصهيوني ونزوله عند قرارات المقاومة . فهناك من قُتلوا بسبب بشاعة الحرب والعدوان على قطاع غزة ورفح . وهناك من بُورك لهم نيل الحرية . فلا سبيل عن إقامة دولتين رغم إيماني أن فلسطين وطن واحد لا يقبل القسمة على إثنين إلا أن هذا الوقت العصيب يفرض علينا القبول بالجوار وحسن الجوار إن أحسن المجاور لي وإن ظن أنه سوف يسلبني أرضي ومكاني فهو مُحال بينه وبين تحقيق رغبته
علموا أولادكم كيف يحبون أوطانهم وكيف يحترمون حريات الأخرين في العيش والتعبد علموهم أن حدود أوطانهم تنتهي عند بداية حدود الغرب علموهم أن السلام حق لكل كائن حي ولا خيار عنه . علموهم أننا جميعاً لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات .