هل أُوقف القصف على غزة فقط من أجل نوبل؟ ولماذا يُرجّح أن إسرائيل ستعود للعدوان بعد إعلان الجائزة؟

في خطوة في الحقيقه مش مفاجئه، تم الاعلان عن توصُّل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة برعايه دولتي مصر وقطر وضغط امريكي ، شمل تبادلًا للأسرى وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، مع وعود بتدفق مساعدات إنسانية عاجلة. لكن ما أثار الانتباه هو توقيت هذا الإعلان، الذي يأتي قبل يومين فقط من إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025.

ترامب بين صفقة غزة ونوبل: تقاطع السياسة بالمصالح الرمزية

لم يُخفِ ترامب طموحه الطويل لنيل نوبل للسلام، وقد صرّح سابقًا أنه يستحقها بسبب اتفاقيات التطبيع (اتفاقات أبراهام). والآن، وبعد فشله في إحراز الجائزة سابقًا، يبدو أنه ضغط بقوة لإنهاء الحرب في غزة على الأقل ظاهريًا، في اللحظات الأخيرة قبل إعلان الجائزة.

بحسب مصادر سياسية، فقد استُخدمت أدوات ضغط اقتصادية ودبلوماسية لإجبار إسرائيل على التراجع مؤقتًا، خصوصًا بعد ضربة مثيرة للجدل نفذتها تل أبيب في الدوحة استهدفت قادة من حماس دون إبلاغ ترامب، ما دفع الأخير للرد دبلوماسيًا بحسم، في محاولة لتحسين صورته كرجل سلام عالمي.

هل وقف إطلاق النار دائم؟ المؤشرات تقول “لا”

رغم الحفاوة الإعلامية التي أُحيط بها الاتفاق، فإن معظم بنوده تعتبر مرحلية، وتفتقر لضمانات صلبة لوقف طويل المدى. أبرز المخاوف:

الشق الإنساني لا يلغي الطموح العسكري الإسرائيلي؛ فالانسحاب لا يعني انتهاء الأهداف العسكرية للجيش. ولا اعتراف بدوله فلسطينيه كامله السياده

جميعنا نشعر بالقلق وفرحه منتقصه من نوايا إسرائيل بعد إطلاق الرهائن، خشية أن تستأنف الأخيرة ضرباتها فور انتهاء الورقة التفاوضية.

تاريخ إسرائيل مع الاتفاقات المؤقتة يظهر ميلًا واضحًا لنقضها بمجرد انتهاء الضغوط الدولية.

وهنا نتسأل هل القصف مرجّح بعد الجائزة وخصوصاً أنه لم يقف فعليا حتي الان

إذا حصل ترامب على جائزة نوبل يوم 10 أكتوبر، فإن الدافع السياسي لوقف إطلاق النار سيضعف تلقائيًا، ويُرجّح أن تعود إسرائيل إلى استئناف الضربات، استنادًا إلى:

زوال الضغط الأميركي الرمزي بعد تتويج ترامب، مما يحرّر إسرائيل من الالتزام السياسي تجاه الوسيط.

الخشية الإسرائيلية من إعادة بناء قدرات حماس خلال وقف إطلاق النار ، ما يدفعها لشن ضربات “استباقية”.

رفض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأي اتفاق يُظهر حماس وكأنها انتصرت أو حصلت على مكاسب.

غضب القادة المتشددين داخل الحكومة الإسرائيلية من القبول باتفاق “يضعف الردع”.

اخيرا:
وقف إطلاق النار هو في الظاهر انتصار للدبلوماسية، لكنّه في الجوهر استثمار سياسي مؤقت، يبدو أنه صُمم لتلميع صورة ترامب كـ”صانع سلام” في لحظة حاسمة. ومع انتهاء هذا الهدف يوم الجمعة، لا توجد ضمانات تمنع إسرائيل من استئناف العدوان، خاصة إذا شعرت بأن حركة حماس تلتقط أنفاسها، أو بأن التهدئة تُضعف هيبة الردع العسكري.

الحرب في غزة لم تنتهِ فعلًا، بل فقط دخلت في هدنة مؤقتة تحت عنوان “نوبل”، والعد التنازلي ربما قد بدأ بالفعل نحو جولة جديدة من الدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!