“رتبنا البيت من الخارج، فهل حان الوقت لترتيب البيت من الداخل؟”

في ظل التطورات الإقليمية والدولية، برز دور مصر كفاعل رئيسي في إنجاح خطة السلام لوقف الحرب بقطاع غزة، والتي كانت مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرحت على الساحة. بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، تم التوقيع على تلك الاتفاقية الهامة في مدينة شرم الشيخ، عاصمة السلام، والتي جمعت قادة العالم لتأكيد الالتزام بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والجثامين بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
ومع ذلك، تطرح أسئلة جوهرية حول موقف الحكومة المصرية تجاه السجناء المصريين الذين تم احتجازهم نتيجة لتظاهراتهم وتضامنهم مع غزة خلال العامين الماضيين. هؤلاء الأفراد، ومن بينهم طلاب جامعيين حرموا من استكمال دراستهم ومستقبلهم مهدد، وأمهات ينتظرن بفارغ الصبر الإفراج عن أبنائهن، يستحقون منا الاهتمام والرعاية.
في هذا السياق، نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل العاجل للإفراج عن جميع سجناء الرأي، من تم اعتقالهم بسبب تضامنهم مع غزة. إن هذا الإجراء من شأنه أن يعزز من مكانة مصر كدولة تحترم حقوق الإنسان وتقدر حرية التعبير.
ومؤخرًا، نجحت مصر في استضافة قمة مصر والاتحاد الأوروبي، مما يعكس إنجازًا كبيرًا للدولة المصرية وقيادتها. هذه القمة التي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، تأتي في إطار جهود مصر لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
بناءً على هذه الإنجازات، نكرر الدعوة للرئيس السيسي لاتخاذ خطوات إيجابية ليس فقط بالافراج عن الذين تم إحتجازهم نتيجة تضامنهم مع غزة بل نأمل بالافراج عن جميع سجناء الرأي كافة، لترتيب “البيت من الداخل” كما تم ترتيب “البيت من الخارج”. إن الإفراج عن جميع سجناء الرأي سيكون خطوة نحو تعزيز الحريات الفردية وتحسين صورة وأوضاع مصر في الداخل.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع، يزداد وضع سجناء الرأي وأسرهم تفاقمًا، حيث يجدون أنفسهم في مأزق حقيقي نتيجة توقف مصدر الدخل، مما يزيد من معاناتهم ويجعل من تلبية احتياجاتهم اليومية تحديًا كبيرًا.
وبعد سنوات من التوتر في العلاقات المصرية مع كل من تركيا وقطر منذ ثورة 30 يونيو، عملت مصر على إعادة تلك العلاقات إلى أفضل حالاتها. كما نجحت الجهود الدبلوماسية المصرية في استعادة الاستقرار مع أمريكا بعد تدهور العلاقات نتيجة رفض مصر لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين. وها هي العلاقات المصرية الأمريكية تعود إلى أفضل مستوياتها بفضل نجاح القمة بشرم الشيخ التي طرحها الرئيس الأمريكي، مما يعكس قوة ومرونة السياسة المصرية في التعامل مع التحديات الإقليمية.
وكل تلك النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المصرية تؤكد أن قيادة الدولة المصرية نجحت في ترتيب البيت المصري من الخارج، لذا ننتظر ترتيب البيت المصري من الداخل. ولذلك نأمل أن يستجيب الرئيس السيسي لهذا النداء، وأن يشمل عفوًا رئاسيًا لجميع سجناء الرأي، وأن نرى مصر تتقدم نحو مزيد من الحرية والاستقرار.
ختامًا، كما نجحتم في إعادة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ديارهم، نرجو من سيادتكم إطلاق سراح سجناء الرأي، لتنعم الأسر المصرية بالفرحة والاطمئنان.




