هناء ثروت: أزمة كورونا ودور العبادة

استيقظ العالم في يوم علي كارثة تدعي فيروس كورونا المستجد والذي اشاع الذعر والرعب في كل بلاد العالم ، وذلك لانه ينتشر بسرعة رهيبة بين الناس ولا يوجد علاج له حتي الان، ولم تقتصر أزمة هذا الفيروس علي الدول الفقيرة فقط بل وقفت أمامه كل الأنظمة عاجزة عن وجود حل أو علاج له، رفع أمامه حكام بلاد العالم اياديهم وهم يقولون انتهت الحلول الأرضية فلنرفع أيادينا الي السماء، ارتفعت الأصوات عالية الي الله لتطلب العفو والسماح ورفع البلاء والوباء، حتي ان احد أعضاء الكونجرس تلا صلاة حارة ورفع توبة عنه وعن بلاده ، الوجوم والحزن والأخبار المأساوية تصدرت نشرات الأخبار، ولا من منجي أو منقذ، واتخذت كل بلاد العالم بلا استثناء إجراءات احترازية وفرضت حظر التجوال واغلق المجال الجوي بين دول العالم وبعضها، وانصت الجميع لسماع صوت ينطلق بالبشرى ويبشر الناس بوجود علاج لهذا الفيروس ولكن لم يحدث ذلك حتى الان ، ولإزالت اعين الجميع تنظر وتلتمس النجاة.

وفي ظل اختفاء الحل الأرضي واتجاه العالم اجمع بمختلف دياناته الي الله نجد قرارا بغلق دور العبادة وعدم التجمعات، القرار الذي اثار حفيظة المتدينون من كل الأديان ، ولعلنا هنا في مصر وجدنا غضبا مشددا لهذا القرار، وجدنا الأصوات قد ارتفعت “لماذا أغلقتم باب الله في وجهنا” نعم، لقد حصر الناس لقاءهم بربهم في جدران المساجد والكنائس وان إغلاقها هو غضب من الله عليهم ، فلم يعد يرغب في لقاءهم، حاشا أن نقول هذا علي الإله خالق الكون الإله الرحيم، غافر الإثم وماحيه.
ولكن هذا القرار اظهر طبيعة العلاقة الهشة بيننا وبين الله، فقد وضعت الناس الله في دور العبادة ، واكتفت بأن يقوم رجل الدين سواء كان شيخًا أم قسيسًا بالصلاة عنهم، ودعوني لا اعمم وأقول ان بعض الناس يجلسون في الجوامع والكنائس وقد ملات الهموم رأسها فابتعدت عن التركيز فيما يلقي من صلاة وركزت في همومها وأحيانا شرورها.

ولهذا تعالت الأصوات لرفض هذا القرار بل وصل الحال الي وصم من اتخذوه بالكفرة عديمي الإيمان،
ان هذه الازمة جعلتنا وجهًا لوجه أمام الله الخالق الديان صاحب السلطان علي كل ما في الأرض، والسؤال هنا أين اصحاب هذه الصيحات ممن فقدوا وظائفهم بسبب هذا الوباء، أين هم من الصراخ لأجلهم، أوليس هؤلاء أولي بالصراخ، ألم يسمعوا صرخات بطونهم من الجوع، كل ما دار في أذهانهم فقط من سيرفع الصلاة عنا ولسان حالهم يقول أصبحنا أمامه بلا وسيط لا شيخ ولا قسيس ولا صلاة ترفع لأجلنا، فماذا نحن فاعلون، العلنا ننتظر حتي تزول الغمة ونعود الي دور العبادة ثانية، أو نقف الان وقفة جادة مع النفس ولنسأل أنفسنا .. كم من مرة ادينا فروضنا أمام الناس ونحن نخطئ أمام الله . كم من مرة بكينا أمامه ثم نعود ونعصاه ، كم من مرة قد عرضنا غيرنا للأذي ثم نذهب ونصلي، انها دعوة للوقوف مع النفس وترتيب أولوياتنا ، دعوة للعبادة الحقيقية لا عبادة الشفتين فقط ، بل عبادة الله بالروح والحق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار