د. أجمد حسين يكتب ..امتحانات الثانوية العامة والفنية حديث المنطق وحديث الخطر

 

حديث المنطق هو الحديث الذى يتخذ القرارات الصائبة فى اللحظة الحاسمة بما يحقق الأهداف ويحقق النتائج ويصون ويحمى الأرواح ويحفظ المجتمع، وهو حديث يصنع قرارات تواكب الأزمة رجاحةً وادارة وتفكيرا وابداعا والأهم توقيتًا فتوقيتها يأتى أولا وهذا ما يواجهة الأزمة ويحقق النجاح فى ظلها ، منطق إدارة الأزمة هذا والذى مفاده سرعة التصرف والاعتراف بالحقيقة  ومواجهتها والتفكير فيما لا يمكن التفكير فيه وتوقع ما لا يمكن توقعه، وتقليل الخسائر بقدر الامكان وتحويل الأزمة إلى فرص على مستوى تحقيق كفاءة القيادة ومواجهتها بتطوير آليات العمل بما يحقق النجاح ، وحديث المنطق هنا هو تأجيل امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية لحين تحقيق النجاح فى مواجهة الوباء وتجاوز الخطر، وتجاوز الخطر معلوم تحققه فيبدأ بتثبيت معدل الإصابات والوفيات، فتقليلها، فوصولها للمعدلات الدنيا، فانعدامها ووصولها للمعدل صفر والمحافظة عليه، وعندها نجرى الامتحانات بشكل آمن.

وعلى صانع السياسات البدء فورا فى وضع تصور لعام دراسى قادم مختلف بما يتوافق مع ظروف الأزمة و مقتضياتها ويحقق النجاح فى ظلها وبما يوفر الحماية لأبنائنا، فعليه أن يبدأ فورا فى العمل على عدة مستويات على مستوى المناهج، وعلى مستوى نمط الدراسة، وعلى طريقة اجرائها ونظم التقوييم.. وأطالب صانع السياسات بتنقيح المناهج وحذف الحشو منها وأن تكون مركزه وتشمل الضروريات فقط اللازمة لتكوين الطالب لكل صف دراسى، وعليه أن يتبنى سياسات مبتكرة  لمواجهة الأزمة والتعامل معها وبما يساهم فى تأجيل الامتحانات دون حدوث أى ضرر على منظومة التعليم من خلال وضع الخطط التعليمية  للعام الدراسى القادم ليكون عام دراسى واحد، واستبعاد منظومة الفصلين الدراسيين مؤقتا وأن تصاغ الخريطة الزمنية للعام الدراسى فى ضوء هذا ، وهو ما سيساعد فى توفير فترة زمنية ما بين 70إلى 90 يوم ضائعين لا يستفاد مهم بشيء بسبب منظومة الفصلين الدراسيين، ثلاث أشهر تقريبا وهى مدة زمنية تسمح لصانع السياسات بحرية الحركة واتخاذ القرار بما يتيح لنا تأجيل أعمال الامتحان كما نريد دون الحاق ضرر بمستقبل أبنائنا الطلاب، ويساعد فى أن نبدأ العام الدراسى كما نشاء ودون تقصير فى الدراسة بما يسمح لنا بأن نقوم بتأجيل الامتحات حتى يزول الخطر ونحفظ الأرواح ونحمى المجتمع ونحقق أفضل الطرق للنجاح.

إن حديث المنطق هذا حديث ملزم لمؤسسات الدولة ولمنظومة إدارتها وذلك انطلاقا من المسئولية القانونية والواجب الأخلاقى للدولة تجاه مواطنيها  لذلك فعلى صانع السياسات أن يبحث عنه بل وعليه أن يوجده ويبتكره حتى نتغلب على هذا الوباء ونحقق النجاح ، حديث المنظق حديث ادارة قادرة راشدة مبدعة مبتكرة وليس حديث ادارة تدوير حالة وواقع بمنطق بيرقراطى ومنطق وظيفى وآدائى فقط بل منطق ابداع وابتكار ومواجهة ونجاح فى ضوء منظومة إدارة للأزمة قادرة ومبدعة وناجحة.

أما حديث الخطر فهو حديث يصنع قرارات فى ظل بيئة خطرة بمنطق البيروقراطية اليومية الزمانية والمكانية تعرض المزيد من الأرواح للخطر وتساهم فى تفشى الوباء وهو حديث علينا جميعا أن نعقله ونناقشه ونفده دون تشنج أو انفعال، وحديث الخطر هنا عن تعريض المستقبل للخطر وهم أبناؤنا فلذلات أكبادنا تعريضهم للخطر دون داعى وهو اجراء امتحانات الثانوية العامة والفنية  فى ظل أجواء انتشار الوباء وفى ظل تزايد معدلات الإصابة والوفاة، وفى ظل تصريحات لخبراء ادارة الأزمة مفادها أن الزروة  قادمة، وأن الوباء سيضرب الفترة القادمة بشراسة فهل من المنطق أن نُجرى الامتحانات فى ظل هذا الخطر؟! وما الداعى؟! وما الضرورة الملحة لذلك؟! إن كنا لا نعلم شكل العام الدراسى القادم ومتى سيبدأ فى ظل هذا الوباء، والأهم أنه إذا كانت لدينا البدائل التى نُحقق من خلالها الامتحان بعيدا عن ذروة الوباء إذا لماذا لا نؤجله ونحمى أبنائنا؟!!

حديث الخطر هذا هو اتخاذ قرار باجراء امتحانات الثانوية العامة الفنية فى ظل هذا الخطر وتعريض أبنائنا الطلاب للخطر ومعلميهم وتهديد المجتمع بانتشار الوباء والمساهمة فيه هو حديث علينا جميعا أن نُفده ونُناقشه ولا نتقبله لأنه حديث خطر وله العديد من البدائل التى يمكن أن نحققها وندرء الخطر عنا جميعا ونحقق النجاح.

حفظ الله مصر وأبنائها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار