منى شماخ تكتب.. أنت حُر؟!!!!

 

نذكر جميعا القصة المشهورة التي حدثت القرن الماضي مع المفكر”احمد لطفى السيد” الملقب بأبوالليبرالية المصرية، والذي ترشح لانتخابات البرلمان المصرى عام 1913 وكان يتمتع بشعبية جارفة، وكان منافسه محام مغمور أدرك أنه لن يستطيع منافسة هذا الرجل بشعبيته الكبيرة، فأشاع في أهل الدائرة أن أحمد لطفى السيد رجل ديمقراطي ، وأن الديمقراطية كفر، فأراد أهل الدائرة التأكد من ذلك، وسألوه في أحد مؤتمراته الانتخابية: “هوانت ديمقراطى يا باشا؟؟!!” رد عليهم بثقة مؤكدا أنه ديمقراطي ،فما كان منهم إلا أن انفضوا عنه وخسر شعبيته وخسر الانتخابات !!!

مافعله الخصم الضعيف في ذلك الوقت بتشويه مفهوم “الديمقراطية” لأن تطبيق هذا المفهوم بشكله الصحيح سيحرمه من مكانة يريدها ولا يستحقها هو ما يفعله كثيرون في وقتنا هذا ، يشوهون مفهوم “الحرية” لأنها ستحرمهم من سلطاتهم وتكشف عوراتهم ، لن يواجهوا من يطالب بالحرية بل سيتركون هذه المواجهة للجماهير بعد أن يلقنوها أن الحرية تؤدي للإلحاد، وأن من يطالبون بها لايريدون سوى إباحة شرب الخمر وزواج المثليين .
رغم أن الحرية – كما أعرفها ويعرفها من يخشونها – هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان سواء كانت قيوداً مادية أو معنوية …هي التخلص من الإذعان والخضوع والسبات العقلي …هي غياب الإكراه وليست غياب المسؤولية ..ولا علاقة لها بالخمر من قريب أو بعيد لكنهم لن يخبروا الناس ولن يسمحوا لهم أن يعرفوا الحقيقة ..

لن يخبروهم– ولن يتركوا أحداً يخبرهم – أن الحرية أمانة حملها الله للإنسان وسيحاسبه عليها ، فلا يجوز للانسان أن يتخلى عما منحه الله له.

لن يخبروهم – ولن يتركوهم يعلمون – أن الحرية ضد الانحلال، لأنه يجعل الانسان خاضعا لغرائزه وشهواته، والحر يرفض الخضوع ..

لن يتركوهم يعرفون أن الحرية ليست ترفاً وأنها لا تأتي في ذيل قائمة الأولويات بعد الاحتياجات البيولوجية كما يروج البعض ، فجسم الانسان يستطيع الاستغناء عن الماء عدة أيام ، وعن الطعام عدة أسابيع ، لكن وجود الانسان نفسه لن يكتمل بدون الحرية ولن تتحقق غايته بدونها.

هؤلاء الضعفاء لا يستطيعون مواجهة الأفكار العظيمة لذا يحاولون تشويهها .. والقضاء عليها بأيدي من يفترض أن يسعون إليها ويطالبون بها .
لكن التاريخ علمنا أنه يمكن خداع بعض الناس كل الوقت ..أو كل الناس بعض الوقت..لكن أبدا لا يمكن خداع كل الناس كل الوقت
دمتم أحرارا
منى شماخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار