د/ أحمد حسين يكتب.. إصلاح التعليم طريق النجاة (2)

السؤال المطروح: جوهر الإصلاح ما هو؟
تحدثنا فى المقال السابق عن الأسس والأبنية الرئيسية التى يجب أن تنطلق منها عملية تطوير وإصلاح التعليم، واليوم نجيب على السؤال والذى يُسأل عند الحديث عن تطوير التعليم وإصلاحه: جوهر الإصلاح ماهو؟ من أين نبدأ؟ وكل يجيب وفق رؤيته ومصلحته فمن يراه تطوير لحال المعلم، ومن يراه تخفيف المناهج، وآخر يراه إدخال منظومة التكنولوجيا للتعليم كمرتكز أساسي… والكل يجيب من رؤيته ووفق تجربته لكن لم أجد إجابة تعبر عن منهجية علمية حقيقية تنطلق منها منظومة تطوير التعليم وهذا راجع لسبيبن رئيسيين أولهما: الخبرة الشخصية والمرجعية الفردية الحاكمة لكل حديث عن تطوير التعليم والبعيدة عن المنهجية العلمية وطرق تحققها، وثانيهما: البعد عن التطوير الحقيقيي للتعليم وذلك لاحتياج التطوير إلى منظومة عمل تتطلب كلفة مادية كافية لكي تحقق تطويرا حقيقيا للتعليم، وبالتالى فنحن نتحدث جيدا عن تطوير التعليم وإصلاحة ولكن حديث فقط لا يبرح منطق الحديث وبديع كلماته والنتيجه حديث هنا وآخر هناك ولا تطوير حقيقي للتعليم.

وفى المقال التالي نكمل الحديث عن منظومة تطوير التعليم ونجيب السؤال الثانى: من أين نبدأ؟ والذى مؤداه جوهر عملية التطوير والإصلاح وهو معروف اجابته يقينا وهي الوحدة الرئيسية للتعليم والموجودة فى أصغر نجع وقرية من قرى مصر والمسئولة عن تربية وتعليم أبنائنا، والذى يتواجدوا بها (سبع ساعات يوميا) لمدة ( تسع شهورسنويا) على مدار إثنى عشر عاما أو يزيد من حياتهم، يتعلموا ويُربوا أكثر من ثلث حياتهم بالمدرسة التى يحيون بها طفولتهم ومراهقتهم وأعتاب شبابهم، فلكي نؤسس لإصلاح حقيقيي للتعليم وتطويرًا له يحقق ما نريد لابد أن نبدأ من المدرسة والذى مؤداه لابد أن تتحول المدرسة إلى حياة مُحببة توفر لأبنائنا مقومات الحياة بما يجعلها بيئة تعليمية يرتبط الطلاب بها ويحبوها هذا على مستوى الحياة، وعلى مستوى التعليم والتربية يجب أن تتحول لحياة تعليمية ناجحة تعلم أبنائنا وتربيهم وتكونهم ثقافيا وعلميا وقوميا على مستويات متتالية وفقا لأهداف معدة ومحددة إجرائيا وقابلة للقياس على مستوى الحياة وعلى مستوى التعليم لا انفصال بينهما، حياة محببة وأهداف محققة وقابلة للقياس، نقطة البداية الجوهرية لأى إصلاح وتطوير للتعليم هى الوحدة المسئولة عن تعليمهم ويحيون بها ثلث أعمارهم, المدرسة المدرسة ولا شيء سواها بأركانها المتعددة والمتنوعة والتى يجب أن تتحقق على أكمل وجه.
إن تطوير التعليم هدفه الرئيسي والجوهري مواجهة التحديات المجتمعية والحضارية والوجودية التى تواجهنا، عبر بناء إنسانى قادر على التفكير والتحليل والإبداع على مستوى العقل، وصانع لمنظومة قيمية أخلاقية وإجتماعية وهوية إنسانية وقومية تقدم نموذجا ومثالا يحتذى به فى إنجاز المجتمعات وفى بناء الحضارة على مستوى الوجود، وتكوين هذا البناء الإنساني على مستوى العقل والوجود يبدأ وينتهي من المدرسة وأبنيتها التعليمية القادرة على تحقيق هذا وإنجازه، لذلك فإن تطوير التعليم منطلقة المدرسة ، وجوهر تحققه القدرة المدرسية، عبر منظومة عمل وتطوير لأبنيتها المتعددة والتى لا بد أن نبدأ بتطويرها فورا ليس وفق حديث أو رؤية فردية إنما وفقا لرؤية منهجية يعزز مفرداتها البحث العلمي ونتائجه وتوصياته والكلفة اللازمة لتحققها بما يبني حياة تعليمة مدرسية قادرة على تحقيق الأهداف التعليمية.
وهنا سأتحدث عن القدرة المدرسية ومفردات تحققها مقدما الرؤية لإصلاحها فى ضوء خطة قريبة المدى تتحقق فى ظل إمكانتنا الراهنة، وفى ضوء خطة بعيدة المدى تحقق إصلاح حقيقيى للتعليم، وحتى لا يقول قائل أننا نجيد النقد بمعزل عن تقديم الحلول فإننا سنقدم الحلول والتى تساهم فى تطوير التعليم عبر توفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة في ضوء الإمكانات المتاحة بما يجعلنا نضع أيدينا على نقطة البداية لتطوير التعليم، وأحب أن أؤكد ثانيا أن هذه الحلول قصيرة المدى لا تتحقق إلا فى ضوء خطة بعيدة المدى ورؤية وطنية جمعية هدفها تطوير التعليم والارتقاء به الإثنان مرتبطان ببعض .

القدرة المدرسية جوهر الإصلاح:
إن القدرة أساس نجاح أي مؤسسة، والقدرة المدرسية أساس نجاح المدرسة فى تحقيق أهدافها إذ لا تحقيق أهداف ولا نجاح بلا قدرة ولا تطوير بلا تحقيق الأهداف المرجوة، وما بين القدرة المدرسية وتحقيق تطوير للتعليم رابط متماسك لا انفصام فيه، وبالتالى لكى تتحقق لأهداف التى نريدها من تطوير التعليم لا بد من توفير القدرة للمدرسة على كافة المستويات والتى تشمل:-
1-القدرة المادية: لا بد أن تتوفر للمدرسة الإمكانات المادية الوفيرة والتى تؤهلها للإنفاق على كافة البرامج التربوية والأنشطة التعليمية المختلفة والتى تحقق الأهداف المرجوة والتى تعتبر جوهر ربط الطلاب بالمدرسة وتحببهم فيها وتخرج من بينهم المبديعين والموهبين والمتميزين وتدعم نجاحهم وتميزهم وتُنميه، بالإضافة إلى تقديم الحافز المعنوي للمعلمين والتكريم اللائق لهم، وتوفير القدرة المادية متاح عبر الرسوم الدراسية التى يسددها الطلاب والتى تحول لأنصبة تنفق على تلك البرامج والأنشطة التى تشبع احتياج الطلاب وتوفر الدعم المعنوي للمعلمين وتربط الطلاب بالمدرسة وتحببهم فيها وتوفر جو من الحياة الطلابية الحقيقية التى تحقق الأهداف المرجوة عبر خلق حياة مدرسية فاعلة وقادرة على تحقيق التعليم فى ظل أصعب التحديات، وهنا أدعوا إلى اصدار كافة التشريعات التى تحقق ذلك وتعززه ومنها على سبيل المثال لا الحصر استثناء المدارس والتعليم من حساب الخزانة الموحد الذى أفقدها القدره والفعل، وارجاع الحسابات الخاصة بكل مدرسة، ورد كافة المبالغ التى رُحلت إلى صندوق دعم المشروعات على مدار السنين الماضية إلى ميزانيات المدارس وانفاقها على احتياجاتها، وتوفير دعم مادى من خلال الإدارة المحلية للمحافظات للمدارس وللإدارات التعليمية للمديريات بما يوفر قدرة مدرسية تتناسب مع دورها وطبيعة عملها وتحقيق الأهداف المرجوة منها بما يحقق حياة تعليمية قادرة على بناء منتج إنساني متكامل ومبدع ومبتكر وقادر على تحقيق النجاح والتميز بين الأمم.

2-القدرة البشرية: وتشمل توفير كافة العناصر البشرية المعدة والمؤهلة لتنفيذ السياسات التعليمية وتحقيق القدرة المدرسية بما يحقق الأهداف المرجوة ومنها:-
على مستوى الاحتياجات: توفير المعلمين الأكفاء والمتخصصين وتوفير المساعدين والمعاونين لهم ومشرفي الأنشطة والمدربين المتخصصين والوظائف الكتابية والفنية والخدمات المعاونة وكافة أوجه الموارد البشرية اللازمة لنجاح المدرسة وتميزها، ولتحقيق ذلك فى ظل العجز الحادث فى المعلمين يمكن توفير الأعداد اللازمة للمعلمين فى ضوء خطة قصيرة المدى من خلال إعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم وعودتة تنظيمها وفقا للتقسيم الوظيفي الأساسي وإلغاء العديد من الأقسام والوظائف التي يُفرغ فيها المعلمين بلا عائد ولا قيمة سوا البعد عن المدارس، تكليف خريجى الجامعات المتخصصين والمؤهلين ذكور وإناث كخدمة إلزامية واجبة التنفيذ كالتجنيد الإلزامي يعملوا فيها خلال المدرسة هذا على مستوى الفتيات أما الشباب فيمكن التنسيق ما بين تأدية الخدمة التجنيدية أو الخدمة الإلزامية بالمدارس وهذا فى ضوء خطة بعيدة المدى لسد العجز المعلمين بتوفير الميزانيات وتصاعدها بما يحقق النجاح.
على مستوى قيمة المعلم: توفير الدخل المادى المناسب للمعلم بما يكفل له حياة كريمة وهذا هين ويسير لا أطالب بزيادة رواتب لكنى أطالب بإلغاء تثبيت رواتبهم على أساسى 2015 امتثالا للقانون ولأحكام القضاء كونهم كادر خاص وغير مخاطبين بقانون الخدمة المدنية فى الرواتب وهذا لن يحتاج زيادات كبيرة بالموازنة فأعداد كثيرة خرجت معاش ولم يعين بديلا لها بالوزارة بالإضافة لتثبيت الراتب للموظفين يوفر مليارات الجنيهات سنويا توفر دعم لميزانية التربية والتعليم وتستخدم لتحسين رواتب المعلمين ، وكفالة التقدير التام للمعلم وتعزيز حريته وكرامته فى ضوء القانون والدستور وترسيخ كونه قيمة مجتمعية بما يجعل من المدرس قدوة حقيقية ورمز حقيقي لأبناءنا الطلاب وتحقيق هذا هين عبر المزيد من التشريعات التى تحققه واحترام منظومة الإدارة لتلك التشريعات وللمعلم كقيمة عليا يجب أن تحترم.
على مستوى الكفاءة: دعم حصول المعلمين على الدراسات العليا وتوفير الحافز المادى الدافع لهم والتأسيس لتوليهم الوظائف القيادية بما يشكل حافز داعم لهم وتوفير البرامج التدريبية الحقيقية والمجانية التى ترتقى بمستوى المعلم وتقسيم منظومة العمل وطريقته وفقا لطبيعة وقدرات الطلاب على التعليم والتحصيل، وتوفير آلية للمساءلة والمحاسبة تعزز تحقيق الكفاءة والتميز ولا شيء سواهم كمعيار عمل للمعلم ومحاسبته في ضوء تحقق ذلك.
3- منظومة الحياة التعليمية:
سياسات القبول واليوم الدراسي والقاعات والملاعب والأنشطة:
يجب أن تنظم سياسات القبول بدءا من مرحلة التعليم الأساسي وفقا لمستوى الذكاء ونوعيته فالطلاب أصحاب الذكاء البصرى يكونوا فى فصل والسمعي فى فصل والمزيج فى فصل وتوضع الخطط التعليمية فى ضوء هذا وفقا لاستخدام استرتيجيات التعلم والوسائل والأساليب التى تتناسب مع كل فصل.
تنظيم اليوم الدراسي كحياة انسانية تبدأ من الثامنة صباحا وتنتهي الرابعة عصرا يوم دراسي كامل يوزان فيه بين احتياجات الطلاب النفسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية وتحققها وفقا لطبيعة المرحلة العمرية فى أفضل صورة وبما يساهم فى بناء شخصية الطلاب كل متساو فى التنظيم وكل على الأهمية فى جدول العمل حصة اللغة الإنجليزية كحصة التربية الرياضية، حصة الموسيقى والرسم كحصة الرياضيات، التوجيه الجمعي والمجالس الطلابية كاللغة العربية، وهكذا حياة إنسانية مشبعة للاحتياجات ومعززة للبناء وللشخصية الطلابية الذى نريدها.
ولهذا يجب أن تبنى المدارس كبناء جمالى محبب لنفس الطلاب، مبهج لعيونهم، ومفرح لأوقاتهم، ومشبع لاحتياجاتهم كمكونات من فصول لملاعب لقاعات أنشطة لمعامل لحدائق لأماكن للملابس وحمامات وقاعات طعام وقاعات متخصصة فى شتى المجالات… بما يشبع كافة الاحتياجات الطلابية المتنوعة والمتعددة ويرتقي بمواهبهم وقدراتهم ويبني بناء إنساني متكامل ومبدع .
الكثافة الطلابية: مطلوب خطة بعيدة المدى لتوفير الكثافة الطلابية التى تحقق الأهداف التعليمية على أكمل وجه بما يوفر بيئة تعليمية تفاعلية ومتنوعة بتنوع احتياجات الطلاب وطبيعتهم والكثافة الطلابية معلومة ومحددة ببساطة كل طالب فى مقعد خاص به بما يعنى سيكون عدد طلاب الفصل ما بين( 20و 25 طالب ) ولتحقيق ذلك على المستوى قصير المدى يمكن أن يتم إلغاء منظومة الترمين الدراسسين بالإضافة لأجازة السبت ويكون مثلا المرحلة الإبتدائية العام الدراسي يبدأ من شهر يوليو وينتهي شهر ديسمبر، والمرحلة الإعدادية والثانوية يبدأ العام الدراسي بداية شهر يناير وينتهي آخر يونيو لارتباطهما ببعضهما مع وضع خطة بعيدة المدى لبناء فصول دراسية تحقق هذه الكثافة.
منظومة الإدارة المدرسية: ترسيخ منظومة إدارة للمؤسسات تعليمية تتمتع بلا مركزية القرار واحترام مديري المدرسة كقيادات تربوية فى ضوء المساءلة على مستوى المدرسة فالإدارة فالمديرية دون فرض مركزية اتخاذ القرار فى منطومة الإدارة اليومية والحياتية للمدرسة فى ضوء تحقيق الأهداف وهذا لا يتطلب جهد أو تشريع فالتشريع موجود مطلوب أن نؤمن بأن لا مركزية القرار أفضل على كافة المستويات، وأن مركزية القرار تعوق تحقيق الأهداف التربوية وتجعل من المدرسة عاجزة عن تحقيق أهدافها والأمثلة كثيرة قرارات مركزية تجعل من المدرسة عاجزة عن تحقيق أهدافها بل وتعوق تأدية العمل فى ضوء الأهداف المعلنة وتهدر الوقت والجهد والمال العام والأمثلة كثيرة على ذلك.
منظومة التقويم: التقويم ليس هدف فى حد ذاته ولكنه وسيلة يمكن من خلالها التأكد من تحقق الأهداف التربوية والتعليمية وتحققها كمنتج طلابي وكمخرجات حياتية لديهم على مستوى الشخصية وبنائها والتخصص المهنى والأكاديمي ، وبالتالي تصميم عمليات التقويم يجب أن تنطلق من هذه الرؤية بناء إنساني وبناء مهني مبدع ومرتبط بالواقع الحياتي، وبناء عقلي مبتكر ومتجاوز حدود المُتَعلم وباني عليه بما يخلق إبداع وتميز قدرة مبتكرة ، والتقويم فى ضوء هذه الرؤيىة هو نمط مستمر من التقويم والتعليم متعدد فى أهدافه ، متنوع فى وسائلة، ومتطور دائما ، يتم على مدار العام وكمحصلة نهاية العام، وتحقيق ذلك فى ظل الراهن غير ممكن لغياب القدرة المدرسية وتحققها ، ولكن تحقيقية فى ظل الرؤية السابقة لتطوير التعليم ممكن ومكون من مكونات التطوير الناجح ، فتحققه رهن تحقيق ما سبق ، وتحقيق ما سبق أحد أهم مكوناته ومترادفاته التقويم فى ظل هذه الرؤية عبر توفر آليات مؤسسية ومجتمعية ومهنية تضمن مصداقيته وصدق نتائجه.
إن تطوير التعليم هدفه بناء الإنسان القادر المبدع، وجوهر تحققه قدرة مدرسية تصنع وتبني منتج إنساني على مستوى العقل قادر على الإبداع، وعلى مستوى الوجود صانع لمنظومة حضارية وهوية إنسانية تقدم نموذجا ومثالا يحتذى به في إنجاز المجتمعات وفى بناء الحضارة ، وهذا المنتج بداية النجاح فى صنعة وتأسيسة المدرسة القادرة بمفردات تحققها ولا شيء سواها.

إن الدعوة إلى إصلاح التعليم ندعمها ونشد عليها وندعم تحقيقها لكن بشروط تحققها والتى جوهرها المدرسة وعماد تحققها القدرة المدرسية بما ينتج متعلمين يملكون القدر المطلوب من المعارف والمهارات والاتجاهات والسلوك ويسلكون سلوكا متطورا وعصريا، وأن تكون مخرجات التعلم تلك منتج قائم على الفهم والإدارك والنقد والتحليل والبناء لا الحفظ والتلقين والاجترار، وهذا النمط من التعليم ومخرجاته هو الذى يحقق التقدم والتطور، وجوهر تحق مخرجات التعلم تلك ونواتجه نتاج منظومة تعليمية وتربوية فى الأساس، منظومة تعليم وأبنية تعليمية منظومة بناء شخصية وهوية فكرية ومنظومة ادارة للتفكير وللعقل وللمنطق مسئول عن تحققها تراكميا المنظومة التعليمية – المدرسة – والمسئول عن نجاح نواتجها – قدرتها- لأنه وببساطة هذه النواتج وتحققها نتاج قدرة مدرسية تعزز منظومة حياة تعليمية تبنى الشخصية وترسخ منهجية منطق التفكير السليم وتنظم طرق إبداعة ونمط ومخططات عمله والتى تنتج أفكارًا تحقق الإبداع وتحقق هذا كله لا سبيل له سوا مدرسة تملك كل مفردات القدرة التى تحقق النجاح.
بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار