مدحت الزاهد يكتب.. خواطر عن السياسة والسلاح (اجتهاد شخصى) اذا تصاعدت الانتفاضة يترقب السلاح وإذا انكسرت اضغط الزناد

خواطر عن السياسة والسلاح (اجتهاد شخصى)
– لا جدال فى حق كل شعب وحركات المقاومة فى استخدام كل أدوات القوة بما ذلك السلاح للدفاع عن حقوقه المشروعة ومصالحه الوجودية المهددة ويقر القانون الدولى هذا المبدأ فى إطار الدفاع الشرعى عن النفس ولا يمكن أن يدان طرف معتدى عليه، لانه رد العدوان.. ويمكن أن يدان ويستباح لو سكت عنه.

– من هنا يصبح اختيار الاشكال الملائمة للصراع ، مسألة ملائمة وليست مسألة مبدأ ، ايهما افضل لتطوير قواك وجذب الحلفاء وقدرتك على عزل العدو وتوسيع عمقك ومحيطك ، فى كل ظرف ملموس، كما يمكن التبادل بين الأشكال المختلفة تبعا للظروف المتغيرة..

– وفى حالة الانتفاضات الشعبية ، ونموذجها انتفاضة القدس، كان من الأفضل أن تأخذ كامل مداها فى الامتداد والانتشار فى كل الأراضى الفلسطينية المحتلة بعد ٦٧ و ٤٨ المعروفة بالخط الاخضر ومثالها انتفاضة اللد والتدفق الهائل للعرب من مدن ٤٨ إلى المدينة المحاصرة سيرا على الاقدام، عندما اوقفت شرطة الاحتلال سياراتهم وقد تواكب معها مظاهرات الضفة وغزة وبناء أشكال تنظيمية شعبية للدعم والتضامن ومع صمود المقدسيين الباسل كانت شرارة القدس تنتشر والتعاطف يتعاظم والانقسامات فى صفوف العدو تزيد وجبهة الحلفاء تتسع والطابع الشعبى الجماهيرى يتأكد مبلورا أفقا يتجاوز الجمود والاحتكار السياسى والتنظيمى الفلسطينى العلوى.
– وكانت الانتفاضة من القوة إلى حد زيارة ممثلين ل ١٧ دولة من دول الاتحاد الأوروبى لحى الشيخ جراح وحديثهم فى مؤتمر صحفى بالحى عن حق سكانه وضد التهجير مع مواقف أخرى كثيرة شملت انشقاقات فى الصف اليهودى ولا أقول الصهيونى ، ترى أن الصهيونية شوهت اليهودية، وظهور جندى إسرائيلى يقول انا الإرهابي وليس الفلسطينى .. أى باختصار كانت هناك ظواهر جديدة تتشكل وتنمو وتصنع افقا، اقوى حتى مما صنعته مسيرات العودة وكانت ولاتزال بهدفها و بطابعها الشعبى الجماهيرى من اقوى حلقات المقاومة فى زمن انحسار المد الشعبى.

– فى هذه الحالة ومع تصاعد انتفاضة الشعب، لم يكن مطلوبا تنكيس السلاح الفلسطينى بل إن يوضع فى حالة ترقب وتأهب واستعداد ، طالما أن الانتفاضة تتصاعد والشعب صامد فى مواجهة العدوان ، ولم تكن هناك مؤشرات على تراجع الانتفاضة يستوجب تحويل المواجهة إلى سلاح – سلاح،، بل لعلها أحرزت نصرا بينا وصفعت صفقة القرن والاعلان الإسرائيلى بالقدس عاصمة أبدية على مر الأجيال وأجبرت المحكمة الإسرائيلية على تأجيل الحكم فى قضية طرد الفلسطينين من حى الشيخ جراح وكان التدفق على الأقصى مستمرا..

– هذا الوضع يتغير الان بتدخل السلاح وتحول المواجهة إلى مواجهة عسكرية، بينما الانتفاضة كانت تتصاعد، ويدفع تحول المواجهة إلى سلاح – سلاح إلى تراجع الزخم الجماهير ى والمشاركة الشعبية الواسعة ويعيد المواجهة إلى ما كانت عليه أى مواجهة بين الفصائل وجيش الاحتلال وتغييب هذا العمق الجماهيرى المتصاعد فى اتجاه ثورة الأرض المحتلة وشعبها .. لصالح حرب الصواريخ.

– ولا يمنع هذا التحول من أن الأفئدة انصرفت ودعما لزخات الصواريخ المتطايرة من غزة فى اتجاه مدن الاحتلال .. ومن لا يسعده أن تكون تل أبيب وعسقلان واشدوت بكل تاريخهم العدوانى تحت القصف الصاروخي

ومن ينكر أن هذا القصف يمثل رسالة إلى المستعمرين الجدد والحاليين بأن ما سميت بواحة الامان ليست امنة وان الصيحات قد انطلقت من محيط الأقصى بعد أن انطلقت الصواريخ .. اضرب اضرب تل أبيب .. ولكن السؤال يبقى هل كانت صواريخ الا نتفاصة اقوى فى استعادة الحضور الشعبى ودفع الوضع للامام ام كان يلزم فى هذه اللحظة ان تكون الكلمة للصاروخ.

– وقد يكون للقصف الصاروخي دواع إقليمية لها وزنها بضرورة شغل اسرائيل بنفسها لفترة وانكفاءها على ذاتها فى لحظة حرجة والانتقام من ضربات وجهتها لسوريا وحملة تقودها ولا تزال ضد إيران وكلها اعتبارات الحت على ضرورة النيل من هيبتها وعجرفتها وكسر شوكتها .

– ومن المفهوم أنه مع تقدير كل هذه الاعتبارات ، فإن المواجهة الراهنة لا تؤذن بالضربة القاضية لاى طرف، فالكيان الصهيونى كدولة معسكر لا يزال يملك اقوى نظام دفاع مدني فى العالم واكبر ترسانة نووية فى المنطقة وهو تلقى انتفاضة أصابت ‘شرعيته’ وهجمات صاروخية أصابت هيبته سوف يرد بشراسة وحقارة وهو لا يمارس الحرب وفقا لمبادئ اتفاقيات جنيف وحقوق السكان تحت الاحتلال.

-وليس هذا هو المشكلة فلا حرب بلا خسائر، المسألة أنه بعد فاصل من المواجهات سلاح – سلاح وحرب القذائف والصواريخ سوف تنشط جهود التهدئة بواسطة مصرية ويصدر بضع بيانات عن الرباعية الدولية ويستأنف فاصل جديد من peace show (سلام شو) وليس عملية سلام ليبقى السؤال : من يعيد الشعب الفلسطينى الذى صفع صفقة القرن وتهويد القدس ومخطط الطرد والتهجير .. من يعيده إلى صدارة المشهد ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار