عماد ماهر يكتب.. تهمة الكنيسة
لم يسلم البابا تواضروس منذ أن وصل لكرسي مارمرقس من الهجوم الذي وصل لحد التطاول، بل والتشكيك في كل قراراته .. بل واتهامه بشكل مباشر في تلفيق تهمة قتل الانبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار لوائل سعد (الراهب إشعياء المقاري سابقا)..
جماعات التشويه التي تقود حملة التشكيك في حكم المحكمة التي تستند في قرارها إلى أدلة وشهود واعترافات الراهب نفسه، أشارت بأصابع الاتهام إلى البابا تواضروس زاعمين أن البطريرك باع ابن الكنيسة.
كلامي هنا ليس محاولة للدفاع عن البطريرك أو اتهام الراهب المشلوح بأمر الكنيسة، لكن استعراض لما اتابعه منذ تنفيذ حكم الإعدام في المتهم وائل سعد، لكن ما أريد أن أقوله أن الكنيسة ليست «عصابة» تدبر المكائد للانتقام من أشخاص بعينهم، هي في النهاية مؤسسة دينية أصدرت حكمها بتجريد الراهب وعليه تولت المحكمة سير القضية التي انتهت بإعدامه في قضية قتل..
وما يؤخذ على الكنيسة من البداية انها لم تكن واضحة في تعاطيها مع قضية مقتل رئيس دير الأنبا مقار، لم تمتلك الشجاعة في مواجهة الرأي العام، وتركت الباب للاجتهاد، ولأشخاص خفية يديرون حملات بين محاولة تبرئة الراهب وإدانته..
وعلى الكنيسة أن تعترف بالمتغيرات التي حدثت في مجتمعنا، وإدراك مدى تأثير السوشيال ميديا، وهو ما يتطلب منها التعامل مع المعطيات الجديدة بروح عصرية، بمعنى ان تكون اكثر وضوحا وشفافية وجرأة في تعاملها مع قضاياها ، فلا مجال للاختباء أو الغموض، خاصة أن الشائعات تسرى كالنار في الهشيم، والتي بدورها تحدث بلبلة بين جموع الأقباط، فما العيب في أن تخرج وتعلن الأخطاء التي يرتكبها أشخاص ينتمون إليها اسما فقط، وتكشف بوضوح كل التفاصيل دون أن تترك مجال للقيل والقال، خاصة أن هناك أشخاص لا يريدون الاستقرار للكنيسة ويجتهدون في إطلاق الشائعات وتسريب المعلومات التي تضر بالمسار الذي يبتغيه رأس الكنيسة.
والمكاشفة أمر هام خاصة أن الجميع يدرك بل ويلمس أخطاء بعض ممكن ينتمون إلى الكنيسة ويعرفون تفاصيل عن قرب، فالجميع بشر ليس معصومين من الخطأ، يهوذا كان تلميذ للمسيح عاش معهم شاركه أحزانه وأفراحه شاهد معجزاته، ورغم ذلك كان لصا وخائنا، حتى أنه لم يستفيد من فرصة التوبة التي منحت إليه ومضى وشنق نفسه، وبما أننا نتعامل مع أناس لا يمتلكون شجاعة محاسبة النفس أو إدراك اخطائهم إذا على الكنيسة أن تكون أكثر جرأة وتكشف هي عن أخطائهم بشجاعة تجنبا للبلبلة.