د / أحمد حسين يكتب : مفردات الواقع وسياسات التعليم الراهنة

 

السياسات التي وضعها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لما يسميه بتطوير التعليم لم تحقق أي نتيجة على أرض الواقع، بل إن المتواجد على أرض الواقع والمُنطق منه يعلم يقينا أن تلك السياسات قاصرة ومجتزأة ولم تغير واقعا ولم تطوره ولم تحدث إلا تدهورا في ما كان مُتبقي من التعليم، وعندما ذهب الوزير برؤيته تلك لمجلس الشيوخ والذي هو مجلس للمتخصصين والكفاءات والمُنتقَى أعضاءه ورفضت لجنة التعليم بالمجلس ما يسمى مشروعه لتطوير التعليم وقالوا أنه ليس تطويرا للتعليم بل رؤية مجتزأة لمرحلة الثانوية العامة وأنه لا يقدم جديدا ولا تطويرا بل بالعكس رؤية قاصرة ومنزوعة من سياق البيئة المصرية ولن تحدث تطويرا حقيقيا لها بل وستثقل كاهل الطالب بحشو لا قيمة له ولا مردود منه وستثقل كاهل الأسرة المصرية بالأعباء والأخطر أنها غير دستورية وتخالف الدستور ولا تقدم أي تطوير، وما كان من رد السيد الوزير سوا أنه إتهمهم بأنهم ضد مصلحة الدولة العليا،تخيل أن الوزير يزايد على أعضاء المجلس المُنتقين والمهنيين المتخصصين! بدل ما يستمع لهم ويفند ويبني وينتج تطويرا حقيقيا يتهم من هم من داخل منظومته! فما بالك بمن هم من خارجها ومعارضيه، وما بالك بموظفيه ومرؤسيه إن حاوروه في عدم ملائمة ما يصنع وما يقول، وبالتالي فهي رؤيته منفردا لا رؤية علمية منهجية متخصصة، ولا رؤية نقاش متخصص وخبره ومهنيين وواقع ومفرداته ومؤسساته العلمية والبحثية ، رؤية السيد الوزير ولا أحد سواه، وبرغم وضوح قصور هذه االرؤية ومردودها السلبي على أرض الواقع والذى يؤكده جل التربويين والباحثين وكافة المتخصصين في مجال التعليم والمؤسسات المختلفة السياسية والتعليمية والدستورية والحادث بأرض الواقع ومفردات رؤيته وواقع نتائجه للأسف مُصِريين على بقاءه يطبق رؤيته والتي أثبتت عدم جدواها وفق تحليل كل المستويات المؤسسية المهنية والدستورية والسياسية والمتخصصة، مُصرين بعد كل هذا على بقاءه يطبق رؤية ثبت عدم جدواها لا أدري لماذا؟! وما الغاية من استمرارها برغم فشلها الجلي؟ سوا المزيد من الإخفاق وتضيع الفرص على حاضر الوطن ومستقبل قوته، لأن التعليم ببساطة هو حاضر هذا الوطن ومستقبله ولا نجاة إلا به في ظل ما نواجه من تحديات ومخاطر، السيد المحترم الدكتور طارق شوقي رؤيتك لما تسميه بتطوير التعليم ثبت عدم جدواها لم تحقق منها شيء على أرض الواقع سوا الإخفاق ومردودها سلبي على منظومة التعليم؛ الدروس الخصوصية تضاعفت، المدارس مهجورة وعاجزة عن تأدية أدوارها الوظيفية، التخصصات المختلفة بها عجز ويسد بتخفيض النصاب، المناهج لم تُضف أو تحدث أي تغيير سوا غلاف وورق ملون ومزخرف منزوع من سياق البيئة التعليمية والتكوين الوجداني والبيئي للطالب،المخرجات التعليمية لكل مرحلة وفق الهدف والبناء الطلابي المتراكم تلاشت في مسميات ومفاهيم أكاديمية وافدة معقدة ومُركبة ومنزوعة من سياق تحققها على أرض الواقع، منظومة التقييم التي مفرداتها تحقق بناء طلابي عبر منظومة متراكمة تقيس المهارات المتعددة والمتنوعة لمخرجات التعلم وتكسب الطلاب المهارة والقدرة والخبرة والمعرفة وتراكم التجربة وتعزز البناء الوطني والمهني والإنساني غير محققه وما هو كائن امتحانات تعجيزية للطلاب لمرة واحدة ليس إلا وغير قادرة على بناء التراكم والقياس الحقيقيي لنواتج التعلم ومُخرجاته، حتي توظيف وسائط التكنولوجيا لم تستطع تحقيقها وتنفيذها والتي هي جوهر حديثك ومرتكزه عجزت عن تحقيقها حتي وفق رؤيتك الغير منهجية لتوظيف وسائط التكنولوجيا، ناهيك عن افقار المدرسة وعجزها ونزع قوتها وقدرتها على أن تكون مرتكزا ثقافيا وتنويريا داخل المجتمع وتغييب دورها ووظيفتها عبر الإذعان لقرارات مركزية غير متخصصة تُفقر المدرسة وتفقدها مواردها الوجودية، وعبر إصدار قرارات فوقية غير مُلمة بطبيعة الواقع ومفردات نجاحة ومُكبلة كل يوم قدرة المدرسة وكفاءتها لصالح رؤية فوقية مركزية عاجزة عن الإلمام بمدركات الواقع وطبيعة احتياجاته ومتطلبات بناء القدرة المدرسية وتحقيقها لأدوارها المختلفة ولمهامها المجتمعية، بالإضافة إلى عدم الرضا المهني لدى المعلمين والذي يقينا سيؤثر على آدائهم وعلى قدرتهم كونهم أبنية رئيسية ومرتكزا جوهريا لإحداث وتحقيق أي نهضة وتطوير للتعليم وبدونهم لا نهضة ولا تطوير ولا تعليم.

الخلاصة السيد الوزير ما تسميه برؤيتك للتطوير في أبسط وصف مهذب لها لم تحقق سوا المزيد من تدهور التعليم ولم تضف له سوا المزيد من العقبات والإخفاقات، أما آن الآوان لتعترف بذلك وتبدأ الإنطلاق منه إما إلى الاستماع إلى المتخصصين حقيقة وتبدأ ببناء منظومة تطوير حقيقية تنطلق من رؤية منهجية علمية متخصصة تبدأ بتحليل الواقع ومفرداته والبناء عليه وتطويره وبناء نهضة تعليمية حقيقية أو إلى الإعتذار وترك المكان لمن يصنع ذلك ويحققه ودون ذلك لا تطوير ولا نهضة ولا تعليم بل حديث منزوع من سياق النجاح كل يوم يخصم من رصيد قوة الوطن ووجود قدرته ويقوض فرص حقيقية لبناء نهضة حقيقية ومستقبل ووجود وحياة حضارية للوطن.
بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار