د. كريمة الحفناوى تكتب ..نافذة ثقافية فى صعيد مصر

فى الباب الثانى من دستورنا المصرى (المقومات الأساسية للمجتمع) وفى الفصل الثانى (المقومات الثقافية) تنص المواد 47 و48 و49 على التزام الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية، وعلى أن الثقافة وإتاحة المواد الثقافية بجميع أنواعها حق لكل مواطن تلتزم به الدولة، وحق لجميع فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافى، وأيضا التزام الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها.

وإذا انتقلنا للمادة 50 نجد أنها تؤكد على “تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافى المعاصر المعمارى والأدبى والفنى بمختلف تنوعاته، والاعتداء على ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. وتولى الدولة اهتماما خاصا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر”.
إنها مصر التى سكن أهلها بطول نهر النيل وصنعوا أقدم وأعظم الحضارات من صعيد مصر وأهل طيبة إلى بحرى وأهالى اسكندرية ومطروح ومحافظات الحدود فى الوادى الجديد وشمال وجنوب سينا والبحر الأحمر إنها مصر بتنوع تراثها وموروثاتها وثرواتها وفنونها وإبدعاتها الشاهدة عليها عبر آلاف السنين.

وفى إطار بناء الإنسان المصرى كتبتُ عدة مقالات سابقة خاصة بالوعى المجتمعى ودور الفن والإعلام فى بنائة، وعن أهمية التعليم فى الحفاظ على الهوية الممصرية وتطوير القدرات والمهارات وإعمال العقل وتربية النشىء على قيم التسامح والمواطنة والمساواة وغرس الانتماء للوطن، كما ركزت فى مقالاتى عن أن بناء وتطور المجتمع يقوم على جناحى التنمية الإنتاجية (وبالذات فى ريف مصر فى قرى بحرى والصعيد) والتنمية البشرية المستدامة بالعلم والتدريب والتأهيل والثقافة والفنون، كما تناولت أيضا أهمية التنوير فى مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة التى تحض على الإرهاب.
وفى إطار مبادرة وزارة الثقافة ببرنامج ثقافى فنى لبناء وعى الإنسان ضمن مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصرى، شاركت الوزارة عبر عدد من مؤسساتها ببرنامج ثقافى شامل ومستمر فى جميع محافظات مصر، وكانت البداية فى محافظة أسيوط طوال شهر أغسطس فى عدة قرى بمراكز المحافظة. واشتركت فى تنفيذ هذه المبادرة العديد من النوافذ الثقافية وعلى رأسها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان المسرحى المبدع الأستاذ هشام عطوة وذلك بمشاركة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث التى ترأسها الفنانة التشكيلية المبدعة دكتورة حنان موسى بإداراتها المتنوعة، الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال بقيادة المدير العام شعلة النشاط والحماس الأستاذ أحمد يسرى، والإدارة العامة لثقافة المرأة ومبدعاتها السيدات الفضليات عفاف عبد الوهاب، ومرفت حامد، ومها رشدى، والإدارة العامة لثقافة القرية بقيادة الأستاذ حمدى سعيد،والإدارة العامة لقياس الرأى العام الثقافى بقيادة الأستاذة حنان أحمد حسن، والإدارة العامة للإعلام بقيادة الأستاذ عماد فتحى والهادئة التى تعمل فى صمت الأستاذة نادية المسلمانى، والإدارة العامة للعلاقات العامة والتى يرأسها الأستاذ أحمد فتحى الذى بذل مجهودا كبيرا من أجل راحتنا وتنقلاتنا وإقامتنا وإننى أقدم التحية له وللأساتذة الذين قابلونا بكل ترحاب من مدير العلاقات العامة والإعلام بالأقليم فى أسيوط الأستاذ عادل عبد الحافظ، والأستاذ سيد عبد العزيز مدير العلاقات العامة بفرع ثقافة أسيوط والأستاذة نبيلة أديب. كما استقبلنا وشارك معنا من أسيوط بكل حماس وجهد المخرج المسرحى المتميز كريم الخلق والعطاء أسامة عبد الرءووف والذى كان له دور كبير فى تقديم الفاعليات وفى ورشة السيكو دراما.

وتحرك معنا من القاهرة لتوثيق وتسجيل كل فاعلياتنا المصور الفنان تامر النطاط، وشارك أيضا من الهيئة من إدارة الدراسات والبحوث كل من الأستاذ محمد السيد، والأستاذ إسلام عونى.
وأود الإشارة إلى مشاركة المهندسة المبدعة نسرين مجدى فى الورشة الخاصة بالحلى، والأستاذة شيرين عفيفى التى تعاونت مع الهيئة وقامت بتعليم السيدات فى (ورشة عجائن السيراميك)،والأستاذ بيومى السيد وورشة تعليم السجاد الخيامية، والدكتور فرحان أبو السعود وورشة تعليم الطرق على النحاس، والأستاذة رشا أبو العلا بإدارة الدرسات والبحوث بإقليم الثقافة بأسيوط وطريقتها الجميلة فى (ورشة حكى للأطفال وألعاب شعبية واكتشاف مواهب)، هذا بجانب فرقة الأراجواز والعرائس التى استحوذت على اهتمام الأطفال وقدمت لهم البهجة والمعلومة.

كما شاركت فى المبادرة من محافظة أسيوط الفرق القومية بقصور الثقافة للموسيقى والغناء والعزف بقيادة الفنان المايسترو والمغنى حسام حسنى، والمسرح، والفنون التشكيلية، وكورال الأطفال بقيادة الفنان المدرب نصر الدين أحمد وفرقة الفنون الشعبية للأطفال بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين المتخصص للطفل، كما شاركت الفرقة النوعية لمشروع “إبدأ حلمك” بعرض استعراضى غنائى رائع اسمه هيلا هيلا وهو نتاج ورشة فنية بقيادة المخرج المتميز المبدع أحمد طه، وسوف نتناول كل هذه الروائع بالتفصيل فى المقالات التالية.
لقد شاركتُ فى هذة المبادرة الثقافية من خلال الدعوة الكريمة التى وصلتنى من الإدارة العامة لثقافة المرأة من الأستاذة عبير سعد وكانت مشاركتى فى الندوات التوعوية الخاصة بقضايا المرأة والفتيات وقضايا الصحة والتعليم وتربية النشىء وغرس قيم التسامح والمواطنة والمساواة وغيرها من القضايا المجتمعية التى سنتناولها فى حديثنا عن المبادرة الثقافية فى قرى مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط التى اهتم السيد المحافظ اللواء عصام سعد بتقديم كافة التسهيلات والإمكانات لإنجاح هذه المبادرة ووضع خطة لاستمرارها فى جميع قرى المحافظة.

ومن الجدير بالذكر أن مبادرة وزارة الثقافة لبناء الوعى ضمن مبادرة حياة كريمة شارك فيها بجانب الهيئة العامة لقصور الثقافة عدد من الهيئات منها صندوق التنمية الثقافية والهيئة العامة للكتاب والمجلس الأعلى للثقافة، والبيت الفنى للمسرح، والمركز القومى للترجمة، ودار الوثائق القومية
وقبل أن أنهى مقالى أناشد السيد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط والذى أشاد كل من قابلتهم بدعمه للثقافة الاستمرار بخطة متكاملة فى دعم برنامج وزارة الثقافة فى بناء وعى وتنمية المواهب الرائعة والكثيرة التى تزخر بها محافظة أسيوط، كما أناشده باستكمال المشروعات المتوقفة فى بعض القرى مثل مشروع الصرف الصحى فى قرية نزلة الملك،وأرجو من وزارة التضامن التى تنفذ البرامج الحمائية والتنموية لللفقراء وللقرى الفقيرة أن تكون على قدر المسئولية فى توصيل دعم هذه المشروعات (حياة كريمة، وتكافل وكرامة) للمستحقين الحقيقيين ولايتدخل عامل الواسطة والمحسوبية وعدم الشفافية لوصول الدعم لغير المستحقين وإننى أطالب بتحرى الدقة والصدق فى الإستعلام عن أحوال الأسر المستحقة وذلك عن طريق أصحاب الضمير اليقظ، وليس لأصحاب مصلحة شخصية، وأقول هذا لما رأيته وسمعته فى شكاوى العديد من الأسر والسيدات والشباب وبالذات فى قرية الخوالد مركز ساحل سليم، والتى بها عدد كبير من الأرامل والمطلقات واللائى هن العائل الوحيد لأسرهن.

وأود فى السطور الأخيرة أن أعبر عن شكرى وتقديرى وتحياتى لفرع ثقافة أسيوط بقيادة مدير عام الفرع الأستاذ ضياء مكاوى الذى بذل هو وكل من معه أقصى جهد لإعداد وتجهيز الأماكن بمركز وقرى أسيوط لتنفيذ الفاعليات فى ميعادها مما اضطر الجميع للعمل أثناء أجازة عيد الأضحى،
وواصلوا الليل بالنهار لإنجاح عمل القافلة الثقافية وذلك فى درجة حرارة فوق الخمسة وأربعين درجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار