محمد أبو قريش يكتب.. “قراءه فى كتاب للاستاذ بهارفارد لوتشيانو فلوريدى الثوره الرابعه”

يظل السؤال يتردد منذ القدم ولم نصل بعد للاجابه الحاسمه من نحن والى اين نسيرعشنا زمانا طويلا نظن اننا مركز الكون وحتى 1543حين نشر كوبرنيكوس اطروحته عن حركات الكواكب حول الشمس واواح الى الابد الأرض من مركز الكون وتسبب ذلك احداث تغيير عميق في وجهات نظرنا تجاه الكون وتجاه انفسنا –وعندما صعدنا للفضاء الخارجي وكان التأمل من الخارج ورأينا انفسنا من الفضاء الخارجي مثل كوكب صغير وهش بالطبع ولم يكن هذا ممكنا الا بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وعندما جاء داروين في العام 1859 وعندما نشر كتابه أصل الأنواع عن الانتخاب الطبيعى وأن جميع سلالات الحياه تطورت على مر السنين من اسلاف مشتركه عن طريق الانتخاب الطبيعى –ثم جاء فرويد (1856-1939) ودفع بأن العقل لاشعورى وأن مانقوم به هو لاشعورى وبعدها يقوم العقل بتدبير افعالنا —نحن لسنا في مركز الكون واننا لسنا منفصلين بصوره بصوره غير طبيعيه ومختلفين عن بقية المملكه الحيوانيه واننا بعيدون عن أن نكون ذو عقول ديكارتيه (أنا افكر اذا فأنا موجود )

في كتابه الثوره الرابعه والصادر عن اوكسفورد 2014 يتناول لوتشيانو فلوريدى(أستاذ فلسفة واخلاقيات المعلومات-جاكعة اوكسفورد-المملكه المتحده) موضوع كيف يعيد الغلاف المعلوماتى (الانفوسفير)تشكيل الواقع الانسانى –الكتاب صادر عن سلسلة عالم المعرفه الكويتيه في سبتمبر 2017 ويحتوى على عشرة فصول (الزمان والمكان والهويه وفهم الذات والخصوصيه والذكاء والوكاله السياسيه والبيئه والاخلاقيات)—والكتاب ترجمه للعربيه لؤى عبد المجيد السيد (دكتوراه الفلسفه في الحوسبه من كبية العلوم والتكنولوجيا –جامعة بليموث المملكه المتحده ويعمل مساعد عميد مركز البحوث والاستشارات لقطاع النقل البحرى-الاسكندريه-جمهورية مصر العربيه)

بعرض المؤلف اشكاليه تقيدنا واعتيادنا النظر لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات على انها أدوات تواصل وتفاعل مع العالم ومع بعضنا البعض والواقع انها صارت قوى تخلق وتشكل واقعنا الفكرى والمادى بل وتغير فهمنا لذاتنا وتحول الكيفيه التي تربطنا بعضنا ببعض وموضوع الكتاب هو شرح لطبيعة القوى التكنولوجيه العميقه التي تؤثر في حياتنا وفى معتقداتنا وما يحيط بنا –اننا على اعتاب ثوره ثقافيه شامله مدفوعه لحد كبير بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

لقد تم اختراع الكتابه في الالفيه الرابعه قبل الميلاد (العصر البرونزى)في بلاد مابين النهرين ومناطق أخرى من العالم –وعلى مر هذا الزمن الطويل توصل الانسان الى التخزين السحابى والذى أدى الى اتساع نطاق الخيارات المتاحه لاستعادة البيانات ومنع فقدانها كما يتزايد اعتماد مجتمعات المعلومات المتقدمه اكثر فاكثر على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لاداء عملها الاعتيادى وتحقيق النمو والثوره القادمه لن تكون في التطور الرأسى لبعض التكنولوجيات الجديده ولكنها تكون في التطور الافقى لانها ستكون في ربط اى شيء بأى شيء اخر –ولكن على اى نحو يمكننا ان ننظر لتطور التكنولوجيا—في مرتبتها الأولى يتفق التوصيف بالتكنولوجيا البينيه مع درجة التطور للتكنولوجيا –اى عندما ظهرت التكنولوجيا كانت بين مستخدمين من البشر وملقنين من الطبيعه –نستخدم القبعه كتكنولوجيا والملقن هنا هو الشمس والمستخدم بشرونطلق على اى تكنولوجيا كالمحرك انها تكنولوجيا من الرتبه الثانيه فهى تمد تكنولوجيا أخرى بالطاقه وتعريفها انها لم تعد تصل المستخدمين بالطبيعه ولكنها تصلهم بغيرها من التكنولوجيات وهنا تلعب تكنولوجيات أخرى دور الملقن وكما في دور المسمار بالنسبه للمفك وعندما نتعرض لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فأنها تنقلنا للرتبه الثالثه في سلم تطور التكنولوجيات فهى تطور البينيه بين التكنولوجيات وتنقل المجتمع الانسانى برمته للفضاء السيبرانى –واذا كان يانوس هو اله الانتقالات والتحولات –النهايات والبدايات سواء كانت مكانيه مثل (العتبات او البوابات أو المداخل أو الحدود –أو كانت زمنيه (لاسيما نهاية عام أو بداية عام جديد ومن ثم جاء اسم شهر يناير)—أيضا تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ذات وجهين (الانترفيس-أو الواجهه)و(البروتوكول او القواعد وشروط التواصل)وهى تترأس كافة التكنولوجيات مثل يانوس اله البدايات والنهايات —ومن الامثله الشائعه للمرتبه الثالثه من التكنولوجيا –جهاز المودم أو المضمان باعتبار انه يقوم يتضمين الإشارات التماثليه لترميز المعلومات الرقميه في الجانب المرسل وفكها او فضمنتها في الجانب المستقبل –كذلك هاتفك الذكى بمجرد تشغيله يعمل خلال الأوساط اللاسلكيه لأغراض الاتصالات الصوتيه والمعلوماتيه ويقف البشر هنا في الطابق العلوى من العمليه وتتواصل عدة تكنولوجيات معقده مع بعضها عبر سلسله من الواجهات (انترفيس)وبروتوكولات (قواعد وشروط تواصل )متسلسله ومخفيه عن المستفيد .نحن نتفاعل بشكل متزايد مع العالم ومع مالدينا عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات—والأسلوب الأكثر وضوحا الذى تستخدمه هذه التكنولوجيا انحويل العالم الى الانفوسفير(الفضاء المعلوماتى)هو الانتقال من النظام التماثلى للنظام الرقمى وبالتالي النمو المتزايد للفضاءات الاليكترونيه التماثلى عالم غير متصل بشبكه حاسوبيه (اوف لاين)وفيه الاعتماد على عنصر الكربون—والعالم الرقمى متصل بالشبكات الحاسوبيه وفيه الاعتماد على عنصر السليكون –والعالم الرقمى المتصل بالشبكات الحاسوبيه يتسرب للعالم التماثلى ويندمج معه ويعرف هذا بالحوسبه الواسعة الانتشار أو انترنت الأشياء أو الأشياء المعززه بالويب –ان إشاعة المعلوماتيه تدريجيا للاشياء الاصطناعيه(الأدوات)وكامل البيئات تعنى انه يصبح من الصعب علينا فهم ماكانت عليه حياتنا في ازمنة ماقبل الرقميه
.
والى هنا يتبدد الزعم بأن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تجعلنا اكثر عزله –في المستقبل (والذى يقترب بسرعه)فأن المزيد والمزيد من الأشياء تتحول الى كيانات تكنولوجيا معلومات قادره على الرصد والتعلم وتقديم المشوره والاتصال مع بعض ببعض –والذات الاجتماعيه هي القناه التي تمارس من خلالها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبخاصة وسائط الاعلام الاجتماعى تأثيرا عميقا في هوياتنا الشخصيه وتغير الظروف الاجتماعيه التي نعيش فيها على سبيل المثال تعدت ارقام الرسائل الفوري(19مليار رساله فوريه) (عبر الواتساب)التي ترسل يوميا (في العام 2012)ارقام الرسائل النصيه القصيره (17.6ملياررساله يوميا)وهذا يغير الكيفيه التي نتواعد بها على سبيل المثال لا الحصر—ولم تعد الحريه في بناء هوياتنا الشخصيه على الانترنت هي الحريه في أن تبقى مجهولا –فالحريه في الفضاء الاليكترونى مرتبطه بتقرير المصير والاستقلاليه ةلاتستطيع الكذب بسهوله بخصوص من انت فهناك ملايين من الناس تراقبك —فكيف الزعم بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تجعلنا اكثر عزله انها يمكنها تشكيل فهمنا لذواتنا بأعتبارنا كيانات معلوماتيه ويظل السؤال الفلسفى الازلى –من نحن—مطروحا في ضوء المتغيرات الجديده –من نحن ومن سنصبح ومن الذى يمكن ان نكونه عندما يتزايد مانقضيه من وقتنا في الانفوسفير –فالذات ينظر اليها على انها نظام معلوماتى معقد مصنوع من انشطه واعيه أو ذكريات أو حكايات فأنت عباره عن المعلومات الخاصه بك—كنا نظن اننا مركز الانفوسفير بما يتميز به الجنس البشرى من ذكاء ولكن أدى اختراعنا للاله التي تعالج البيانات وتفوقت علينا تفوقا ملحوظا –لقد خلعنا توريمج أبو الثوره الرابعه من مكاننا المتميز والفريد في مملكة التفكير المنطقى ومعالجة البيانات ولم نعد سادة الانفوسفير –نحن كائنات حيه معلوماتيه متصله ببعضها البعض وجزء لايتجزء من بيئه معلوماتيه (الابنفوسفير)نتشاركها مع عناصر وسيطه(وكلاء )معلوماتيه أخرى طبيعيه واصطناعيه هي أيضا تعالج المعلومات بصوره منطقيه وبشكل مستقل وقد يكون الجيل الأخير الذى يشهد فرقا واضحا بين بيئه متصله بشبكة حاسوب وأخرى غير متصله –لقد أخرجت الثوره الرابعه الطبيعه المعلوماتيه المتأصله في هوية الانسان وهذا امر يشعرنا بالتواضع ونحن نتقاسم هذا الطابع مع بعض الأدوات الاذكى التي صنعناها بأيدينا —لقد تم إرساء أسس مجتمعنا المعلوماتى في الثلاثينات .ويجب إعادة النظر في مفهوم الخصوصيه على ضوء الثوره الرابعه والتي يمكن صياغتها بأنها (التحرر من—-)أولا الخصوصيه الماديه وتعنى تقييد قدرة الاخرين على التعامل معنا جسديا —ثانيا الخصوصيه العقليه وتعنى تقييد قدرة الاخرين على الوصول لحياتنا العقليه —ثالثا خصوصية اتخاذ القرار وتعنى استبعاد الاخرين من القرارات التي نتخذها —رابعا الخصوصيه المعلوماتيه وتعنى التحرر من التدخل أو الاختراق المعلوماتى ومايتعلق بموضوعنا هنا هو الخصوصيه المعلوماتيه ومن البديهى انه كلما أتسعت الفجوه المعلوماتيه فيما بين الأشخاص قل بالتالى مايعرفونه عن بعض وازدادت إمكانية أن تتسم حياتنا بالخصوصيه ويفترض ان الخصوصيه هي حق الافراد (سواء اشخاص أو جماعات أو مؤسسات في التحكم في دورة حياة المعلومات الخاصه بهم (انشاءها والوصول اليها (التسجيل والاستخدام )وتحديد وكيف والى اى مدى تتم معالجتها بواسطة الاخرين.

ولكن هل تجعلنا تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أكثر غباء وفى المقابل تصبح أكثر ذكاء؟
الحس السليم والخبره والتعليم والقدرات الرشيده ومهارات الاتصال والذاكره والقدره على رؤية شيء ما على انه شيء أخر وإعادة استخدامه لغرض أخر والفطنه الاستنباطيه قدرة شخص ما على ان يضع نفسه مكان شخص أخر —هذه ليست سوى بعض المكونات الاساسيه التي يمكن ان تجعل سلوكا ما يتصف بأنه سلوك ذكى –فهل تجعلنا تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أكثر غباء وفى المقابل تصبح أكثر ذكاء؟ولنأخذ مثالا على ذلك بلعبة الشطرنج –لايتطلب اتقان لعبة الشطرنج ذكاء على الاطلاق اذا كان اللاعب حوسبيا وعلى العكس تماما في حالة الانسان –لقد فاز الحاسب ويب بلو الذى صنعته شركة اى بى ام على بطل العالم في الشطرنح غارى كاسباروف –لم يكن الحاسب ديب بلو سوى ذاكره وخوارزميات ومعدات حاسوبيه مخصصه عظيمه وبدون ادنى ذكاء وفى حقيقة الامر فأن الذكاء الصناعى يعيد انتاج محصلة سلوكنا البشرى ومايكافئ ذكائنا فالمصنوعات اليدويه يمكن ان تكون ماهره من دون ان تكون ذكيه والعمل في مجال تنقيب البيانات لايحتاج ان يكون ذكيا لكى يكون ناجحا –جدير بالذكر ان نفرق مابين التقليد والوظائفيه فلعب الشطرنج ينفذ بواسطة انظمه ماديه والتقليد يرتبط بالنتائج –فالعناصر التي تقلد بعضها بعضا تحقق النتائج نفسها والذكاء الاصطناعى هو أجواء جديده من تعليمات برمجيه منطقيه رياضيه اى انها نصوص جديده وبناء عليه فأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا تعتبر أكثر ذكاء بينما تجعلنا أكثر غباء بل على العكس تماما فالعالم يتغير لأن يصبح انفوسفير(فضاء معلوماتى)يتوائم على نحو متزايد مع القدرات المحدوده لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات—مايجرى هو اننا نطوع البيئه على مالدينا من تكنولوجيا ذكيه لضمان أنها يمكنها التواصل معنا بنجاح –أي اننا نحيط العالم بغلاف معلوماتى صديق لتكنواوجيا المعلومات والاتصالات ونحن نقوم بذلك منذ عقود دون ان ندرك ذلك تماما –في الاربعينات كان الحاسب الالى يستلزم ان نمشى بداخله لتشغيله وبالبرمجه خرجنا لنجلس امامه لتشغيله واصبح التفاعل البشرى الحاسوبى علاقه لغويه (دلاليه)تيسرت لاحقا عن طريق نظم التشغيل (مثل دوس)وتطور الامر ليصبح التفاعل البشرى الحاسوبى باللمس للشاشه والاوامر الصوتيه والتطبيقات الحساسه للايماءات وغيرها —مايجرى هو تغليف العالم لتحويله الى مكان مناسب لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ولاتتعلق القضيه هنا بالكيفيه التي نتمكن بها بمزيد من القدره لما نقوم به ولكن بقدر اتصالها وبالكيفيه التي تقودنا الى إعادة تفسير من نكون وكيف ينبغي لنا أن نتفاعل ونتواصل بعضنا مع بعض.
ماذا يجرى حقا ؟–قد تفيدنا هذه الأرقام والاحصائيات في الاجابه على هذا السؤال
لقد بلغ اجمالى الثروه العالميه بنحو231تريليون دولار امريكى وكانت في 2010قد وصلت 195تريليون دولار –وباعتبار أن عدد سكان العالم 7مليار نسمه فالمتوسط 33 الف دولار امريكى للفرد تقريبا أو 51 الف دولار للشخص البالغ كما يشير التقرير والأرقام هنا تبرز بشكل صارخ عدم المساواه ونستطرد في الاحصائيات فقد جاء الصرف على الإعلانات عالميا 498مليار دولار تقريبا وللمره الأولى في تاريخ البشريه جاء الصرف على وسائل الترويح على انفسنا اكثر من الانفاق على وسائل قتل بعضنا البعض –ففي حين جاء الانفاق العسكرى 1.74تريليون دولار في عام 2010بلغ الانفاق على وسائل الترفيه ووسائط الاعلام 2تريليون دولار وحدث نمو في الترفيه الرقمى وتشارك الوسائط ليصل 33.9%من مجموع الانفاق العام بحلول 2015 بعد أن كان 26%فى العام 2011وجاءت مكافحة المشاكل الصحيه والوفيات المبكره 6.5تريليون دولار بحلول عام 2011وهذا الرقم تعدى بكثير موازنات الانفاق العسكرى والبالغه 3تريليون امريكى عام 2010 —لم يعد بالاستطاعه فصل عالمنا عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الا بأيقاف حركة عالمنا نفسه.

لو رجعنا للوراء قليلا وليس بعيدا –فلقد ظهر الجيل الأول من الإنترنت (ويب1.0) مع ظهور المتصفحaolعام 1990م وظهور موقع نتسكيب netscape. يشير ويب1.0 إلى صفحات ثابتة غير تفاعلية نادرا ما يتم تحديثها، فهى مواقع للقراءة فقط، وكان المهتمين بها أصحاب الشركات التجارية لنشر معلومات عن منتجاتهم. وظهر فى ذلك الوقت عدة خدمات مثل خدمة البريد الإلكترونى، القوائم البريدية، مجموعات الأخبار، المحادثة ومنتديات الحوار.
ظهر الجيل الثانى من الإنترنت فى عام 2005م فى مؤتمر o`reillyالذى نظمته شركة أورايلى (2.0conference) حيث تحول مفهوم الانترنت من مصدر للمعلومات إلى مصنع للمعلومات التفاعلية، من خلال المجتمعات الافتراضية والخدمات المستضافة التى وفرت قدر عالى من التفاعلية مع المستخدم حيث أصبح المستخدم هو من يصنع المواقع ويضيف ويعدل ويعلق بسهولة من خلال أنظمة إدارة المحتوى، كما تتيح مشاركة الملفات مع الأخرين، لذلك الويب للقراءة والكتارة بدلا من القراءة فقط.—الويب 2.0 هي الشبكه التي تعمل كنظام اساسى (منصه)تمتد عبر جميع الاجهزه المتصله—والويب 3.0هو الويب الدلالى وهو الويب الذى يزيل الحواجز بين قواعد البيانات –والويب 4.0 هو ويب التجسير الذى يزيل الفجوه بين من هو مواطن ومن ليس مواطما في مجتمع المعلومات (الاتاحيه وأمكانية الوصول بشكل فعال)—والويب 5.0هو الحوسبه السحابيه وقدرتها على إزالة الحواجز الماديه وتمييز ماهو عالمى مقابل ماهو محلى –واخير سوف يكون ويب 6.0 هو الحياه دائمة الاتصال (ويب اونلايف)والتي تزيل الحد الفاصل بين عالم الاتصال –أون لاين-على الخط –والعالم الغير متصل –أوفلاين

وعن علاقة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالدوله والمجتمع فهي تسهم في تحويل الدوله لمجتمع معلومات وتساعد في زحزحة التوازن ضد المركزيه ولمصلحة الحكم الموزع والتنسيق العالمى ان ماحدث بعد الحرب العالميه الثانيه هو جلب مجموعه متنوعه من النظم متعددة الوكلاء كقوى عابره للحدود الوطنيه أو بين حكومات معنيه بالمشاكل السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه (مثل منظمة التجاره العالميه –البنك الدولى-صمدوق النقد الدولى-البنك الدولى-البنك الدولى للانشاء والتعمير الشركات متعدية الجنسيات)منذ صلح ويستفاليا(1648)بعد حرب الثلاثين عاما وحرب الثمانين عام بعدها شهد العالم ظهور ونضج دول ذات سياده ومن ثم دول قوميه وصعدت الدوله بوصفها سلطه ملزمه (كل دوله لها الحق في تقرير مصيرها السياسى-جميع الدول على قدم المساواه –ولاينبغى عدم تدخل اى دوله في الشئون الداخليه بدوله أخرى )والدول ذات السياده تعمل بمنزلة عناصر وسيطه (وكلاء)(السلطه التشريعيه—السلطه التنفيذيه-السلطه القضائيه )ويمكن النظر للدوله على انها وكيل المعلومات الذى يسن القوانين وبسيطر على الوسائل التكنولوجيه المشاركه في دورة حياة المعلومات بما في ذلك التعليم والاحصاء السكانى والضرائب وسجلات الشرطه والقوانين المكتوبه والصحافه والاستخبارات اذا بوصف الدوله وكيل المعلومات فأن الدوله تفرز تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعبر القرون تنتقل الدوله من كونها كيانا ينظر اليه على انه الضامن والمدافع الاساسى عن مجتمع عدم التدخل (دعه يعمل)الى نظام يرعى مواطنيه الرعايه الكامله وتظل هي الجامع والمنتج والمتحكم الرئيسى في المعلومات وعن طريق تعزيز تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تنتهى الدوله بتقويض مستقبلها كوكيل وجيد أو حتى رئيسى للمعلومات لانها على المدى الطويل يصبح من الممكن وجود وكلاء اخرين للمعلومات –وأحيانا ومن الممكن أن يكونوا اكثر سلطه وربما يتحكمون في القرارات والاحداث السياسيه وهذا يسرع من تحويل الدوله الى مجتمع معلومات –وهذا مايجرى بالظبط بعد الحرب العالميه الثانيه فلقد ظهرت منظمات ومؤسسات ليست دولا ولكنها نظم غير حكوميه متعددة الوكلاء أقرت صراحة بأن تعمل كقوى عظمى مؤثره في المشهد الدولى بكافة مجالاته –فلننظر مثلا الى صعود الهيمنه العالميه للشركات (من بين أكبر 100 اقتصاد في العالم توجد 51شركه ومالايزيد عن 49 دوله –إحصائية عام 2000),

ويخلص الكتاب الى ان الانتقال لحياه دائمه الاتصال(أون لايف)وتغليف العالم لبناء وتفسير الانفوسفير تعد تغيرات هائله تحتاح لكميات من الطاقه لايمكن تخيلها –وهذا يهدد الغلاف الجوى ولكن أيضا مداواة ذلك ممكنه أن مجتمع المعلومات هو مجتمع تصنيعى جديد استبدلت فيه المواد الخام والطاقه بالبيانات والمعلومات والتي يمكن النظر اليها كذهب رقمى جديد ومصدر للقيمه المضافه وهذا المجتمع الجديد فيه الابداع والابتكار وادارة المعلومات -وليس الاتصالات والمعلومات فحسب –يشكلون مفاتيح الفهم الصحيح لمستقبلنا,

محمد ابوقريش
امين عام الجمعيه العلميه لمهندسى الاتصالات
mabukrish@yahoo.co.uk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار