خلف الله عطالله الانصاري يكتب معركة الخير والشر
الحب والكراهية ، الجنة والنار ، معارك أزلية بين الماضي والحاضر و لله سبحانه وتعالي في ذلك حكمة وعظة. الخير هو الحب الخالص من أي ذرة كراهية والطريق الي الجنة يوم القيامة .
الخير في كل معاملاتنا هو صفة أخلاقية ميز الله بها بعض من خلقه . هو دائمًا شخصي وذاتي متعلق بسياق الزمان و المكان و العلاقات بين البشر . فالإبتسامة في وجه من نقابلهم خير ، التحية ورد السلام خير ، ترك المظاهر الخداعة وتجنب الشبهات خير ، الدعاء والرجاء و العطاء و تقديم يد العون كلها صفات إن دلت علي شئ فهو طريق الخير المملوء بالحب المنتهي بالعمل الصالح المؤدي الي جنة عرضها كعرض السموات و الأرض أعدت للمتقين .
الخير غرس بالصغر يرى أثره كل منا على مهل و بعد وقت .. غذاء نتلقاه عبر سنوات العمر الأولى فينتفع بطرحه الولد و الحفيد . احكي لحضراتكم قصة قصيرة عن الخير احد ابطالها والدتي الحبيبة ادعوا الله ان يمدها بالخير والصحة والعافية ويبارك لنا فيها . بالنسبة لي الخير هو أمي .. والدتي الحبيبة ونساء قريتنا ” الدهسة ” وخاصة نجع مدان وكليب .. بارك الله لنا فيهن و بأعمارهن جميعًا . و لأننا أبناء قرية .. فنسيجنا واحد تربطنا علاقات الحب والقرابة والنسب والجميع يعرف بعضه البعض. كانت والدتي بارك الله لها بفطرتها النقية تهدى الخير فتساعد نساء القرية بالفعل تارة و بالنصح الخفي المستتر تارات ، كانوا يجتمعون أمام دارنا فتجمع والدتي بعض فصا البلح وترسم خطًا وتبدأ السامر .. تقترب كل سيدة تستطلع الحصا ، كانت والدتي تتعامل بذكاء شديد توهمهم بقراءة الطالع بينما هي تقدم النصح و العون بشكل مستتر ، حتي البنات المقبلات علي الزواج كانت تقدم لهن النصيحة وقبلها تقول لها “انت منصورة متنميش وعليك فرض ربنا واسمعي كلام أبوك وأمك وجوزك” فترى الفتاة بين النصح فألها الحسن أو تعمد أن يكون كما قال الطالع .
حتي أنا كنت بالمرحلة الإبتدائية أجلس بينهن وأسأل هل سأنجح؟ فكانت تطمئنني وتنصحني “لازم اذاكر كويس علشان ربنا يوفقني وكمان اخف اللعب” . للأسف بالوقت الحالي افتقدنا لأمثال والدتي هؤلاء كانوا أميين لم ينالوا فرصة التعليم مثلنا ولا التقدم التكنولوجي مع أنهن حافظات لبعض السور من القرآن الكريم ، كانوا متميزون بالحكمة و البركة والخير الكثير ، ويحضرني بعض الموقف لوالدتي في وقت حصاد الذرة أو ولادة الجاموسة بالمنزل كانت تقوم بتوزيع “السرسوب” وهو حليب ما بعد الولادة تقوم امهاتنا بحلب الجاموسة او البقرة ووضع اللبن في اناء المنيوم ويقومون بتسخينه تحت درجة غليان عالية حتي يصبح كتلة بيضاء يطلق عليها سرسوب طعمها دسم ولذيذ وأنا من عشاقه.. كانت والدتي ترسلنا أنا و إخوتي للجيران و الأقارب لتوزيع “السرسوب” أو الذرة أو أي حصاد من الأرض، كانت شيمتها و أهل قريتي الكرم فكان غراثها فينا .
وكذلك الجيران اتذكر زوجة عمي كانت تقوم بنفس ما تقوم به امي وكانوا اصدقاء رحم الله عمي عبد العاطي وزوجة عمي الحاجة فوزية بكري وكذلك اغلب الجيران ان كان موسم قصب سكر وهو طول فصل الشتاء او ذرة وبعض الاحيان بعض الجيران يربطون بهائمهم بالشارع واجد والدي يرمي البرسيم او زعازيع قصب السكر ليطعم حيوانات الجيران والجيران يقومون بتقديم الخير بالمثل . كان والدي رحمة الله من بيت طيب مبارك وكانت له علاقات خارج البلدة .. باق أثر الخير فيها حتى اليوم .. فكان يقوم بتزويج فتيات البلدة ولا اخص والداي فقط بالعكس فهناك الكثير والكثير منهم شيخنا “الشيخ أبو المجد محمد حسن” شيخي و معلمي من علمنا الكلمة ومعانيها وفتح لنا أبواب الخير علي مصرعيها شيخ القرآء والشيخ عبد العليم والشيخ بدر والشيخ عبد الحق والشيخ احمد الخطيب والعمدة عبد الفتاح آل يونس عمدة الدهسة والقامة والوجاهة الشيخ عبد الوهاب ابو نحول رجل المصالحات واحد كبار القرية تغمدهم الله بواسع رحمته .
اما مسجد نور الاسلام صوت الخطبة والاذان القابع في الازهان الامام والعلامة معلمي وقدوتي الشيخ علي عبد الفتاح من تعلمنا علي يديه الكثير والكثير ومن الشخصيات البارزة والمحبوبة العميد محمد عبد الوهاب ابو نحول المحب لاهله الدهسة والذي لم يتاخر ابدا عن تقديم المساعدة للناس ايضا الشيخ عبد الباسط جادالله والحاج علي جادالله هم بركة عائلة السديرات رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته وبارك في ذريتهم جميعا.
هناك شخصية آخري لها اثر طيب في القلوب وهو رجل التجارة الاول عمي ابو الفضل محمد جابر الشهير بالظابط وعمي الحاج عبيد الاخ الاكبر لعمي الظابط ونحن اطفال كنا نستغل عدم وجود عمي الظابط ونلعب كورة القدم واكثر من مرة ياخذ الكرة ثم ينادي علينا بكل حب ويعطينا الكورة لنكمل الماتش هؤلاء أبطال حقيقيون كان لهم الفضل الأول في تعليم أجيال تفتخر الدهسة بهم في مجالات كثيرة في الطب والهندسة والصناعة والزراعة والشرطة والجيش والإعلام و غيرها من المجالات. مدرستي الشهيد عبد الرازق خلاف تلك القلعة التعليمية وقادتها ملوك العلم والحكمة من زرعوا فينا حب القراءة والكتابة والتعبير ، من صنعوا نسيج حي يشهد لهم بالبيان فتحية حب واجلال لمن فارقونا باجسادهم وتبقي ذكراهم العطرة في القلوب وملئ الروح وعلي راسهم استاذي ومعلمي ا. عبد الصبور خليفة واستاذنا محمود سقاو واستاذنا ماجد واستاذنا عبد الحارس واستاذنا عبد العال واستاذنا فتوح منهم من علي قيد الحياة ادعوا الله ان يبارك في صحتهم وعلي راسهم استاذنا عبد المصور واستاذنا عطالله واستاذ عيسي واستاذ التربية الرياضية علي حسين ابن الحاج سلا