ريمون ناجي يكتب : شهادتي على «30 يونيو».. يوم قهر الشعب لـ«الجماعة»

“ليلة تركنا فيها كل غال من أجل الوطن.. هكذا يمكن أن أشرح حالى وملايين الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين ضد حكم الجماعة الإرهابية، كل أملنا أن نعيد وطننا الذي سلبته تلك الجماعة البغيضة وأرادت أن ترتاع فيه يمينا ويسارا.

قبل ثورتنا توالت المحاولات حشود وتجمعات مواطنين يهتفون ضد المرشد والإخوان احتجاجات رافضه أسلوب الجماعة فى الأستبداد بمقدرات الشعب واقدار الأجيال، رغم محاولات الترهيب والتهديد والأعتداءات سوأ بيد اتباع الجماعة وجحافل مأجورة او بتعليمات ساكن القصر آنذاك للشرطة والأمن .

ثبت إصرار المصريون امام كل محاولات التهويد من جانب الجماعة؛ إيمانا بإن الوطن باق والجميع إلي زوال والوطنية تقتضي الحفاظ على الهوية المصرية من الضياع والتشويه، لم يدع الشباب والحضور لليأس مكان فى قلوبهم واستطاعوا كسر هيبة الخوف بهدير الصوت الثأر ضد الخونة ومندوب الجماعة بالقصر.
خرج الجميع مرارًا وظهر رجال السياسة ومنهم الباحثين عن المقاعد او الراغبين فى احتلال الشاشات والظهور أمام الكاميرات والطامعين فى المكاسب، بينما كان شباب عُزل يواجهون بصدور مكشوفه وهتافات تحمل مرارة مايدور بخلدهم فى الميادين بهدف مكسب واحد ووحيد هو الحفاظ على الوطن فحسب.

تكتظ الذاكرة بالعديد من مجريات الأمور والكواليس منذ تظاهرات كشف حساب الـ 100 يوم مرورًا بالمسيرات وصولًا إلي أول أعتصام أمام وزارة الدفاع فى 21 يونيو 2013 وما يدعوني للفخر أنني كنت احد مؤسسيه كجزأ من شباب الثورة مع اصدقاء كثيرون لهما جميعًا كل التقدير والأحترام منهم مازال أخ وصديق وآخرون بحثوا عن طريق غير الطريق.
لم تستطيع فزاعات الإخوان محاولات التخويف أن ترجع المصريين عن إرادتهم او تحبط من عزيمتهم التي كادت أن تفتك بكل شئ فى سبيل الحفاظ على الوطن من ذاك التنظيم المعوق.

حارب الشعب بكل أطيافة – توحد الجميع بعيدًا عن ايدلوجياته وانتمائته حزبية أو فكرية – فى مواجهة اليأس بشلال الأمل ومحاولات التكسير بتكثيف الحراك، تظاهرات هنا ومسيرات هناك وورقه تمرد بين الربوع والاركان وغيرها كانت تعبيرًا عن رغبة جارفه فى إغلاق صفحة الإخوان وفتح آفاق جديدة للوطن.

كنا نرابط امام وزارة الدفاع نهتف معًا بصوت واحد ضد الجماعة ومندوبها فى القصر- آنذاك – ووسط محاولات ومناوشات بأسلوب الذئاب الخاطفة للتخويف تاره أو شق صف المتظاهرين ولكن الإصرار كان سيد الموقف.
فى ليلة اليوم الثاني للاعتصام جرس هاتفى يضرب أنظر فأجده رقمًا دوليًا تجاهلته مرة ومع تكرار الطلب أجبت لاجد نفسي فى مداخلة على الهواء باحد القنوات المعروفة عالميًا ليسأل عن الأعتصام ومجرياته ومدى تخوفات المشاركين من الإخوان وثقتهم فى استجابة الجيش او عدولنا عن مطالبنا برحيل المعزول ومحاكمته؟!

وبينما أجيب المذيعة لاجد سيل من التهديد والوعيد والاسفاف من أحد قيادات الإخوان على ما اذكر عصام سلطان الذى يبدو أنه كان ضيفًا للبرنامج، فلم أستطيع الصمت أمامها خاصة بأنه تجاوز الحدود فى حق الشعب ككل والقوات المسلحة، فانني لقنته درسًا لن ينساه وتوالت من بعدها الدروس.

يبدو أن الجماعة المغيبه تناسوا أن الشعب مدرسة الوطنية رغم وداعته ومحبته يتحول وحوش حينما يستشعر الخطر على بلاده ومقدراته ومصير أبنائه، وتجاهلوا ايضا التاريخ المشرف لقواتنا المسلحة لم تقف صامته امام اي خطر يحاك ضد الشعب ولاتعرف سوي التضحية فداء للوطن.

الإرادة تغلب المحن والشدائد تشدد وتشجع قلوب الجميع وفى 23 يونيو بدأ الانتقال من أمام وزارة الدفاع ليكون الأعتصامات والاحتجاجات فى محيط الاتحادية حيث يسكن مندوب الجماعة أنذاك، وتزامنًا معها تحرك فيضان الشعب فى ربوع مصر ومحافظاتها مرددًا تحيا مصر ويسقط حكم المرشد، سقط المرشد وحكمه ويحاسبون على الجرائم، وستظل مصر درة التاج وابيه بشعبها العظيم وجيشها الوطنى وشبابها الأمل واساس البنيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار