د/أحمد حسين يكتب…”رسالة للوطن” الإدرة السلمية للتعددية جوهر بناء الدولة المتقدمة

 

تعتبر التعددية السمة التى تميز دولة اليوم, إلى درجة يصعب فيها الحديث عن دولة تتمتع بتجانس سكانى كامل، وقد يكون هذا التعدد مصدراً لإثراء الدولة، وقد يكون سبباً مهدداً لوحدتها، وهذا الأمر يتوقف على طبيعة إدارة هذه القضية والإقرار بها وتوفير مستلزمات نجاحها والإدارة السلمية للتعددية أصبحت اليوم مصطلحا للمبادىء والمفاهيم والمنهج الذى يتعامل مع ظاهرة إدارة التباين والتنوع فى حياة الناس إداره سلمية تُوفر حد أدنى للتوافق في الآراء حول القيم المشتركة في المجتمع، وقواعد مشتركة لتسوية النزاعات وهى بهذا المعنى مصطلحاً سياسياً ونظرية وتصور لحقيقة حدود التباين والتنوع, وضوابط للاتفاق والاقتران، وكيفية تنظيم المجتمع على أساس ذلك
وبهذا يتوقّف الأمر بشكل أساس على إدارة التعددية فهناك إدارة تحفظ للجماعات المتنوعة التى تعيش مع بعضها البعض مساحة للتعبير عن تنوعها فى أجواء من الاحترام المتبادل, وهى الإدارة السلمية للتعددية، والتى تساهم فى تأسيس مجتمع يؤمن بالمساواة السياسية، وحرية التعبير، والحق في التجمع، وغيرها من القواعد والقوانين التي تجعل السياسة السلمية والمنظمة أمرًا ممكنًا, وتحافظ على المجتمع متماسكًا ، وهناك أُخرى تقوم على اعتبار أن التنوع مصدر ضعف وليس مصدر ثراء وهى إدارة سلبية للتعددية، ويترتب على ذلك نفى الآخر المختلف لصالح الجماعات الأكبر عدداً أو الأكثر سلطةً أو الأوسع ثراء ونفوذا، ويؤدى ذلك الى حروب إثنيه ومذهبية ودينية، ويخلف وراءه قتلى وجرحى وخراب اقتصادى, وذاكرة تاريخية تتناقلها الأجيال محملة بمشاعر الحقد وذكريات الكراهيه والرغبه فى الانتقام.
وبالتالي فإن طبيعة إدارة التعددية إذن تعتبر من أبرز المشكلات التى ترتبط ببناء الدولة الحديثة فى المنطقة العربية خاصة من زاوية تأثيرها على الإستقرار السياسى فالتعددية تتحول إلى آداة صراعية فى يد الأطراف المعنية وضدها إذا اقترنت بغياب الفاعلية السياسية على مستوى القيادة وعلى مستوى المؤسسات, أما لو أحسن التعامل مع مفرداتها يمكن أن تتحول إلى قيم حقيقية من قيم النظام السياسى خاصة وأن التطور الحضارى فى حد ذاته يرتبط بدرجة معينة من تعقد التركيبات وتنوع مكوناتها، إن إدارة التعدد والتنوع بصورة صحيحة وعلى أسس وقواعد (قانونية وسياسية ) ديمقراطية تُسهم فى توفير مقومات الاستقرار، وتُمكن المجموعات المختلفة من أن تتعايش وتتفاعل مع بعضها البعض فى مجتمع يسوده الاحترام المتبادل والتسامح.
نحب وطننا الحبيب مصر ونبغي رفعته ورقيه ونناضل من أجل أن يحوز القوة والرفعة وقوة الوطن ورفعته أبنية وأسس يجب أن توضع وتحدد لتنظم الدولة بعيدا عن شخوص الأفراد بنية مؤسسية راسخة وأسس قيمية وفكرية في القلب منها التأسيس لمنظومة التعايش بين أبناء الوطن تحقق القوة والتقدم في ظل تنوعهم وتباينهم بنية راسخة ومؤسسة وفقا لقواعد العلم وتجارب الشعوب تاريخيا وحاضرا والتى أفرزت أسس وأبنية تحقق التعايش في ظل التباين والتنوع .
والطريق واضح لمن يريد نهضة وبناء دولة حقيقية ذات سيادة وبنية متطورة وقوة ووجود فاعل وراسخ وحاضر بين الأمم وعلى دفات تاريخ الشعوب ومجد عظمتها، نحن لن نخترع العجله انظروالى دول العالم الأول ولن أقول انظروا الى أمريكا أو دول أوروبا الغربية ولكن سأقول انظروا إلى سنغافورا المتنوعة الأعراق والقوميات والمتعددة الديانات واللغات كوريا الجنوبية اليابان وانظروا إلى كوريا الشمالية وانظروا الى دول العالم العربى القابع في غياهب العالم التالت وعنوان للصراع الأهلى والاقتتال والخروج خار اطار التاريخ والفعل الإنساني ، عندها ستعرفوا حقا طريق النهضة والتقدم ومن أين نبدأ وكيف نبدأ والطريق واضح وهو تأسيس بنية ديمقراطىة حقيقى تؤمن بالتعدد والتنوع وبالإدارة السلمية للتعددية في ظل التباين والتنوع وبالعدالة والتداول السلمى للسلطه ودولة الحقوق والحريات والمؤسسات وهو بناء دولة حقيقية لا أبنية فارغة من مضمونها حاضرة شكلا وغائبا مضمونا وقيمة تحفظ تماسك الوطن وتحميه من الصراع المجتمعي الذي يودي إلى تفكك المجتمع وانهيارة.
إن المجتمع الإنسانى بإختلاف تنوعاته الإثنية والعرقية والدينية, قد أرسى مجموعة من التفضيلات المجتمعية اللازمة لبناء الدولة القوية القادرة ولتطور المجتمع وارتقائه، تلك التفضيلات قد تأتت من خلال التجربة التاريخية المشتركة للمجتمع الإنسانى أفراداً وجماعات، وعن طريق الخبرة العقلية، والمعاناة الواقعية فى التجربة الإنسانية الجماعية والفردية و المجتمعية, وقد ارتأت تلك المجتمعات أن شيوع تلك التفضيلات المجتمعية داخل أى مجتمع تساعده على بناء دولة متماسكة وقوية وفي القلب منها الإدارة السلمية للتعددية، وإننا هنا إذ نؤكد على تلك التفضيلات وعلى تحقيقيها انطلاقا من حبنا لهذا الوطن وسعينا ليكون قويا وقادرا ومستقرا ومتماسكا فاعلا بين الأمم ومحققا حياة الرفاة والسعادة لمواطنية عبر أبنية تحقق ذلك وتحميه.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار