أحمد الغنام|يكتب: المشاركة السياسية الحلقة الأولى العزوف السياسي

 

أصبح الجيل الحالي من الشباب غير مبال بشكل متزايد بفكرة العمل السياسي والمشاركة مع من حولهم. اصبح عدم فهم العملية السياسية وكيف تؤثر على المجتمع ككل. له تأثير سلبي على المجتمع لأنه يمنع معالجة القضايا بطريقة هادفة. يؤدي فك الارتباط السياسي عن الشباب إلى انعدام المساءلة من جانب السياسيين ، الذين يمكنهم بعد ذلك التصرف مع الإفلات من العقاب ، دون خوف من رد الفعل الشعبي.
يمكن أن يؤدي هذا إلى فشل الحكومة في معالجة القضايا المهمة ، وعدم المساواة الاقتصادية ، والظلم الاجتماعي. كما يؤدي إحجام الشباب عن المشاركة في العمل السياسي إلى اختلال توازن القوى بين من هم في السلطة ومن ليسوا كذلك. بدون أصوات الشباب ، من السهل على السياسيين تجاهل احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. هذا يزيد من إدامة الوضع الراهن ويبقي الناس في حالة من الامبالاة وهذه ظاهرة في غاية الخطورة
تعد ظاهرة العزوف السياسي للشباب من اخطر الظواهر التي بدأت تتنامي بشكل مخيف وملفت للنظر في نسب المشاركة السياسية واصبحت هذه الظاهرة تتكرر و تتطور وهذا يحول دون التنمية السياسية في البلاد وعزوف الشباب عن المشاركة السياسية بدء يظهر اليوم بشكل كبير اكثر من الاجيال السابقة واصبحت اللامبالاة السياسية اهم سمات جيل الشباب الذي يعتبر العنصر الحيوي والفعال في المجتمع لما له من القدرة على التأثير في مختلف جوانب الحياة.إن قلة الانخراط في السياسة بين الشباب مقلقة جداًفي ضوء الحالة المتدهورة التي نعيشها لقد نشأ شباب اليوم في مجتمع تركهم محبطين إلى حد كبير من السياسة والعملية السياسية. منذ سن مبكرة ، تم قصفهم برسائل سلبية عن السياسة والسياسيين.
لقد رأوا السياسيين يفشلون في التصرف من أجل المصلحة العامة ، ويشككون بشدة في من هم في السلطة. وقد أدى ذلك إلى ثقافة اللامبالاة وفك الارتباط ، حيث من المرجح أن يبتعد الشباب عن العمل السياسي أكثر من الانخراط فيه. جعل الأمور أسوء وحتي الأن لم ينجح احد في ارجاع الثقة لهؤلاء الشباب للمضي قدماً نحو تنمية سياسية حقيقية ينتج عنها ازدهار هذه البلد
ومن الاسباب ايضا التي ساعدت علي تفاقم تلك الظاهرة هوالتخوف فهناك اسباب متعلقة بالأحزاب السياسية وتكمن في قلة برامج العمل الواقعية للأحزاب الجاذبة للشباب وغياب الديمقراطية الداخلية لدى معظم الأحزاب السياسية الأمر الذي يخلق لدى الشباب نفورا من العمل الحزبي، كما ان اغلب الاحزاب لا تلبي طموحات الشباب واهدافهم. بالاضافة الى الاسباب الاقتصادية، لهذا السبب فأن مشوار الاحزاب السياسية في هذا الجانب ما زال طويلا لعدة اسباب منها الثقافة العامة اتجاه الاحزاب والصورة المكونة عن العمل الحزبي.
توفر ايضاً لدى الشباب القناعة التامة بأن العمل السياسي بشكل عام ينتابه بعض التساؤلات من حيث الالية التي من خلاله يتم التعيين ببعض المناصب، كما ان هنالك عدداً كبيراً من الاشخاص بالعمل السياسي وتقلدوا مناصب سياسية لايستحقوها علي حساب اشخاص اكثر كفاءة وفضلاُ عن التميز الواقع داخل الكيانات الشبابية علي اساس التعليم او المستوى المادى والاجتماعي او علي اساس صلة القرابة او التقرب من الدوائر المختلفة علي الرغم من هذا لا احد ينكر دور الدولة تجاه الشباب مؤخرا لاشراكهم في العمل السياسي والحزبي، الا ان عقول الشباب مازالت بها تخوفات تجاه ممارسة هذا العمل لانهم قد يتعرضون الى المساءلة الامنية او قد تؤثر هذه المشاركة على فرص عملهم،فالشباب اليوم يحمل أفكارا وميولات مختلفة اهمها هما اقتصاديا ومعيشيا كأولوية ولا نبالغ إذا قلنا إن الشأن السياسي اصبح بواقعية هو فعلا آخر أولويات الشباب.ومن ضمن هذه الافكار والميولات اتجاههم الي مواقع التواصل الاجتماعي الذي يكثر ويسهل فيه استتقطاب الشباب نحو الافكار الهدامة والمعلومات المغلوطة ، حيث أصبح الشباب يعتمد علي هذه المواقع بشکل کبير للحصول علي المعلومات والترفيه،خاصة أن هذه المواقع ذات تأثير عال الفاعلية ولها جاذبية کبيرة لدي الشباب هروباً من الواقع الذي نعيشه والذي يفرض عليهم مايفعلونه لذلك وجب علينا جميعا ان نصتف لمعالجة تلك الظاهرة لنصل جميعا اللي تنمية سياسية حقيقة جوهرها هو مشاركة الجميع في الحياة السياسية والشعور بالرضي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار