اسامة عيد يكتب: الستر شعار الشعب المصري .. كيف دغدغ المحتل والحاكم مشاعر المصريين ؟؟!!

كل من حكموا او احتلوا مصر دغدغوا المشاعر الدينية
للشعب المصري وابرزهم كان نابليون بونابرت
وفي مثل هذا اليوم اعدم الزعيم محمد كريم بضم الكاف
رغم شعبيته لانه رفض دفع فدية ٣٠ الف دينار
وقبلها صدر نابليون ثلاث اكاذيب ليرحبوا به
اولها انه جاء لتحرير مصر من المماليك وظلمهم
ثانيا انه اعتنق الاسلام ويعكف علي دراستة
ثالثا انه جاء لحماية الاقباط من بطش المماليك
ورغم ذلك فشلت حملته عسكريا ونجحت ثقافيا
وهرب تاركا كليبر يقتله الحلبي وسيطرت انجلترا علي مصر
لتنهبها إقتصاديا وتدشن للاخوان فيما بعد
اسرة محمد علي كان مليئة بالتناقضات اخرجت
ابراهيم القائد العظيم وعباس حلمي المتطرف
والخديوي اسماعيل المثقف والانسان والساذج إقتصاديا
ونالت مصر حقبة ليبرالية عظيمة منذ ١٩١٩ الي ١٩٤٨ م
بعد اغتصاب فلسطين تحول فاروق الي درويش محبط
بسبب هروب والدته واخوته الي امريكا
واطلق لحيته ليرضي الشعب ولقب بامير المؤمنين
ولم يشفع له وخرج ليموت بايطاليا وحيدا بائسا
محمد نجيب حقبته قصيرة ليس لها عنوان
ومن بعده ناصر الذي غازل المؤسسات الدينية
واسس جامعة الازهر ودشن مبني الكاتدرائية
جاء السادات وتحولت اتجاهاته بعد المؤتمر الاسلامي
وفتح ذراعية للمد الوهابي رغم اقترابه الشديد من الامريكان
احباب السعودية لتنال مصر جرعة وهابية مرعبة نعاني منها
مبارك كان اكثر حنكة وتوازانات وانفلت منه الافعي في ٢٠٠٥
ولدغه ولدغ معه مصر وكان مبارك لايعنيه الدين بل
احكام السيطرة وعرف انه ورث ميراث وهابي يحتاج لوقت
وجاءت يناير لتكشف عن حجم الوجع والجروح
السيسي يقاوم ولكن ميراثه اصعب متاثر بناصر في امور
المواطنة وإرضاء الاطراف بحنكة وذكاء ومنظومة أمنية
بينما تاثره بالسادات في السياسة الخارجية واضح
علي مر التاريخ مصر تشبه وعاء ساخن يغلي
وعندما تصل الي الفوران يضع الحاكم ماء بارد
ولكن متي ينضج الطهي ونحصل علي وجبة طازجة
عندما نتحرر من قيود الطائفية ولعنة الآخر
الشرق الاوسط مهد الاديان ومهد الحروب والدم
منطقة مشتعلة مهددة ولاحل لها سوي علمانية
حقيقية بدون صدام مع الاديان والعادات
يبقي الالحاد في هذة المنطقة الحاد صوري معقد
في حقيقته ليس الحاد بل رفض للواقع فتحول
اغلب من يرددون افكاره يصدرون إحباط وشتائم
منطقة معقدة تحتاح الي إرادة ووعي وإصلاح
التنوير رسالة وينتج عن صدمات وسوريا اعظم مثال
ولوكان الوطن هش يصبح سجن وإيران نموذج
ومصر حاليا في مرحلة مهمة وفارقة
ولكن تاريخها يحميها لاتقسيم ولاسلفنة ولااخونة
هي حاليا كوكتيل الاغلبية العظمي تفضل رغيف العيش
وتبحث عن الستر مذهب وقبلة واجراس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار