هلال عبدالحميد يكتب..في عيد الميلاد يُصلب أطفال فلسطين

كما تعودت منذ الثمانينيات، لن أذهب لكنائس مركزي ساحل سليم بأسيوط ليلة عيد الميلاد للتهنئة ، فالحزن يخيم على الجميع.
في عيد الميلاد يشعر كل إنسان بالحزن على صلب الشعب الفلسطيني على أيدي أعداء السلام، وأعداء الإنسانية، فكُسيت كنيسة بيت لحم بالحزن،وخلت ساحة المهد ببيت لحم من أي مظاهر للاحتفال، ووضعت الكنيسة الانجيلية اللوثرية طفلًا فلسطينيا وسط الركام بدلًا من المغارة

وكأنني أسمع السيد المسيح يقول للنائحات:

<<وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلاً قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ. وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضًا وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ، لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا! وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا! لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟» إنجيل لوقا الاصحاح ٢٣ – ٢٦-٣١.

يتعرض أطفال فلسطين للصلب بشكل يومي فمنذ النكبة الأولى ١٩٤٨ وعصابات الصهاينة تستهدف كل ما هو فلسطيني
وتتعمد ذبح الأطفال الفلسطينيين ظنًا منها بأنها تصلب المستقبل!

منذ طوفان الأقصى- وهو دفاع عن الأرض والمقدسات – وقنابل وصواريخ الصهاينة المحملة أرضًا وجوًا وبحرًا من الولايات المتحدة الامريكية والغرب تتساقط على رؤوس المدنيين العزل .
وحسب أشرف القدرة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية في مؤتمره الصحفي الخميس ٤ يناير ٢٠٢٤، وهو اليوم التسعين لطوفان الأقصى، والذي يتعمد جيش الاحتلال الصهيوني قصف المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء بدلًا من مواجهة المقاومة.

وقد بلغ عدد الشهداء حسب وزارة الصحة الفلسطينية: ٢٢ ألفاً و٤٣٨ شهيدًا و٥٧ ألفًا و٦١٤ مصابًا وأن ٧٠٪؜ من الشهداء من الأطفال والنساء
وهذا بالطبع غير المفقودين تحت الأنقاض.

بينما تنزل حمم الصهاينة على رؤوس الأطفال والنساء، يبرر ( يهوذا) الغرب هذا القتل بحق الصهاينة في الدفاع عن النفس.

لقد انتهك الغرب كل القيم الإنسانية التي صدعوا العالم بها- الديمقراطية وحقوق الإنسان – هي قيم عظيمة وإنسانية، ولكنهم انتهكوها، فحقوق ملايين الفلسطينيين، وحقهم في الحياة وفي الطعام والماء والسكن لا تمثل أية قيمة لحكام الولايات المتحدة والغرب، فهم يميزون بين حياة الطفل الفلسطيني وغيره، فلا يعيرون حياة أطفال فلسطين اهتمامًا.

ويظن الصهاينة أنهم بقتل الأطفال يقتلون القضية الفلسطينية، ولكنهم لا يعرفون أن الشعب الفلسطيني سيقوم وسينهض من بين الركام منتصرًا، لأن هذا الشعب لم ولن يهزم نفسيًا، ويثبت دومًا أنه شعب لا يقهر
ربما نكون حزانى في عيد الميلاد، ولكننا حتمًا سنقوم وسنحتفل بعيد القيامة قريبًا جدًا
كل سنة وأنتم طيبون رغم كل شيء
عاشت فلسطين حرة
عاشت المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار