محمد عز الدين يكتب..إعلام الشركة المقدسة!

عندما يواجهك أحد الصادقين بالحقيقة، ومن دون مغالطة، ثم تجد أمامك فرصة حقيقية لجذب انتباه المشاهدين بعيدا عن المصيبة الأكبر (رفع الدعم عن رغيف العيش)، يأتي هنا دورك للاختيار؛ إما أن تستحي وتناقش المشكلة الحقيقية، وإما أن تطلق أتباعك ليصنعوا هجوما يخفي وجه الحق، وغمامة تعيق الرؤية، مدعومة بعدد من الاتهامات المضحكة المبنية على خيال مؤلف محدود القدرات، وتصفيق اللجان الإلكترونية (والمطبلاتية).
هكذا يصبح الحال حين تقبض شركة واحدة يدها على أغلب الإعلام المصري! في ظل حماية تصنع منها “شركة مقدسة” يذنب من يذكرها، ويلحد من يتحدث عنها! كما صارت المطالبة بالحقيقة والشفافية الكاملة في استشهاد شباب مصري طاهر -هذه الأيام- خطرا على الأمن القومي! فيختلط الحابل بالنابل، ويصبح لزاما علينا التزام الصمت، هروبا من نباح اللجان، وحرصا على سلامة -نفسيا على الأقل- من نهتم بهم.
إعلام الشركة المقدسة يضعنا أمام اختبار حقيقي؛ هل نقبل بالمعلومات المحدودة، والشفافية المفقودة أم نطالب بحقنا الكامل كمواطنين -كما ينص الدستور في المادة ٦٨- بحرية تداول المعلومات، ونحن ننتظر منذ سنوات صدور قانون منظم لها، يمنع أصحاب المنصات الإعلامية من رمي الآخرين بالباطل، ووصفهم بما ليس فيهم.
كلنا نعمل من أجل مصر، وندعم جيشها في مواجهة المخاطر الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل، والصادقون -ونحن منهم- من ذوي جلدتنا يؤمنون بالقضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، واسترداد الأرض، ولن نسامح أو ننسى كل قطرة دماء مصرية سالت على رمال سيناء أو أي مكان آخر، وسنظل نمجد الشهيد ونضعه في الموضع الكريم الذي يستحق، حتى وإن غاب المسؤولين والقيادات عن جنازته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار