محمد عز الدين يكتب.. تساؤلات… ولكن

ماذا حدث في الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الست السابقة؟! سؤال دار بذهني مع هذه الأجواء الاحتفالية التي تدور على صفحات الأصدقاء، لن أتورط في حديث عنها احترامًا لهم.

دعونا أولا نبحث في دفاترنا عن الأحداث الكبرى -داخليا- في هذه السنوات؛ تنسيقية شباب الأحزاب، تعديلات دستورية، تيران وصنافير، رئيس حكومة ومجلس ادخلوا البلاد في مشكلات اقتصادية كبرى معقدة، تحرير سعر الصرف مجددا وتراجع تاريخي لسعر الجنيه المصري في مواجهة العملات الأجنبية، برلمان بآداء هو الأضعف في السنوات العشر الأخيرة، إضعاف ممنهج للأحزاب، وتضييق على المستقل والمصنف في خانة المعارضة منها ميدانيا، استقطاب النظام لكيانات شبابية بوعود ومصالح شخصية وإلباس بعضها ثوب المعارضة، ومن زاوية أخرى شبكة طرق هائلة، كتل أسمنتية تحتل مساحات الأشجار، إضافة لمشكلات تكافلية وعلى رأسها دعم رغيف العيش، ومشكلات أكبر في حرية الرأي والتعبير وتداول المعلومات، استحقاقات دستورية معطّلة، تأميم العمل الأهلي بتحالف الجمعيات الأهلية، سد النهضة، رأس الحكمة، مدن جديدة، جامعات أهلية، حياة كريمة، حوار وطني، مدة رئاسية جديدة، تكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة للمرة الثانية تواليا…

إطلالة سريعة، من دون ترتيب زمني أو تحديد -في الأغلب- للسلبي أو الإيجابي منها، وأترك لكم حرية مكفولة دستوريا لتصنيف موقفكم منها، وإن كنت أرى أن الحياة السياسة في بلدنا الغالي، لم تشهد أي تطور ملحوظ فيها، بل تراجع على عدة مستويات، بعد أن أصابها المرض الخبيث، فماتت فعليا وان استمرت -إكلينيكيا- بضخ من أجهزة الدعم.

نحن الآن في بداية مدة رئاسية جديدة، وحكومة جديدة، وفي انتظار برلمان ومجلس شيوخ جديد خلال العام القادم! وربما انتخابات مجالس محلية للمرة الأولى من بعد قيام ثورة يناير! فهل تتغير الأحوال؟ هل يحدث فتح للمجال العام كما يضمن الدستور؟ هل تصدر القوانين المعلقة لأسباب مجهولة أو معلومة ضمنيا للبعض؟ هل يعود الحراك الحزبي لازدهار ما قبل هذه السنوات الست؟ هل تخرج الحياة السياسية من الغيبوبة، ويحرروها من الأجهزة لينبض قلبها -طبيعيا- من جديد؟

نجلس جميعا في انتظار القادم، ونحن نتمسك بخيط الأمل؛ أن تستقيم الأمور، ويعود كل فرد ومؤسسة للعمل في موقعها، فهل تحدث انفراجة في العمل السياسي، ويأخذ التكافل الاجتماعي، والاقتصاد الحر، والتعليم والبحث العلمي -كمثال صارخ للمحددات الأساسية- حقهم، كمحاولة صادقة لإنقاذ الدولة من مستقبل لا يعلمه إلا الله؟! أسئلة كثيرة، لا أجد -شخصيا- إجابة تناسبها قدر المثل المصري الأصيل “إدي العيش لخبّازه”، ويدوم العز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار