محمد عز الدين يكتب..نقطة نظام

دعوني أحدثكم عن “حصان طروادة” هذا الزمان؛ الكيانات الشبابية! اكذوبة العصر التي هيئت ارضًا خصبة! ثم زرعتها بما لا يسمن ولا يغني من جوع! فأصبح كل شاب من شباب هذه الكيانات المهترئة يرى نفسه قائدًا حقيقيًا! حتى وإن لم يمتلك هذه الهبة، ولم يتعلم في اغلب هذه الكيانات، سوى زبد بحر، يصبح هباء بمرور الزمن!

وزارة الشباب والرياضة، نجدها تجمع الكيانات غير القوية، كيانًا خلف كيان، لتصنع غطاء شبابيًا شعبيًا (وهميًا قبل كل شيء) للنظام الحاكم! ليصبح دور أغلبها يشبه (مقاول الأنفار) من دون وعي ولا تطوير حقيقي، والاكتفاء بتطوير سطحي للمهارات الفردية، ليخرج كل شاب من المخدوعين، وهو يظن نفسه قائدًا مثاليًا، سلاحه شهادة تقدير وبعض منشورات التواصل الاجتماعي، والصور الكثيرة في لقاءات الوزير، والعاصمة الإدارية وغيرها من المؤتمرات والمزارات الرسمية الإلزامية، كي يستمر هذا الكيان تحت قبة الوزارة.

الجامعات يحدث فيها أمر لا يقل خطورة عن ما سبق!فمع تحديد إقامة الأنشطة للأسر الطلابية، بتعطيل إنشائها مع بداية كل عام (كما تنص اللائحة الطلابية) والاكتفاء بأسرة مركزية -في مخالفة واضحة لقانون تنظيم الجامعات- في كل الجامعات الحكومية؛ “أسرة من أجل مصر”، ليصبح شكلًا من أشكال القضاء على الإرادة الحرة، والاكتفاء بتنفيذ نفس (أجندة) كيانات الوزارة، ولقاءات الوزير لا تختلف عن لقاءات رئيس الجامعة أو عميد الكلية، وتبقى المزارات والمؤتمرات من دون تغيير! وتصير إدارات رعايات الشباب بالجامعات، مجبرة على حماية وتعزيز هذه الأسرة التي تنتج -إلا من رحم ربي- أعجاز نخل خاوية موسوم على أنوفهم: “قائد شبابي”!

المستقبل يبدو مظلمًا في هذا الطريق! فالقادة الطبيعيون من الشباب كانوا -سابقًا- في الاتحادات والحركات الطلابية والأحزاب السياسية! لا في كيانات مصنوعة! ولن يكونوا، ولنا في تجربة “أسرة حورس” في نهايات القرن الماضي -داخل الجامعات المصرية- مثالًا بارزًا لفشل هذه التجارب! فلم تدُم! ولم تخرج لنا قائدًا حقيقيًا يعتمد عليه فيما تلى!

السادة أصحاب القرار في بلدنا الطيب، أذكرني وإياكم بأن التاريخ لا يرحم! وسيأتي اليوم الذي يتألم فيه جيل كامل -صنعتوه بأيديكم- حين يكتشف مدى هشته، وينهزم أمام قادة حقيقيين صنعتهم التجربة والاحتكاك المباشر، بعيدا عن كياناتكم الكرتونية! وإني -العبد الضعيف لله- ما زلت أؤمن بانتصار الحقيقي على المزيف، ونجاة هذا الوطن من كل شر أحيط به! وإن ناظره لقريب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار