احمد جلال يكتب..مصباح أشع في الظلماء نورهﷺ
صلاةً على القائد والمعلم سيد وأمام الأئمة وقمة كل قمة مصباح لكل مصباح أضاء من نوره الأكوان مسك البداية ونور الختام صلاةً بعدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وبعد:
فأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر مشروع ما لم يشتمل على ما يُنهى عنه شرعًا، والاحتفاءُ والفرح بمولده صل الله عليه وسلم عنوان لمحبته واقتداءً به، وأعظم نعمة أنعم اللَّه بها على أهل الأرض بعثة النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران:164]، فالمعنى والله اعلي واعلم : لقد أنعم الله على المؤمنين، وأحسن إليهم ببعثة رسولًا من جنسهم من العرب، ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والإنتفاع بتوجيهاتة وإرشاده ، يعرفون حسبه ونسبه وشرفه وأمانته، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من الشرك والأخلاق الرذيلة، ويعلمهم القرآن والسنة، وقد كانوا من قبل بعثة الرسول في ضلال واضح عن الهدى والرشاد وكانت العبودية سائدة بين الأقوام والظلم والشرك والبطش يشتد بالضعفاء والمساكين فجاء صلوات ربي وسلامه عليه برسالة عظماء تممها الصبر وأعلاها الصدق ونصرها حسن الخلق، لم يكن أبدًا في الترك النهي أو البدعة عن المولد النبوي الشريف ولكن هو من آداب النبوة وتواضع سيد الخلق وحين قال في وصفه صلوات ربي وسلامه عليه: {إن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسـًا وخيرهم بيتًا} فأن الإفتخار به والاقتداء بسنته أمر تحس عليه الشريعة الإسلامية وهو من صمام الدين ولكن نستطيع أن نتحدث كيف يكون الإفتخار والإقتداء والإحتفال به كمثال: الصدقة كما كان يفعل النبي صلوات ربي وسلامه عليه، الصيام، قيام الليل، زيارة المرضي، صلة الأرحام، حسن المعاملة مع الجار، بر الوالدين، الذكر والتسبيح، والصلاة والسلام عليه وإطعام الطعام كذلك هي من وصايا النبي وأفعاله وما جاء من أجله أما مفاهيم الإحتفال عند بعض البسطاء من طبول ومزمامير وكل أساليب البهجة والسرور فهو نوع آخر ليس به إحتفال بقدر ما فيه من تجاوزات وإختلاط وغيره نسأل الله لنا ولهم الهداية والقبول بقدر ما يعلمون وما لا يعلمون من فيض رحمته وواسع فضله وشفاعة نبينا الكريم فالنبي الأعظم يرتوي في روضته بكثرة الصلاة والسلام عليه ويشعر منها القلب بالطمائنية والوجهه بالنور والنفحات والقبول، فالقلب يشعر بالخير يملأ جنباته لمجرد أن يتذكره، لهذا فإنّ اتباع سيرته وسنته هي أعظم ما يُمكن أن يُقدمه المسلمون في يوم ميلاده العظيم الملهم،ويُستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع المشفع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تُستغل هذه الذكرى العطرة والمولد الشريف بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختلافه، من قراءة للقرآن، تُقدّيم للصدقات، واستذكار للأحاديث النبوية الشريفة والسنن، ويُجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر، ويتلمَّسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم؛ ليقتدوا به في أيامنا التي نري فيها الفتن والظلمات مثل قطع الليل المظلم في أركان الحياة وشوراعها التي تتجسد في اشكال مأجورة ومسلسلات وأفلام ودراما الكثير منها يحرض على الفساد الأخلاقي والمجتمعي والإنساني وتكون هي المحرك الثقافي والوعي المقدم السائد لأطفالنا وشبابنا نحو الجرائم بكافة أنواعها من مخدرات لفساد فكري وعنف أسري وخروج عن القيم الدينية والإنسانية وانتشالهم نحو مهالك مقصودة مأجورة مقاصدها المفسدة والفساد فالمنقذ كان بالأمس واليوم والحاضر والمستقبل إلى أن يبعث الله الخلق هو نبينا الكريم الذي وحد القلوب نحو رب كريم لطيف وحرر رقاب العباد من العبودية والمذلة والمخاوف وهدم أصنام الشرك والجهل والعبودية وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فما احوجنا الي حديث دائم ومستمر عن افضاله وأفعاله وصفاتة وانتصارته صلوات ربي وسلامه عليه فهو جامع للصفات من علم وعمل وضمير حي مستنير وقلب يقظ بالشجاعة وعقل واعي فطن في السلم والحرب، هدم اصنام الجهل والعبودية وفرق شتات الكفر والمذلة والشرك والعنصرية بكافة أشكالها صلوات ربي وسلامه عليه.