هلال عبد الحميد يكتب ..من طوفان الأقصى إلى زلزال العودة

من ينظر إلى مشاهد طوفان البشر على شارع الرشيد، والمشاهد لقوافل السيارات، ذلك الطوفان الذي وصفه أحد المتابعين بـ( طوفان العودة ).
ما الذي يدفع كل هؤلاء الناس للعودة بمثل هذه الكثافة؟!
كيف صبروا على كل هذه القصف وكل هذا التدمير والتجويع والتعطيش والمرض ومنع كل وسائل الحياة؟!
هم يعلمون أن شمالي قطاع غزة لم يعد به بيوت، وليس به مياه، ولا صرف صحي، ولا مستشفيات، ولا علاج ولا كهرباء، فلمَ يرجعون للشمال?!
كيف ساروا كل هذه المسافات الطويلة ليصلوا إلى محور نستاريم ليجتازوه لشمالي قطاع غزة؟!
عادوا يحملون متاعهم البسيط على رؤوسهم ويسيرون
شاهدت شابًا-على قناة الجزيرة – يحمل طفلين ويقول متحديًا: رحت بواحد ورجعت باتتين ، هذا الطفل وُلد بالجنوب
وتقول آخرى على قناة الجزيزة: رجعت من الجنوب للشمال لوحدي بعد ما فقدت جوزي وأولادي في الجنوب وراجعة للشمال وحدي، لكن الحمد لله
كيف سيعيش كل هؤلاء البشر في شمالي غزة المدمر ؟! ولماذا يصرون على العودة بكل هذه الكثافة؟!
هي أسئلة لا يفهمها سماسرة الأوطان، ولا يعرفون لها إجابةً.
هي أشياء ينطبق عليها قول أمل دنقل ( هي أشياء لا تُشتري..)
وكما قلت في مقال سابق مع بداية الطوفان:إن طوفان الأقصى هو بداية تحرير فلسطين، كل فلسطين
واعتقد أن مشاهد العودة التي نراها مباشرة عبر قناة الجزيرة، تعبر عن حقيقة أن تحرير فلسطين بدأت فعلاً مع طوفان الأقصى، وشلال العودة يؤكدان استمرار مسيرة التحرير
أعتقد جازمًا أن تلك المشاهد العجيبة المدهشة لمسيرات العودة بفرحة عارمة، تلك المشاهد مثلت زلزالًا مدمرًا للكيان الصهيوني، زلزالًا دمر أسس معنويات كل الصهاينة داخل الكيان وخارجه، وقبل أن يدمر زلزال العودة معنويات الصهاينة فقد دمر زلزال العودة أسس النظرية التي قامت عليها دولة الكيان الصهيوني التي كان من أهم أسسها التهجير.فكان صمود الشعب الفلسطيني،وعودته ضربة لمشروع التهجير
عاش نضال الشعب الفلسطيني
عاشت مقاومته الموحدة
عاشت كل قراه وشوارعه ومخيماته
عاش طوفان الأقصى