عبد المسيح ممدوح يكتب الإعلام وقضايا الإعاقة
شخص تعرض للاغتصاب وليس له حول ولا قوة وآخر يحتاج للدعم والمال لأنه لا يستطيع أن يوفي بطلبات المعيشة، مشاهد متعددة ومتكررة اعتدنا على رؤيتها في البرامج وشاشات التلفزيون في مصر فقط.
صدر الإعلام صورة ذهنية للبعض بأن الأشخاص ذوي الإعاقة، متسولين ليس لهم حق ولكن لهم هبات أو منح نتعطف عليهم بها، كشخص يحتاج لكرسي متحرك وأخرى تعرضت للاغتصاب وغير ذلك من مشاهد عديدة لا نراها إلا في برامجنا المصرية.
في السنوات الأخيرة كنت متابعا جيدا للمحتوى الإعلامي الذي يتم تقديمه على الشاشات أو الصحف وهذا بحكم مجال دراستي وعملي أيضا،وهو ما أكد لي أنه لا يوجد أحد من الأشخاص يتناول قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باحترافية وإيمان مثل ما يقدمه الإعلامي جابر القرموطي في كل مكان ينتقل للعمل به،
كنت أعرف القرموطي منذ عدة سنوات بعد ثورة 30 يونيو في واقعة لـ3 طلبة من المكفوفين كان يوجد عندهم أزمه مع كلية الألسن بجامعة عين شمس،
ناقش القرمويطي موضوعهم بشفافية وأعطاهم مساحة محترمة في برنامجه ودعم وساند لمده ليست بالقليلة حتى انتهاء الأمر بالتحاقهم بالكلية
ومن وقتها كنت أتابع هذا الرجل باستمرار ولقضاياه المختلفة التي يناقشها ويطرحها على الشاشة وفريق الإعداد الخاص به المتفاعل مع المشاهدين بشكل أو بآخر.
تكرر الموقف بشكل آخر بعد مرور حوالى 4 سنوات معي أنا شخصيا بنفس الأسلوب والطريقة ولم يهدأ القرموطي غير بحصولي على الحق المشروع،
وهذا يعنى أن تكون إعلاميا يجب ان تكون مؤمنا بما تقدمه ويجب أن تكون شخصا لك رسالة وهدف واضح وتكون مؤمن بمبدأ الدمج والمساواة بين المواطنين.
ما يفعله ويقدمه القرموطي على الشاشة كان بيجد العديد من الأشخاص الساخرة بسبب ما يفعله أمام الكاميرات بتجسيده شخصية ما أو مناقشته لأحد المواضيع أو اتصاله بإحدى المؤسسات على الرقم الخاص بهم، ولا يعلم المنتقدون أنه يمارس نوع آخر ومختلف وهو أن يحترم عقلية المشاهد البسيط وينزل لمستوى عقله وفكره، غير مواجهته للشخص المسؤول بتقصيره وفشله وكان يفعل القرموطي ذلك بهدوء وعفاوية دون جعجعة وهتافات كاذبة.
قد يرى البعض أن كلماتى عبارة عن تحيز لأحد الأشخاص لكن أقول عودوا للحلقات والمواقف تحكم، يجب على من يعملوا في المجال الإعلامىي أن يكون عندهم وعي وإدراك بقضايا المواطنين ولأن الإعلام أكثر وسيلة تقوم بالتوعية المباشرة بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.