أديب يهاجم مدير الـCIA الأسبق: لمصر تاريخ طويل.. مش ذكريات حشيش! ورشة بالمنيا لتمكين النساء العاملات بالزراعة في مواجهة التغير المناخي وتحديات بيئة العمل دودو العمدة يشعل المطرية.. مؤتمر جماهيري يتخطّى 5 آلاف مواطن دعماً لمرشح “الغزال 5” ياسر البدري فرغلي: حكم العلاوات الخمس في 25 ديسمبر… وقضية أصحاب المعاشات هي معركة كرامة لا تُنسى فى حوار فريد من نوعه.. السير مجدى يعقوب لللاعب العالمى محمد صلاح :أجريت 30 ألف عملية قلب تقريبًا وزير المالية.. بمؤتمر المناخ بالبرازيل: لا بد من الالتزام بالتعهدات المتمثلة في تعبئة نحو ١,٣ تريليون دولار لتمويل المناخ بحلول ٢٠٣٥ للدول النامية القائمة الموحدة والمال السياسي: هل تفرز المجالس التشريعية الجديدة "أُمّيّة" سياسية؟ غدًا الاثنين… “قطار الكرامة” يتوقف في بورفؤاد للقاء المرشح ياسر البدري فرغلي مع أهالي بورسعيد وزيرة التضامن الاجتماعي تزور المقر الرئيسي لبنك ناصر الاجتماعي .. وتتفقد سير العمل مدبولى بالمعرض الدولي للتكنولوجيا يستمع لتجربة طفلة مصرية صغيرة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعيّ

القس طوني جورج:سلامٌ يفرض هيبته ويطوي صفحة الحرب

"طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون، لأننا حين نصنع السلام، نُشبه أبانا الذي في السماوات".

اليوم، أشعر بفخر عميق وأنا أتابع ما يحدث من خطوات جادة نحو اتفاقية السلام ووقف نزيف الدم في قطاع غزة الفلسطينية. بعد شهور طويلة من الألم والدمار، ها هو صوت الحكمة والإنسانية يعلو على صوت السلاح. وذلك تكليلًا لجهود الوساطة المصرية لوقف صوت الموت والعداوة ، وتأكيدًا على دور مصر الثابت وموقفها الواضح تجاه القضية الفلسطينية والذي يرتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقل على حدود 4 يونيو 1967.

لقد أثبت التاريخ مرارًا أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء المستقبل، وأن الشعوب التي تتخذ من المصالحة طريقًا، ومن الحوار منهجًا، هي التي تنعم بالاستقرار. ففي عالمٍ تمزّقه الصراعات ويُثقل كاهله الحزن، يطلّ فجرٌ جديد من مدينة السلام بشرم الشيخ، وهو ما يزيد من فخرنا لأن هذا التحول التاريخي يحدث على أرض مصر — أرض السلام، التي تفتح ذراعيها دائمًا لكل جهد يسعى نحو التهدئة والوئام. فمصر كانت وما زالت جسرًا بين الشعوب، وصوتًا عاقلًا في زمنٍ امتلئ بالضجيج، وهذا الاتفاق يفتح آفاقًا جديدة لإرساء سلام عادل وشامل في المنطقة، ويمنح الشعب الفلسطيني بارقة أمل في تحقيق تطلعاته الوطنية المشروعة.

وفي خضم هذا الانتصار التاريخي وجب علينا توجيه شكرٍ وامتنانٍ صادق للقيادة المصرية، وعلى رأسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي حمل راية السلام بثبات وشجاعة، وأثبت للعالم أن القوة الحقيقية ليست في الحرب، بل في القدرة على صناعة السلام، لا بالدمار وتهجير الشعوب خارج وطنهم. بالإضافة للدور المصري المكثف مع الأطراف الدولية لضمان وصول المساعدات.

الدور المصري لم يقتصر على الوساطة، بل كان محركًا رئيسيًا للعملية السلمية وداعمًا راسخًا لحقوق الشعب الفلسطيني، في تأكيد بأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات وحماية أرواح الأبرياء، فمصر ستظل خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني، سياسيًا وإنسانيًا.

كما نؤكد هنا على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ بنود الاتفاق كافة، وخاصة ما يتعلق بانسحاب الاحتلال وعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع وإعادة الإعمار وعودة الحياة مرة أخرى، فالدعم الدولي المستمر ضروري لبناء الثقة في مسار السلام على المدى الطويل.

إننا جميعًا — شعوب المنطقة — بحاجة لأن نؤمن أن السلام ليس ضعفًا، بل هو أعلى أشكال القوة، لأنه يحتاج إلى حكمة، وصبر، وإيمان بأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. وليكن هذا الاتفاق بداية جديدة، تُعيد البسمة للأطفال، وتمنح الأمان للأسر، وتفتح صفحة جديدة من التعاون والبناء. فالعالم لا يحتاج إلى مزيد من الدمار.. بل إلى مزيد من الإنسانية، والعدل، والسلام.

فلنرفع صلاتنا اليوم أن يملأ إله السلام كل قلبٍ خائف بالطمأنينة، وكل بيتٍ فقد أحبّاءه بالصبر، وأن يهب منطقتنا بداية جديدة مستقرة آمنة، عنوانها الحياة بدل الموت، والوحدة بدل الانقسام، والمحبة بدل الكراهية.

القس طوني جورج
مؤسس ومدير خدمة المجتمع مصر tC
راعي بالكنيسة المعمدانية الإنجيلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!