موجة قتل متوحشة… إلى أين؟!

جرائم القتل تتنوع وتزداد.. بين الخيانة والمخدرات وألعاب الموت!

في مشهد بات يثير الرعب والدهشة في آنٍ واحد، تتوالى أخبار القتل والعنف المفرط في المجتمع المصري بوتيرة غير مسبوقة.
جرائم بشعة تُرتكب لأسباب واهية خفية لانعرف مدى حقيقتها ولكن تظل الأمور تحت التحقيق من الجهات المختصة، فبعضها بدافع الخيانة الزوجية، وأخرى من أجل الرغبة المريضة في التملك أو الانتقام، وثالثة نفذها شاب في لحظة جنون تحت تأثير لعبة إلكترونية أو مخدر قاتل للإرادة والعقل.

مشاهده متنوعة لإعمار متفاوتة بين من قتل صديقه تنفيذًا لأوامر لعبة، إلى من سلب حياة أقرب الناس إليه بسبب الغيرة أو المال أو نزوة عابرة، تتعدد القصص لكن يجمعها خيط واحد: تراجع الوعي وفقدان السيطرة على الذات.
فهل ما نراه اليوم هو مجرد موجة جرائم عابرة، أم أننا أمام تحول نفسي واجتماعي خطير يستدعي الوقوف أمامه بجدية ومسؤولية؟

إن انتشار هذه الوقائع في أوساط كل الأعمار — من مراهقين إلى بالغين — يشير إلى أزمة قيمية ونفسية تتعمق يومًا بعد يوم، حيث غابت الرحمة والوعي والاتزان، وحلّت محلها الثورة الداخلية والغضب المكبوت والإدمان الرقمي والمخدرات.

لقد أصبحنا أمام سؤال جوهري:
هل الإنسان اليوم ما زال يمتلك إرادته وسلطانه الذي ميّزه الله به عن سائر المخلوقات؟
أم أن الإدمان والغضب والظروف النفسية والاجتماعية الصعبة سلبت منه هذا الامتياز، وحولته إلى أداة تحركها اللعبة أو اللحظة أو الانفعال؟

إن ما نحتاجه الآن ليس فقط تشديد العقوبات، بل ثورة وعي حقيقية تبدأ من الأسرة والمدرسة والإعلام، مرورًا بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
علينا أن نعيد بناء الإنسان من الداخل، وأن نغرس فيه معنى الرحمة وضبط النفس والإيمان بأن الغضب لحظة، لكنها قد تدمّر حياة بأكملها.

فحماية الإنسان من نفسه تحتاج لتدخل أكثر من الوزارات والمؤسسات المجتمعية ، لأصبحت اليوم معركة وعي، لا تقل أهمية عن معركة التنمية والاقتصاد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!