د، وحيد حسب الله يكتب : حقائق كشفها فيروس كورونا
بدأ العالم 2020 مع مشاريع كثيرة ومتعددة : الأفراد ومشاريعهم الشخصية والدول ومشاريهم العدوانية وشهواتهم لابتلاع الآخرين وخاصة بعض هذه الدول تعتبر نفسها ولي أمر الكون وآخرين يحاولون أن يسيطروا على الاسواق حتى تكبر ثرواتهم في خلق اسواق جديدة : امريكا في محاولة لخفض دور الصين وروسيا ، وتركيا تريد ان تسحق سوريا ودول اخرى وتخطط لاعادة الاستعمار العثماني الاسود والاغنياء يريدون ان ثرواتهم تزداد أيضاً … الكل مهما كان حجمه يريد ان يتوسع على حساب الآخرين ، الأنانية أصبحت هي السيد السائد في العلاقات الفردية والدولية …
الكل مشغول بمشاريعه لتكبير ثروته وعزوته وتسلطه … الكل ولكن هذا الكل لا يعلم ما سوف يحدث له بفيروس … نعم مجرد فيروس ولكنه فتاك ومدمر وقاتل للإنسان الذي يريد بشهوته وأنانيته أن يتوسع ويكبر وهو ما يفكرنا قول المسيح الكلمة في انجيل لوقا الاصحاح 12 .
“وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا قَائِلًا: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلًا: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟” لوقا 12 : 16 – 20 .
تصور ماذا فعل هذا الفيروس في العالم الآن ؟ لقد دمر كل مشاريع الافراد والدول والشركات اقتصادياً وسياسياً … نعم الإنسان هو صغير وسيبقى صغير … هل يتعلم الإنسان أنه مهما كان عظيما وقوياً ومسيطراً ، شيئاً بسيطاً وصغير يستطيع أن يدمر كل أحلامه ومشاريعه ومخازنه … داؤود وجليات الجبار الذي تهاوي بحجر صغير ولكن داؤود ضربه في المكان الحساس في الرأس ، هكذا فيروس كورونا أصبح مثلاً لكل إنسان أن يعرف قدر نفسه وأن تعرف الدول نقاط ضعفها وثغرات تنظيمها التي اعتقدت دائما بكامله …
ليرحمنا الله ولنتعلم من تجاربنا أن نتضع وألا نتكبر أو نتجبر … فحشرة صغيرة لا قيمة لها في نظر الإنسان تستطيع أن تقتله وتدمره ! من له فهم فليفهم