د/ أحمد حسين يكتب : التعليم فى ظل الأزمة

أطلت علينا أزمة كورونا لتُحدث أزمات متوالية على مستوى قطاعات عديدة من المجتمع وعلى رأسها التعليم لتكشف واقع كان غائبا عن صانع القرار ولتوجد تحديات وفرص علينا أن نتعامل معها وأن نعيها ونتفهمها، فأكدت الأزمة بما لا يدع مجالا للشك أن المدرسة بأركانها المتعددة هى الركن الأساسى والجوهرى للتعليم ولتطويره، وأن تبنى فكرة تطوير التعليم بمعزل عن الأبنية المدرسية الفاعلة وفى القلب منه المعلم هى نظرة قاصرة تظهر عجزها عند مواجهة أبسط التحديات، وظهر هذا جليا فى عدم قدرة المدرسة على تطوير أليات تحقق التعليم فى ظل الأزمة، وعدم القدرة على التصرف إلا فى ضوء القرارات المركزية، وتذبب تلك القرارارات واضطرابها لأنها لا تستند على بنية مدرسية قادرة على تحقيقها، ومن هنا ظهر جليا أن تبنى فكرة توظيف تكنولوجيا التعليم بمعزل عن تطوير الأبنية المدرسية كآلية مركزية لتطوير التعليم أثبتت عدم جدواها، وبالتالى فإنه علينا أن نعيد النظر فى منظومة تطوير التعليم فى ضوء ما أفرزته الأزمة بأن الركيزة الأساسية لتحقيق التعليم هى المدرسة  فى ضوء صنع  سياسات تعليمية تعزز من قدرتها ودورها  ككل متكامل معتمدا على لا مركزية اتخاذ القرار وفى ضوء المسئولية والقدرة والتى لو تمت لكنا فى حال أفضل مما نحن فيه الأن.

ومن هنا فإنه كما يقال بأنه فى كل أزمة فرصة رهين من يدركها ويستغلها فإن الفرصة لدينا لإعادة النظر فى منظومة تطوير التعليم انطلاقا من منظور حقيقي للتطوير قائم على الارتكاز على المدرسة وعلى مفرداتها وتحويل المدرسة إلى مؤسسة قادرة على الفعل والانجاز فى أصعب الظروف وأن نسعى لتحقيق ذلك من خلال خلق بيئة مدرسية فاعلة وقادرة على تحقيق التعليم فى ظل أصعب التحديات، عبر توفير كافة الإمكانات والموارد المادية والبشرية اللازمة بما يسمح لها بحرية الحركة، والفعل، وبما يعزز من امكانيات القدرة واتخاذ القرار، وهنا أدعوا إلى اصدار كافة التشريعات التى تحقق ذلك وتعززه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استثناء المدارس والتعليم من حساب الخزانة الموحد الذى أفقدها القدره  والفعل، وارجاع الحسابات الخاصة بكل مدرسة، ورد كافة المبالغ التى رُحلت إلى صندوق دعم المشروعات على مدار السنين الماضية إلى ميزانيات المدارس وانفاقها على احتياجاتها، خلق بنية تكنولوجية حديثة ومتطورة مرتكزة على المدرسة على مستوى الأجهزة والبرامج وعلى مستوى الكوادر البشرية والمجتمعية، ومنظومة مناهج أحد أركانها قائم على لامركزية اختيار موضوعات المناهج فى ضوء رؤية تخصصية يقوم بها المعلم، اعداد وتأهيل المعلمين تكنولوجيا وتربويا وتوفير لهم كافة الاحتياجات التربوية والتعليمة، وتعزيز الرواتب التى يتقاضوها بما يكفل لهم الحياة الكريمة ويشجعهم على التطور الذاتى المهنى والإنسانى ويعززهم كقيمة عليا فى المجتمع ، توفير ما يساعد  الطلاب على ممارسة الأنشطة وإشباع الهوايات المختلفة لهم عبر توفير الملاعب وحجرات الأنشطة وتنظيم اليوم الدراسى بما يحقق ذلك، وتقليل معدلات الكثافة عبر خطة مجتمعية محددة تنتهى بأسرع وقت، وتعزيز قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات وحرية الحركة والتصرف فى ضوء الإدارة المدرسية بما يحقق الأهداف التربوية والتعليمة وبما يجعل حرية الحركة واتخاذ القرار رهين المدرسة فى ضوء سياسة تعليمية واضحة ومحددة بما يحقق الأهداف التربوية والتعليمية فى ظل البيئة المحلية والإمكانت المتاحة بما يحقق مؤسسة تعليمية قادرة وفاعلة وجاذبة تعلم أبنائنا وتبني شخصيتهم وتعدهم للمستقبل وتطور آدائها فى ضوء أى تحدى أو ظرف مجتمعى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار