صموئيل العشاى يكتب عوض تاج الدين الطبيب الانسان

 

أن تتحدث عن طبيب أنسان فهذا الآمر نحتاجه بشدة الآن، للتذكير وتعليم الاطباء الصغار، ومقاومة الآفات التى تظهر هنا وهنام من وقت لاخر، بالطبع لدينا أطباء عظام وبشر فوق الوصف، ولكني اليوم قررت أن أكتب بعض كلمات عن أحد هذه الأسماء الكبيرة، والذى يعتبر المثل الأعلي لأطباء الصدر في الشرق الأوسط بل أن البعض يضعه من ضمن السبعه الكبار في تخصصه، وأختياره مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية خطوة غاية في الذكاء أتخذتها القيادة السياسية الحكيمة.

يقاتل تاج الدين وخلفه كتيبة من الأبطال يقودون معركة مع فيرس هزم أقوي الأنظمة الصحية في العالم، والحمد لله وضعنا الصحى حتى الآن تحت السيطرة بفضل أبطالنا، ورغم الظلام الحالك ولكن وجود الرجل وآخرين هم شعلة نور وسط عتمة أزمتنا، لينير الطريق لنعبر حتي نصل البر الآخر في وسط التخبط الشديد الذي أسقط اقتصاديات دول كبري في العالم، واصاب الملايين ومئات الالف من الوفيات.

الطبيب العبقري منذ دخوله عالم الطب نبغ في مجال تخصصه فأستعانت به أكبر الهيئات الدولية للإستفادة من علمه، فقد عين محكما في هيئة تحرير مجلة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، ثم عضو مؤتمرات جمعية الإيروسول في الطب العالمي بالولايات المتحدة، ثم عين رئيسا لجامعة عين شمس عام 2001، والتحق بالمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف من 2002- 2004، ثم عضو الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية من 2002إلى 2005، ولنبوغه فى مجاله تم أختياره وزيراً للصحة والسكان في الفترة من 11 مارس 2002 إلى 31 ديسمبر 2005 ، ثم أختير بعدها مستشارا لمنظمة الصحة العالمية، وحصل على العديد من الجوائز التى ليس المجال لذكرها.

عندما تولى الرجل وزارة الصحه يحكى لى الدكتور منصور خليل مدير مستشفى الهرم انه وقتها كان طبيب صغير فى مستشفى الخليفه، ووقعت حادثه كبيرة، وفوجئ به يدخل الى المستشفى لمتابعة الحادث دون حرس ودون بروباجندا، ودون ورد أو استقبال ودخل مباشرتا الى الاطباء وقابل منصور وقال له أنا فلان الفلانى وزير الصحة، وبدأ يتابع الحادث بهدوء شديد، ولما وجد الطواقم الطبية ابلت بلاء حسن، أمر بصرف نصف شهر مكافأة للطواقم الطبية التى عالجت المرضي وأهتمت بهم.

عندما تولى الرجل وزارة الصحة قدم اسهامات كبيرة لازال يذكرها حتى الان العاملون بالقطاعات الطبية المختلفه، ووضع الاسس مع غيره من وزراء الصحة لتشييد بنية تحتية وأطقم وكوادر فنية وأطباء يساعدوا بلادهم فى مواجهة الأزمات المختلفه، وأصبح لدينا الان أكبر مستشفى للصدر فى الشرق الأوسط هى مستشفى الصدر فى العباسية، وهناك مستشفي مركزي للحميات في كل مدينة.

هذا الرجل العملاق عطاءه لايتوقف فقد استعانت به الدولة في مواجهة أزمتي إنفلونزا الطيور والخنازير في الفترة بين 2007 و2009 ، ولم يبخل الرجل بعلمه، وساند بلاده حتى نهاية الازمتين ولم يخرج الى الاعلام ليصرح ويقول كما يفعل الاخرين، بل قدم رسالته بحب وأتضاع دون البحث عن الشهرة كما يفعل الاخرون.

تعاملت معه عدة مرات مع الرجل دون حتي أن يعرف أنني صحفى، وكان يجيبنى علي الهاتف، واستقبل ثلاث حالات وعالجها كمواطنيين لجئوا الى طبيبهم، آخرها منذ عدة أيام لأحد المرضي، وأجريت مكالمه جماعيه وراح يخفف عن المريض ويلقي بعض الكلمات الباسمه ليطمئنه ويرفع معنوياته، لان الحالة النفسية نصف العلاج، والحمد لله وتحسنت حالة المريض فى اليوم التالى.
بالطبع المقارنه صعبه جدا بين الطبيب الانسان عوض تاج الدين وبين آخرين يحاولون هدم المعبد فوق رؤسنا ليظهروا امام الاخرين بأنهم لديهم عقول ، و لكن الحقيقة التى اثبتتها الايام أنها عقول لا تفهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار