هناء ثروت تكتب ..الكورونا وسقوط الاقنعة
حقا لقد وضعتنا محنة “الكورونا” أمام أنفسنا حتي اننا قد صُدمنا في بعض العقول التي كنا نحسبها مستنيرة، فقد كشفت المحنة مدى هشاشة تفكير البعض منا وأقول ” البعض” حتي لا أقع في خطأ التعميم.
كشفت أيضًا من تعارضت مصالحه مع المصلحة العامة فاختار مصلحته دون النظر الى ما سوف يترتب على اختياره.
فقد رأينا بعض ممن اصيبوا بهذا الڤيروس قد حرصوا علي نقله لآخرين بأي طريقة ولا اعرف ما الدافع، رأينا أيضا بعض من نجاهم الله من هذا المرض يساومون علي بيع البلازما لعلاج المرضى وكأن الشفاء هذا كان باجتهادهم.
ايضا رأينا من رفضوا ان يأخذوا جثامين ذويهم خوفا من انتقال المرض ورأينا الجيران الذين منعوا وصول الدواء والغذاء لأسر مصابة، حالة من الخذلان والصدمة من هول ما سمعت.
الطامة الكبرى ما رأيته من قلة من رجال الدين الذين استغلوا شغف واشتياق الناس لممارسة الشعائر الدينية في المساجد والكنائس وعملوا مجموعات للصلاة، فرأينا الامام الذي أمّ المصليين ثم تركهم هرب عندما جاءت الشرطة ومن يصلون فوق أسطح المنازل ، وبعض القسوس ذهبوا لعمل اجتماعات وقداسات في البيوت ونتيجة لذلك اصيبت بعض الأسر بالكورونا ..وبالطبع انا هنا لا أطعن في قدسية الشعائر ولكني اتعجب من البعض الذي يخالف قوانين الدولة والكنيسة والازهر ويعرض حياة الناس للخطر ضاربا بعرض الحائط جميع الاجرءات الاحترازية التي تؤكد عليها الدولة وليس هذا فقط فبعض حماة الايمان سواء المسيحيين او المسلمين اخذوا علي عاتقهم مخالفة قادتهم فيقول البابا يمين يقولوا شمال ويقول فضيلة الامام يمين يقولوا شمال. انها معارضة لاجل المعارضة لا منطق لها وحجتهم في هذا ان النار لا تصيب مؤمن .. وانت كنت تؤمن فلن يصيبك المرض.
من انت ايها الانسان لتختبر قوة وضعف ايماني؟ وهل الله سبحانه يتعامل معنا بهذه الطريقة ، للأسف لقد وضعتنا هذه المحنة امام انفسنا وامام خالقنا دون وسيط حتى نرى طبيعتنا الفاسدة.
وفي الختام لا أنكر وجود ايجابيات كثيرة ربما في وقت لاحق نسلط الاضواء عليها ولكن دعونا الان لا ننكر ضعافتنا حتي نصلح من ذواتنا.