أحمد رزق يكتب ..رواتب مذيعي«القرآن الكريم».. وغضب «الموظف» حسين زين

«اسبح باسمك اللهم وحدك، ولا إله غيرك، ولا عصمة لأحد بعد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم»، بهذه الكلمات اعتذرت لربي سبحانه وتعالى أمس، لما قرأت تعليقات وأقوال الغاضبين من الفنان محمد أشرف عندما انتقد أداء عدد من مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم، إذ تحول الأمر من انتقاد محمد أشرف إلى إضفاء القداسة على إذاعة القرآن الكريم ومذيعيها.

والحق أن الفنان الشاب لم يسئ إلى دين الله من قريب أو بعيد، ولم يهن مقدمي إذاعة القرآن الكريم، كل ما في الأمر أنه انتقد طريقة أدائهم التي عفا عليها الزمن، وهذا حق أصيل له لأن هؤلاء المذيعين هم مجرد موظفين عموميين في الدولة يحق لأي مواطن انتقادهم ما دام في حدود القانون، أما ما دون القانون –والقانون فقط – فلا يعتد به في الدولة المدنية.

واحترام القانون وعدم مخالفته مطالب به جميع مواطني الدولة لا فرق في ذلك بين وزير أو خفير، الكل سواء أمام القانون، ولا احد فوق القانون، وهذا ما نذكر به «الموظف» حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ونقول له أن مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم يتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة التي هي في الأصل أموال الشعب المصري، والحكومة مجرد رقيب عليه, وبالتالي فإن انتقادهم لا حرج فيه، ما دام لم يصل إلى مخالفة القانون.

وأيضا نقول للموظف حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بدلا من صب الغضب على المنتقدين، الأولى ان تسعى لتطوير هذه الإذاعة أو غلقها إن كانت عصية على التطوير، وهذا الغلق لا يضر دين الله في شيء لآن الله تعالى قال «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، ونزلت هذه الآيات على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، قبل إنشاء إذاعة القرآن الكريم بأكثر من 13 قرنًا من الزمان، كما أن غلق إذاعة القرآن الكريم – في حال إذا كانت عصبة على التطوير – أمر من صحيح الدين لأن الحفاظ على المال من قواعد الشرع المعصوم.

ويبقى الأصل الثابت في هذه الأزمة هو أن مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم وكل الإذاعات والمحطات التلفزيونية والصحف المملوكة للدولة، مجرد موظفين عموميين يجوز انتقادهم في حدود القانون، وتجب مسآلتهم.

وأخيرا أطالب الموظف حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن يخرج على الرأي العام ويعلن عن رواتب مذيعي إذاعة القرآن الكريم، وذلك بكل شفافية، لأننا كمواطنين نريد أن نعرف اجمالي ما يحصل عليه المذيع شهريا، وما هو راتب كل مذيع مهما كانت درجته وهل هي حقا تتجاوز عند البعض المائة ألف جنيه، ولماذا؟!.

وننتظر من الموظف حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن يعلن قريبا عن رواتب هؤلاء المذيعين لأنهم مستخدمين لدى الدولة او يكف عن إظهار غضبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار