د/ أحمد حسين يكتب ..بَنَّائي الأُمة.. “المعلمون ومنظومة تطوير التعليم”

 

المعلمون هم بُناة الأمة وحاضنة الإتيان بالمستقبل، والتعليم هو الأمل والحلم والحل الوحيد والمتفرد القادر على مواجهة التحديات الحياتية والوجودية والإنسانية التى تواجه مصر ، وبالتالي فإن التعليم هو حاضر الوطن ومستقبلة العظيم، والمعلم هو جوهر القدرة على تحقق هذا الحاضر المستقبل العظيم ،وبدونه لا تعليم ولا حاضر ولا مستقبل بل مجرد لغو حديث وصداه.

إن المعلمين بَنَّائي الأُمة هم الركن الأساسي والجوهري فى منظومة التعليم لأنهم ببساطة هم البناء الإنسانى المسئول عن كل شيء داخل منظومة التعليم وبين دفات تحققه ،وبالتالي يجب أن يكونوا الهدف الرئيسي لأي تطوير المعلم وبنائه الإنساني والمهني عبر توفير التنمية المهنية المستدامة والتدريب الفعال وحماية حقوقة التى تكفل الحياة الكريمة والاحترام المجتمعي وتحقق الرضا الوظيفي بما يعزز فاعلية الآداء المهني والإنساني، والدولة والمجتمع عند تحقيقهم لهذا هم يحققوا الرفاة للمجتمع والقدرة للدولة، لأن التعليم والمعرفة هم مصدر الرفاة للأفراد والقدرة للدولة ، ولأنه لاتعليم جيد بلا معلمين مؤهلين وقادرين وراضين وظيفيا، وبالتالى فجوهر بناء التقدم إصلاح التعليم، وجوهر إصلاح التعليم المعلم وتطوير آدائه وحماية حقوقة وهذا ليس لأجل المعلمين فقط بل لأجل المجتمع ككل لما يضطلع به المعلم من دور فى بناء رفاة الأفراد وتعزيز قدرة الدولة وتحقيق المستقبل.

إن الدعوة إلى إصلاح التعليم ندعمها ونشد عليها وندعم تحقيقها لكن لابد أن يكون فى القلب منها المعلم وحماية حقوقه وتطويرها بما يكفل له الحياة الكريمة والأمان والاحترام المجتمعي بما يساهم فى الارتقاء بمنظومة التعليم وتطوير الآداء الفاعل بها وهو الآداء الإنساني- المعلم -الذى هو المسئول عن تحقيق نواتج التعلم والتى حددها قانون التعليم وهى المنتج النهائي للمؤسسة الذى يظهر فى صورة متعلمين يملكون القدر المطلوب من المعارف والمهارات والاتجاهات والسلوك ويسلكون سلوكا متطورا وعصريا يُماذج ما بين الهوية والعصرنة، وأن تكون مخرجات التعلم تلك منتج قائم على الفهم والإدارك والنقد والتحليل والبناء لا الحفظ والتلقين والاجترار، وهذا النمط من التعليم ومخرجاته هو الذى يحقق التقدم والتطور، وجوهر تحق مخرجات التعلم تلك ونواتجه نتاج منظومة تعليمية وتربوية فى الأساس، منظومة تعليم وأبنية تعليمية فى نهايتها منظومة امتحان تستطيع أن تقيس جزء منها لكنها غير قادرة على قياس تحققها كلية، لأنها منظومة بناء شخصية وهوية فكرية ومنظومة ادارة للتفكير وللعقل وللمنطق مسئول عن تحققها تراكميا المنظومة التعليمية – البيئة المدرسية – فى القلب منها المعلم لأنه وببساطة من يشرح ويبسط ويفتح الآفاق للطلاب ويدير التفاعل والتعاون بما يساهم فى بناء الشخصية ويعزز تلك المخرجات ويُرسخ منهجية منطق التفكير السليم وينظم طرق إبداعة ونمط ومخططات عمله والتى تنتج أفكارًا تحقق الإبداع ويُحقق هذا كله عبر بيئة مدرسية تفاعلية يديرها ويوجهها وفقا لتحقيق الأهداف المرجوة.

وبالتالي فإن المعلم ولا شيء سواه هو القادر على تحقيق ذلك لأن المعلم هو المسئول عن تعليم الطلاب نمط الحياة ونمط التفكير،عبر بيئة مدرسية تفاعلية اجتماعية يتحقق ذلك من خلالها، وبدون المدرسة والمعلم ستتحول عملية تطوير التعليم من تلقين داخل الفصل الى تلقين عبر وسائط التكنولوجيا ومن ثم الاجترار بالامتحان, والذى أكدنا على أنه غير قادر على قياس إلا جزء بسيط من نواتج التعلم تلك،لأن التطوير والإصلاح الذى نقصده ونريده هو بناء إنساني كامل ومنظومة حياة تربوية وتعليمية لا تتحقق إلا فى بيئة مدرسية متفاعلة يديرها وينظمها ويحقق أهدافهامعلم وتفاعل طلابي تعليمى بدايته ونهايته المعلم والتفاعل والبيئة ولا شيء سواهم.

إن الأمة إذا أرادت النهوض فنهوضها رهن نهوض التعليم، ونهوض التعليم هذا منظومة متكاملة فى القلب منها المعلم لأنه وببساطة هو البناء الإنساني المسئول عن كل جزء من التعليم فنهوض المجتمع به مهنيا وماديا ومجتمعيا بما يكفل له حق الحياة الكريمة والقيمة المجتمعية والرضا الوظيفي هو نهوض للمجتمع بمستقبله، وفى رأيي ليست القضية قضية موارد بقدر ما هو ترشيد فيها وإبداع فى إداراتها، وترتيب أولويات بدايتها ونهايتها التعليم وتطويره تطويرًا حقيقيًا قائم على تقدير الموقف والبناء علية بناء كامل متكامل يشمل كل تفصيلة وكل جزء بما يحقق عودة المدرسة للحياة وعودة المعلم للإبداع وتحقق هذه الحياة وعودة التعليم كأولية مجتمعية ومؤسسية لمواجهة كل تحدياتنا لحماية الحاضر ولبناء المستقبل والحضارة.
لا نهضة ولا مستقبل بلا تعليم، ولا تعليم بلا بيئة مدرسية متفاعلة تبني الشخصية وترسخ العقل القادر على الفهم والتحليل والإبداع ، ولا بيئة مدرسية متفاعلة بلا معلم ، المعلم بداية ونهاية أى تطور وإصلاح حقيقى للتعليم وجوهر أى تحقق للنجاح لأنه وببساطة هو العنصر الإنسانى المسئول عن كل مفردات التعليم وتشكيل نواتجه ومخرجاته، فلنبدأ فى اصلاح حال المعلم وإحقاق حقوقه وتطوير آدائه بما يحقق آداء فاعل وقادر ورضا وظيفى وإنسانى يدفعه للعمل وللتطور والارتقاء بما يساهم فى تطوير منظومة التعليم وتعزيز إصلاحه.

وختاما لقيمة المعلم ولأهميته العظيمة يُحتفل باليوم العالمي للمعلمين يوم(5 أكتوبر) من كل عام وهو يوم عالمى وليس محليا فقط وهو إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين وتحسينها لما لهم من أهمية فى بناء الشعوب ونهضتها وتعزيز تقدمها، فتحية لكل معلمي مصر تحية لمن يعمل فى أسوأ الظروف وأبسط الإمكانيات وينتج ، تحية لمن يعلم، تحية لمن يربي، تحية لمن يقدم القدوة والنموذج والاحترام، تحية لمن يبني الشخصية ويعزز الوجدان ويرسخ التفكير السليم وينتج كل مهن ووظائف المجتمع، تحية لمن يبني أبنائنا ويكونهم ثقافيا وعلميا وقوميا، تحية لمن يربيهم وجدانيا وعقليا واجتماعيا وسلوكيا، تحية لمن يرسخ لدى أبنائنا الطلاب قيم الخير والحق والوطن والمقومات التي تحقق إنسانيتهم وكرامتهم وقدرتهم على تحقيق ذاتهم والإسهام بكفاءة في عمليات البناء، تحية لمعلمينا الأجلاء، تحية لكل معلمى مصر بنائي الأمة ومصدر نهضتها.
بلادي بلادي لكى حبي وفؤادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار