بسمة عطية تكتب ..لا تستسلمي لا أحد سيخوض حربك!

وقالت لها الأم بعد أن ربت على كتفها، قالت وهي منحيآ قليلاً ولكنها تحاول أن تظهر بعض من الشجاعة الممزوجة بالحكمة.
قالت لها اصبري يا ابنتي فيوما ما سيتغير!
لا تهدمي منزلك فظل رجلا خيرا من ظل حائط
الزمن كفيل أن يغير طباعه إلى الأفضل.
ردت ابنتها مستعجبة وقالت
وهل تغير أبي يا آمي
وهل تبدلت قسوته تجاهك
هل كف عن ضربك؟
بالله عليك هل أرضي يا أمي بتلك الحياة القاسية!
مشهد (2)
أياكي وآن تتحدثين لا تجلبي لنا العار
لست الوحيدة التي تحرش بك أحدهم!
عزيزي القارئ
تلك المشاهد ليست جزء من قصه أو مشهد من فيلم درامي بغيض
تلك حياه وواقع عفن يقسوا علي كل أمراه دون هوادة أو رحمه،
تلك عادات آسلبتها حريتها وقيود أفقدتها حق التنفس وهي حي ترزق!
كم من فتاه تعيش حياة زوجية بغيضه تعبث بأحلامها داخل سجن مشدد لا تقوي حتى أن تعد ما تبقي لها من سنين داخله!
وكم من سيده وفتاه واجهت التحرش الجسدي واللفظي وسكتت! !
صمتت لآنها تخشي نظره مجتمع وجد مبرر ودافع لكل شيء نعم والله كل شيء حتى التحرش بالأطفال.
عزيزتي وأختي في الكفاح
أنت لستي مسؤوله عن عادات وأفكار وقيود صنعها مجتمع يميل للرجل بالفطرة
لكنك دون شك مسؤوله عن ردت فعلك تجاه أي موقف يحط من قيمتك ودورك في مجتمع لن يستقيم أبدا بدونك.
قرأت في إحدى الكتب أنك إذا ولدت أعمى لا تقدر على العيش والتأقلم مع الحياة
أنت لست مسؤول عن تلك الأمور القدرية
ولكنك بالطبع مسؤول عن كيفية تعاملك مع وضعك وواجب عليك ألا تستلم وألا تلقي المنديل الأبيض
المسؤولية اختيار وأنت من عليك الاختيار إما أن تعيش مذلول تلقي اللوم على من حولك وإما أن تقاوم وتنتصر.
لا أحد هنا سيخوض حربك!
اصنعي لنفسك معركة تكونين فيها أول المنتصرين
من ضاقت حياتها مع زوجها ولا مفر سوي الانفصال فليكن الانفصال انتصار دون الالتفات إلي ردت فعل المجتمع
وإن كان أخذ حقك من متحرش جبان استرداد لكرامتك
فلتدقي طبول الحرب
حتى يعلنك العالم بالمنتصر الشجاع،
لن تجعلي أحدا يكسر عزه نفسك وكبريائك
سألت مي زيادة عباس العقاد في رسالة قائلة:
لماذا تكتب لي( أنت )وليس (أنت) بكسر التاء؟
فأجابها قائل: يعز علي كسركِ حتى في اللغة
آختي وأمي وصديقتي:
أنت الجميلة القوية والباقي أمور ثانوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار