رسالة كاهن إلى البابا : ترفق بشعب المنيا والأنبا مكاريوس

بعث القس ميخائيل مكرم، كاهن كنيسة مارمرقس الرسول بريدة جنوب المنيا، بعد تسريبات نية تقسيم إيبارشية المنيا وابوقرقاص، برسالة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية..

جاء فيها..

أبينا صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية في كل المسكونة

أنني أشعر بثقل المسئولية التي توليتها يوم تجليسكم علي كرسي مار مرقس، يومها أتذكر كيف اوقفوك في الوسط، وكل ما فيك كان يبكي، وقد وضع الآباء المطارنة والأساقفة أياديهم عليك ليقيموك بابا الإسكندرية، كذبيح يذبح كل يوم وكل اليوم لأجل خلاص نفسه وجميع الناس، وفي طقس سيامة الكاهن، يصلي الأب الأسقف قائلا لله “عبدك … الذي أُمسِكَ بحُكم لنعمة الكهنوت … ” فإذا كان الكاهن منا قد أُمسك بحُكم فبماذا يسمي رئيس الكهنة ؟!، علمونا أن لكل رأس وجع، ورأس رئيس الرعاة كثير الوجع ..

الكلام كثير ومؤلم ومؤثر، ولكن لا يعبر بطبيعة الحال عن ما تعيشه قداستكم، لم تصبح مهمة رئيس الرعاة الحياة الروحية فقط للمؤمنين إنما بجانبها الأمور الاجتماعية والتدبير الإداري والزيارات والاجتماعات والمشاركة المجتمعية والوطنية والمقابلات والكتابات والعظات وحل المشكلات واتخاذ القرارات …. وفي كل هذا يقف البابا مبتسما أمام شعبه ..

ومع استخدام الميديا بأشكالها، قد يُهاجِم أحدهم قداستكم، لا يهمني يا قداسة البابا، ما يقولون، فقديماً قالوا عن السيد المسيح أنه مُضل وبرئيس شياطين ومجدف ويصنع فتنة بين الشعب وأنه مستوجب الموت … وهكذا كان آباؤنا الرسل وآباؤنا البطاركة نالوا ما نالوه من إهانات …

+ في وسط كل هذا نطلب من قداستكم تدبير تجليس الأنبا مكاريوس أسقف للمنيا وابوقرقاص، ونحن على علم بأن التدبير في يد الله الممسكة بيد قداستكم، ونحن قد سلمنا أمرنا خاضعين لقداستكم ..

+ وإنما ما يجعلنا متمسكين بأبينا نيافة الأنبا مكاريوس أمورا كثيرة لا يمكن لمن تعامل مع نيافته أن يتغافلها، ولكن دعني أشرح ذلك بعيدا عن ما ذكره الكثير غيري :

+ نحن لا ننكر الجميل، نحن أبناء لا نُغُول، نيافته لا يطمع في آية مكاسب أو مناصب، فهو للآن يعمل بلا كلل، إنما المنيا وأبوقرقاص بها الكثير من الأتعاب والأعباء، ولاؤنا نعم للكنيسة وقيادتها، رأيناه متزن في كافة المواقف، على حياد من الجميع وفي جميع النواحي، لا يمكن أن يورط نفسه أو غيره، لبق ومؤدب ومرتب، يهتم بالوقت، يسعى في كل وقته كيف يكسب نفوسا لله.

+ إنه وبالرغم من حكمته وهيبته إلا أننا نراه نموذجا حيا للطاعة، للكنيسة و قداستكم ، فلم نراه يوما تذمر أو أشتكي أو لمح بأن لديه رغبة في الاستمرار من عدمه، إنما دائما يسجل لنا بالمواقف أنه تحت تدبير قداستكم وخاضعا لكم، ونحن بالحقيقة كلنا خاضعين لكم ..

+ ورغم ما تمر به المنيا وأبوقرقاص من أحداث مؤلمة على مر السنين الماضية، إلا أننا نراه هادئا يمتلك سلاما يمنحه لكل من حوله ..

+ إنه بالحقيقة يا قداسة البابا، صاحب قضية، وزرع داخلنا هذا الأمر ولا يمكن لأحد أن ينزعه منا ..

+ حبيبنا قداسة البابا، الأمور لا تؤخذ بالمشاعر في كل الوقت، وهكذا القرارات بعضها لا يؤخذ دون مشاعر، قد ينزل الأب عن رغبته لرغبة أبنائه، بمحبة وحنو الأب يستجيب ..

+ دعهم يقولون أن البابا تنازل عن التقسيم لأجل رغبة شعب محب لأسقف.. لتكون قداستكم فخورا بهذه المحبة.. فالله محبة ..ونحن نطلب بالمحبة واثقين أن طلبنا هذا وإن سبقه طلبات كثيرة إلا أن طلب المحبة أكثر قوة وتأثير من شئ آخر لأنك بابا المحبة.

+ نحن لسنا في حرب لنقول أن أحدهم أنتصر على الآخر، إنها أمور روحية ولا لأحد مكسب شخصي، دعهم يقولون أن المحبة هي التي انتصرت.

+ منتظرين أن تفرح شعبك بمحبتكم لهم بتجليس الأنبا مكاريوس أسقف للمنيا وأبوقرقاص .

ابنكم القس ميخائيل مكرم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار