إبراهيم عبد اللطيف يكتب..اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم

 

 

صديقة لي نشرت منشور في شكل سؤال كان مصروفك كام وانت في ابتدائي؟

فتذكرت مصروفي وتذكرت مصاريف الأطفال هذه الأيام.

بداية المصروف فكرة جيدة بتخلي طفلك يبتدي يفهم يعني إيه دخل وطلبات يجب أن تناسب الدخل اليومي بتخليه بدون ما يشعر يبتدي يشيل مسؤولية تناسب عمره ومتطلباته.

المصروف كان زمان قليل لكن أذكر انه من القليل ده كنا بنعمل شئ، ونحوّش علشان عاوزين حاجة مصروفنا ما يجبهاش، ونفسنا فيها ، وأهالينا لم يشتروها لنا لظروف المعيشة ، فكنا بنحوّش قرش على قرش (بالمعنى الحرفي) لغاية لما نجمع سعر الحاجة اللي نفسنا فيها وساعتها كان بيكون احساسنا رائع لما بنجيبها – أذكر ان انا اشتريت شطرنج من مصروفي انا واخواتي عندي لغاية الآن ما اقولكوش فرحنا بيه اد ايه – وياما مشيت مشاوير على رجلي توفيرا لحق المواصلات. واستخدامه في اولوية أخرى بالنسبة لي.

ومش هضيع وقتكم في الأمثلة لكن بالنهاية خرجت شخص رشيق صعب يتهافت على أي شئ صعب يتحوج لشئ غير استهلاكي حاسس بقيمة كل شئ لا أترك مصباح منير بدون جدوى ولا حنفية سايبة على الفاضي أأخذ المقدار اللازم لكل شي ولو على نهر جاري لا أهدر في شئ. ده كله اعتقد من المصروف وفكرة المصروف والتعامل معه.
تعالى بقى نشوف احنا بنعامل اولادنا ازاي..

أولا بنعزلهم عن الواقع وبنعيشهم عيشة لا تناسب وضع سيخرجوا له مستقبلا..بنعودهم على حجات وأسلوب تفكير غير متوافق مع الحقيقة.
العيل من دول تلاقي أهله جايبنله كل حاجة أساسا مش ناقصه شئ، لا لعب، ولا مأكولات من اللي بيحبها الأطفال، ولا ملبس ، ولا حتى متعلقات الدراسة من شنطة قمة الغلو ،ومقلمة محصلتش . وزجاجة مياه من اللي بتحفظ المية ساقعة الخ الخ .. وفي النهاية ياخد مصروف كبير ناهيكم بقى عن أنه لو فيه ثلاثة متر مسافة هيمشيها ، لا ازاي يمشيها لازم يركب ما يمشيش.
فتلاقي الطفل مش حاسس بقيمة شئ وسهل عليه يفسده يكسره مش عنده مسؤولية ، وكمان بكرش 🙂 ناهيكم أنه ما بيستحملش، وأي حاجة تنقص تضايقه حتى لو حاجة كمالية.
يخرج لنا بقى للمجتمع يلاقي نفسه دخله (مصروفه) قليل ومتطلباته كبيرة لا تناسب دخله وهو مش متعود يفكر ويدبر ويوفر ويدخر، تلاقي دخله خلص وقعد بعد كدة (يكاكي ويصوصو)ويطلع قلة حيلته على البلد والحكومة مهو لم يعيش عيشة أهله . بالتالي ازاي هيعيش عيشة بلده ازاي يتفهم ويقدر ويكون عامل مساعد بدل ما هو معول هدم
ونصيحتي إن كان يصح أن اوجه لكم نصيحة
حتى لو احوالكم المادية جيدة متجيبوش لأولادكم كل حاجة ومحدش يتحط تحت ضغط الكلمة الغبية ( علشان ما يطلعش محروم) أنا ما بقولكوش ادبحوهم يعني بس خير الأمور الوسط
خليهم يتعلموا يعني إيه يتعبوا علشان يشتروا حاجة.
ملاحظة : كلامي عن فئة وقطاع عريض من المجتمع لكن هناك مالم يشمله الكلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار