د. عدلي أنيس يكتب.. رسائل موكب الفراعنة سياسيًا و جغرافيًا
هل موكب ملوك الدولة الحديثة الفرعونية الليلة يحمل رسالة سياسية اكثر منه حدث سياحي؟
بحكم متابعتى وكتاباتى فى مجال جغرافية السياحة على مدار ربع قرن تقريبا ، اتصور ان الحدث الاثري السياحي الذي سيبدأ بحلول السادسة من مساء اليوم اي بعد ساعات قليلة لن يكون له مردود سياحى فى ظل الموجة الثالثة من وباء كورونا، بقدر ما يحمل من رسائل سياسية للعالم اجمع ولاثيوبيا بشكل خاص. حيث ياتى هذا الحدث كرسالة ثانية للعالم بعد الرسالة الاولى التى ارسلتها للعالم السفينة ايفر جرين التى اغلقت قناة السويس لتعلن للعالم ولتذكر من نسى منهم بان مصر هى رمانة الميزان وهى الموقع الاستراتيجي الاهم فى العالم، اما عن رسائل حدث الليلة فهى :
١. مصر هى الدولة العريقة العميقة ذات التاريخ الطويل ..وليست دولة حديثة او هشة يمكن الاستهانة بها.
٢، المومياوات المنقولة اليوم فى موكب فرعوني هى موميازات ملوك الدولة الفرعونية الحديثة التى تلقب تاريخيا بالامبراطورية المصرية الحديثة التى شملت الاسرات من الثامنة عشر الى العشرين.
٣، امتدت حدود مصر فى هذة الفترة لتشمل السوادان واجزاء من اثيوبيا وبلاد بنط او الصومال حاليا، وفى الشمال امتدت الى بلاد الشام وحتى حدود تركيا الحالية.
٤. امتاز ملوك الدولة المصرية الفرعونية الحديثة بقوتهم وبقدرتهم العسكرية الكبيرة، حتى ان ملوك مصر انذاك خرجوا فى حملات تاديب للحكام فى اطراف الامبراطورية الشمالية والجنوبية ايضا .
انها رسالة للعالم ولاثيوبيا مفادها” هنا مصر التاريخ والحضارة والقوة” عسى ان تفهم اثيوبيا الرسالة واتمنى ان تكون مقصودة من منظمى هذا الحدث الكبير.