د : أحمد حسين يكتب.. في ذكرى التحرير هل لها أن تكون في ذكرى التعمير لسيناء

ما يحدث من الـكـيـان الـصـهـيـوني المجرم في غـزة وما يعلنه كل يوم من دعوة أهل غـزة وعلى الملأ وليل نهار والتوجه بهذا الكلام وببجاحة للسلطات المصرية بفتح الحدود المصرية لتهجير الـفلـسطـينـين لسيناء
يؤكد أنه لا عدو إلا هو، ولا مهدد للأمن القومي المصري سواه، وأنه لا يعرف سوا لغة القوة والردع والتي مطلوب أن نبنيها ونحققها على كافة المستويات، وأن سيناء بقاءها بعيدا عن التعمير وربطها بالوادي هو خطر شديد يهدد أمنها ويتهدد معه الأمن القومي المصري،وبالتالي فإنه مطلوب فورا وضع خطة لتعمير سيناء وتحويلها لمدن ومجتمعات حضرية ومدنية ونقل سكان الوادي لها بأنشطتهم ومدارسهم وجامعاتهم وأسواقهم وحياتهم…
، وبناء منظومة أمنية متطورة تحقق ذلك دون الإعلان عنها ودون أن يشعر بها المواطن لأنه وببساطة ما حدث في سيناء وما سيحدث من إشاعة أعمال عنف واعتداء وإرهاب.. لا يوجد أحد وراؤه سوا هذا الكيان المجرم ليُبقي سيناء فارغة من سكانها ولتبقى رهن خيال تطلعاته التوسعية للسعي لتهجير سكان فلسطين لسيناء وتصفية القضية الفلسطينية على حسابها، وبالتالي فإن بقاء سيناء دون تعمير يعتبر من مهددات الأمن القومي المصري، وخطر جسيم يتهدد سيناء، لأن إعمارها يجعلها قوة صلبة في مواجهة أي مخطط من العدو الصهيوني، وبناء عليه على مصر الوطن أن تعي ذلك وأن تواجهه بالفعل وعلى أرض الواقع وفورا ومن هنا فإني أقترح: –
١- أن يكون هناك هيئة مستقلة مسؤلة عن إعمار سيناء والهيئة تتكون من بُنا اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية لوضع الخطط وتوفر لها كافة الإمكانات وتبدأ فورا في مباشرة عملها.
٢- العمل على سهولة ويسر الانتقال من الوادي لسيناء ومن سيناء للوادي لأن صعوبة الإجراءات الأمنية تجعل من الانتقال لسيناء معاناة تصب في بقاءها دون إعمار وعليه فإنه مطلوب توفير وتعزيز الإجراءات الأمنية وتحقيقها وفق بنية أمنية متقدمة تحقق الأمن وتحمية دون أن يشعر بها المواطن ودون أن تكون عائق في تسهيل الانتقال لسيناء والعودة منها على مستوى الاستقرار وعلى مستوى التنقل اليومي الحياتي، وكما هو معلوم أكفأ أنواع الأمن هو ما يتحقق دون أن يراه المواطن أو يستشعر وجوده.
٣ـ توفير شبكة نقل ومواصلات تتسم بالسرعة وبالسهولة واليسر والتطور والتكلفة التي في متناول الجميع.
٤- توفيير المميزات المادية والسكنية وكافة عوامل الجذب لسكان الوادي حتى ينتقلوا لسيناء وبستقروا فيها وهنا مطلوب بالإضافة إلى ماسبق: بناء مركز علمي بحثي اجتماعي واقتصادي يقوم بإجراء الدراسات وتحقيق البنا نتاج البحث العلمي التي تتحقق على أرض سيناء بما يرسخ بنية تعميرها البشرية.
٥- خلق بنية شعبية تعميرية من أهلنا بسيناء حتى يحدث التماذج بين سكان سيناء وبين أهل الوادي ومشاركة أهالي سيناء على أرضية وطنية وليس على أرضية قبلية طائفية في تحقيق الإدارة السياسية المحلية للمجتمعات التي تبنى وتتعمر.
إن سيناء بالإضافة المساحة الشاسعة التي تمثل ٦%من مساحة مصر تتنوع الثروات وخصوبة الأراضي كل هذا يسمح بتحقيق إعمارها شريطة توفر الإرادة ومرجعية العمل الراشدة التي تحققها.
إن بقاء سيناء دون تعمير بعد ما يقرب من خمس عقود من تحريرها وما دفعه الوطن من كلفة ودماء ذكية سالت فداء وتضحية لتحرير سيناء يجعلنا نسأل السؤال الوجودي، بعد كل هذه التضحيات، وذاك الصراع الذي كان، والذي هو قائم وفق ما يحدث واتضح ،والذي هو سيكون، لأنه باق بقاء هذا العدو على حدودنا، والذي لا بدَّ من محاسبة من تولي وسيتولى السلطة في ضوءه، لماذا لم تعمر سيناء حتى الآن؟
لماذا سيناء متروكه ومعزولة عن الوادي؟
ماذا تنتظرون!
تحرير ودفع الشعب المصري من دماء أبناؤه الذكية ماذا تنتظرون؟
إن الاحتفال بتحرير سيناء شيء عظيم؛ لكن الأعظم أن يكون لدينا احتفال وعيد تعمير سيناء، لأنه بعد أكثر من أربع عقود من التحرير بقاء سيناء بلا تعمير وبقائها فراغ صحرواي بلا مكون بشري وتنموي واستمرار هيمنة الإدارة الأمنية عليها وليس الإدارة السياسية الوطنية يضع العديد من التساؤلات والتي أجابتها تصب في خانة تهديد الأمن القومي المصري.
تعمير سيناء واجب وطني.
كل عام وكل عموم أهل مصر بخير بمناسبة عيد تحرير سيناء.