مدحت الزاهد يكتب.. رموز مصرية

فى حياتنا رموز واعلام اضاءت حياة المصريين وكتبت صفحات ناصعة فى دفتر الوطن ، بينهم القديس احمد نبيل الهلالى الذى نحتفل به فى ذكرى رحيله
….
ذكرى رحيل القديس .. الهلالى لما قام
بعد ساعتين من مرافعة محامى الحريات القديس احمد نبيل الهلالى قرر المستشار الجليل محمد امين الرافعى رئيس محكمة امن الدولة العليا طوارئ التى نظرت قضية اضراب عمال السكة الحديد رفع الجلسة لمدة نصف ساعة فقط حتى يستريح الاستاذ، ولم بشأ تأجيلها لليوم التالى حتى لا تنقطع هذه التحفة القانونية والسياسية التى كان القديس يشدوها من منصة الدفاع .. وبعد الاستراحة واصل الهلالى مرافعته لاكثر من ساعتين مؤسسا دفاعه على مشروعية حق الاضراب بعد توقيع مصر على العهدين الدوليين للحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ونشرهما فى الجريدة الرسمية .. واشتبك الهلالى فى مرافعته مع المواد التى كانت تجرم هذا الحق واعتبرها والعدم سواء .. وكانت مرافعة الهلالى الاساس فى حيثيات الحكم ببراءة العمال .. وباحكام البراءة التى تلاحقت بعدها فى قضايا الاضرابات .. وكان اساس المرافعة قد تم الاتفاق عليه بين الهلالى وشباب المحامين وقتها واذكر منهم الصديق العزيز الراحل، احمد شرف وأحمد سيف .. والاصدقاء أمير سالم وعباس حجر والسيدان عبد الغنى وشعبان وعبد الله خليل وغيرهم من شيوخ وشباب المحامين
واذكر انه قبل مرافعته فى هذه القضية وفى قضية ثورة مصر كان الهلالى يعتذر عن اى لقاء لانه يدرس ويجهز .. وكنت من جانبى اندهش من انشغال الاستاذ الكبير الى هذا الحد، ولكنى مع الهلالى ادركت ان الاستاذ يصبح استاذا بقدر استعداده لان يكون تلميذ! وبالفعل كانت مرافعاته تكشف عن اجتهاد وبحث وابداع ومنها مرافعاته فى قضية التنظيم الناصرى المسلح التى اسس فيها دفاعه على ان مصر وليبيا فى حالة اتحاد بنص الدستور ولا يحوز توجية تهمة التخابر لاعضاء التنظيم ومرافعته فى قضية انتفاضة يناير التى اطل منها على العمق الاقتصادى و الاجتماعى لثورة الشعب وبلور عريضة اتهام لسياسات الحكم وكشف تهافت قرار الاتهام بمفارقات عجيبة عن شهود الاثبات المعجزة التى اتت بهم اجهزة الامن .. وفى قضية الامن تمرد الامن المركزى قال لى المستشار محمد فهمى عبد العزيز الذى تراس جنايات الجيزة والمحكمة التى نظرت الدعوى ان مرافعة الهلالى كانت مهمة فى تكوين عقيدة المحكمة وان المحامى القدير يساعد القاضى وكلما اجاد الدفاع والنيابة كلما استفاد القضاة .. رحم الله المستشار فهمى والقديس ورحم القضاء وفى قضية ثورة مصر كانت مرافعته تحفة اخرى، كرس لها وقته وجهده .. وتكاملت هذه المرافعة مع مرافعة الصديق القدير سيد شعبان فى تقديم صورة حقيقية لكل ماجرى، فهو لم يكتفى بتكييف النيابة للقضية بعد محاولة اغتيال دينيس وليامز المدير الاقليمى للسى اى ايه على كورنيش المعادى، بل راجع تقاريرها بعد حادث معرض القاهرة وبعد اغتيال البرت اتتراكتش الملحق الادارى للسفارة الاسراييلية وزيفى كيدار بعد مرافقته لعيزرا وايزمان لمطار القاهرة واثبت تناقض هذه التقارير مع التكييف الاخير ومع تقارير المعمل الجناءى .. ولكل قضية من هذه القضايا قصة بحث واجتهاد وداب وابداع اثبت فيها اختلاف المواقع الخقيقية للضرب عن المواقع الواردة فى قرار النيابة .. والقديس قبل ذلك وبعده لم يكرس جهده فى الدفاع عن ابناء تياره، بل لكل التبارات، حتى من اختلف معها وكان دوره النقابى متميزا رشحه لصدارة اصوات اعضاء الجمعية العمومية لعدة دورات متعاقبة وحتى سعى الاخوان لتحزيب النقابات تحت شعار (الاسلام هو الحل) بقؤام مغلقة وهو ايضا من تطابقت حياته واخلاقه كانسان اشتراكى مع قيمه ومثله فكان يمضى بين المحاكم والنقابة والمؤتمرات سيرا على الاقدام حاملا حقيبته ، فنعم الانسان والمفكر والمناضل .. ونعم القديس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار