على العربى يكتب .. عندما يتعلق الأمر بالحياة

 

*لازلت اقرأ في الوثائق الإسرائيلية التي نقلها لنا هيكل في كتابه ؛ كلام في السياسة ..ومن هناك سأنقل لحضرتك تبسيط لما قد اتي في الوثائق الإسرائيلية في اوائل الستينات ، فربما تجد ما قد يهم حضرتك ..

(تعليمات ما قبل القراءة …إسرائيل هي العدو التاريخي ، ورجاء الا تقول لي “هو انت ليه بتقرأ عنها ، هو انت بتحبها !” بلاش والنبي زهق وغشومية….ليس المطلوب هو أن ننقل بالمسطرة من التاريخ ، لكن مهم أن نري كيف تتعامل الدول مع حدوتة أمنها القومي ….اخيرا ..هي دعوة للتفكير )
*اسرائيل في اوائل الستينات كان عندها مشكلة ، تتمثل في أن مصر علمت بمشروعها النووي و أنها قد تحاول أن تماثله ، او تمتلك سلاح اخر سواء بيولوجي أو كيماوي وده كان بالنسبة لها كارثة ..هذا بالإضافة إلي أنها علمت أن مصر تعمل علي تطوير الصواريخ المتوسطة ولكن كان وقتها لديها مشكله في التوجيه …وأن مصر بتحاول تحل ده و تطوره من خلال جلب علماء ألمان للعمل في مصر …

*اسرائيل وفق لمفهوم الأمن القومي بتاعها ، قررت أن مفيش هزار …صاروخ من اياه في مساحة صغيرة زي مساحتها ..معناه كارثة ..والانتظار لمعرفة نتيجة التطوير علي يد الألمان ، لم يكن اصلا خيار ! لا حد قالك حق مش عارف مين في الصواريخ ولا استنوا يا جماعة أما نشوف الصاروخ ده هيرشق في تل ابيب ولا جنبها ولا حد قالك حق الدول في التسليح ولا ديوله…
**اسرائيل وصلت لقناعة أن الموضوع مفيهوش هزار ، وقررت انها هتمشي في سكتين ، السكة الأولي الضغط علي امريكا و المانيا من أجل استمرار دعم المصالح الإسرائيلية من خلال الدعم بالسلاح والضغط علي مصر ومنعها من تطوير سلاحها و السكة الثانية كانت ببساطة الشغل في الازرق ، المخابرات الإسرائيلية ستفعل كل شيء لترهيب وتهديد العلماء الألمان من العمل في مصر ومطاردتهم في كل مكان وتجنب استهدافهم فقط في المانيا!! منعا لإثارة المشاكل مع الألمان ( شوف ازاي) !!!

**مش عارف ليه افتكرت سد النهضة ؟ مش عارف ليه سالت نفسي ماذا لو كان السد علي رقبة إسرائيل وليس علي رقبتنا ؟ هل كانت إسرائيل هتقول حق اثيوبيا في التنمية وتوقع اتفاقية المباديء ؟ هل كانت ستعرف وزير خارجية يقولك إذا وقع الضرر !

***يمكن الحكاية دي ، تجعلنا نفكر قليلا في شكل من أشكال تعامل الدول مع تهديدات الأمن القومي لديها ، وربما نعرف صورة من صور الصراع دون خوض معارك مباشرة او بمعني آخر دون خوض حرب موسعة …يمكن الحكاية دي مع ما حدث نطنز وما حدث مع مصانع الطيارات المسيرة في سوريا ؛ يجعلنا نفكر أن لمواجهة تهديدات الأمن القومي وجوه عديدة ..فالأمر ليس هينا ومواجهته كذلك هي أمور لا تتحمل الهزل …
**العالم قد يكون قاسيا احيانا …لكن أكثر الأمور قسوة هي التراخي عندما يتعلق الأمر بحياة أمة .

تحيا جمهورية مصر العربية…..بيد أنها لن تحيا الا لو عرفنا انها ليست قضية مياة وحسب ..ولن تكون اخر مرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار