ريمون ناجى يكتب.. «3 يـــوليــو فجـــــر جـــــديد»

 

«حبّ الوطن مِ الإيمان فَيا غافلين اصحوا باب للأمل.. من سنين تَعَبنَا في فَتْحُه، إحنا بتوع الوطن نموت فَدَاهُ فعلاً وبماء قلوبنا الوطن نَسُدّ لَهُ جُرحه!! »، هكذا تغني الخال الأبنودي فخرا بشباب مصر الثائر ضد جماعة إرهابية أرادت تختطف الوطن إلي بئر الجحيم.

مخاض الثورة بدأ مبكرًا منذ إعلان مندوب جماعة الإخوان رئيسًا للبلاد، اِحْتَلَّ أهله وعشيرته الميادين بهدف فرض السيطرة والهيمنة وترهيب المواطنين، هتفوا للشرعية الزائفة، وأدعو أنهم مصريون، تحدث الإفك بأنه سيكون رئيسًا للجميع، عصف وَحَنِثَ بالقسم، وكان خادمًا للجماعة.. استعرضوا العضلات، ومارسوا الافتراءات على الجميع، سول لهم شيطانهم إنهم امتلكوا الوطن وحققوا حُلْم سيدهم «البنا»، مستعدون للقتال وتحقيق رؤية «قطب» الإرهابية في مقابل البقاء حتى الرمق الأخير.

تناسي الإخوان وأسيادهم أن مصر التي انتصرت لن تنكسر، وإن صاحبة العظمة لن تلين أو تخنع تحت سيادة جماعة أهوائها قاتلة وعرفها وعقيدتها أن الوطن حفنة تراب عفن، غرور الجماعة والطامعين تجاهل قوة شباب مصر الذي أعاد المجد مجددا ووقف عصيّا رافضًا الإذلال في عهد مبارك، عبث أفكارهم الضيقة ووعيهم المحدود جعلهم يتجاهلوا مكانة ومقدار جيشنا الأبي ومؤسساتنا الوطنية، توهم هؤلاء ومسانديهم أنهما جاءوا ب«الإخوان» إلي أخر الزمان ولكن هيهات!

أغفل «الماريونت وأصحاب الأجندات» أن مصر لها حراس لاتغفل وصقور لاتنام ولها سواعد رجال وشباب وأبناء على استعداد بكل أشكال الفداء سبيلا للسلامة وسيادة البلاد، تجاهلوا كل شيء حتى التاريخ، تجاوزوا أسوأ أشكال الاحتلال، فكان صاحب الكلمة حاضرا وصوته الجهور رافضًا للإذلال «يسقط حكم المرشد »، هتاف دوي ميادين الوطن مما أصاب هؤلاء الجرذان الهلع.

بدأت وتيرة التصعيد المضاد من جماعة مدعومة بدول وبلدان في مواجهة شعب كتب التاريخ عنه أنه استطاع تحطيم الأفلاذ وقهر الطغاة تحت أقدامهم، تحركات متسارعة تهديد ووعيد لكل المعترضين دماء أبرياء جنود ومدنيين تراق بهدف التخويف، سفراء وعملاء وكتائب تحاول تقويض جموح المصريين ولكن المصري سيد قراره يحسم الأمر.

لم يعبء الشباب وكل بيت مصري أصيل ممارسات الإرهاب التي تتبعها تلك الجماعة بهدف تخويف الجميع من النزول للشارع، فكانت روح مصر حاضرة والانتماء غالب للمخاوف، أسر وعائلات كاملة خرجت للميادين، لن خروجنا المتكرر منذ أول أسابيع احتلال الإخوان مرورا بذكرى الاحتجاج على المائة يوم و24 أغسطس وغيرها حتى وصلنا مجموعة شباب بسيطة مرابطة امام وزارة الدفاع المصري يوم 20 يونيو 2013.

كسرنا براثن الخوف بأعلى هتاف« جيشنا حمينا ومنا ولينا» ويسقط يسقط حكم المرشد» ويوم 30 العصر نخش عليه القصر، قامت ثورة من سنتين.. ركبوا عليها باسم الدين»صوت بدأ يدوي أمام وزارة الدفاع المصري في كوبري القبة، لتبدأ الوفود تتسايل علي الميادين في كافة ربوع مصر من أقصى الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب لتسطر ملحمة فريدة تقضي نِهَائِيًّا على جماعة ضالة ومضلة للكثيرين باسم الدين زيفًا بهدف الهيمنة والبيع بخس لا يعرفون حرمة دماء ولا معنى للانتماء ولا حقوق أو واجبات إلا للمرشد، يجهلون رأيه العلم ويرفعون شعارهم، جنس غريب عن الطابع المصري ومبادئ دامية لأتعرف قلوب البسطاء منّا، نحن شعب النيل الطيب، نحن شعب مصر الواحد.

ضجت الميادين هتاف وتعال صيحات الحق رغم رصاصات الغدر من الخونة ومنها شظايا في جسمي، واصل الشعب طريق الجلاء ومواجهة الجماعة بصدر رَحَّبَ، ولم يكن للمؤسسات الوطنية العظيمة سوى الاستجابة لنداء الشارع وأداء الواجب، فكان الله حافظًا للناس وكان الجيش والشرطة درعًا للمواطن، وأجهزة المخابرات والأمن ساهرة لدحض المخططات التي تدار من كل فج وصوب.

تمرد الشعب على الطغيان فكانت إرهاصات نهاية الجماعة واقتلاعها بكافة أفكارها الهدامة من تاريخ مصر العبق، قول الشعب كان سابق في سحب الثقة من محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية، جاءت محاولات عديدة من القوات المسلحة وجهود مضنية لرأب الصدع والحفاظ على سلامة البلاد فما كان من الإخوان إلا رفض مندوبهم في قصر الرئاسة الاستجابة للصوت الغالب، لذلك لم يكن في مقدور القوات المسلحة أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب، التي استدعت دور القوات المسلحة الوطني.

في الثالث من يوليو وخلال تسعة دقائق مدة الكلمة ألقاها القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسي – آنذاك – رئيس الجمهورية حَالِيًّا، تكلل خلالها جهود وأزاح ركام الخوف وبددت حالة الهلع خشية من ضياع الوطن، وتيقن الشعب كله أن مصر الأبية لن تخضع ولا تركع إلا لله وحده، مصر المنتصرة تحتفل بالذكرى بافتتاح أحد أكبر القواعد العسكرية البحرية في جرجوب تخليدا لرأي الشعب المصري وإرادته الذي حرر مصر يوم 3 يوليو 2013 من نظام مظلم إلى فجر جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار