مدحت الزاهد يكتب : حتى نهزم الارهاب

تنجح المواجهة ضد الارهاب بقدر ما تنجح السياسات فى حرمانه من تجديد قواه .. هزيمة اى جيش فى القدرة على تجفيف ينابيعه وخطوط امداده .. واهمها الفكر التكفيرى والتمييزى على اساس الدين واعتبار ان المجتمع خارج عن الدين وبعيد عن الشرع وان الحاكم هو الطاغوت والفريضة الواجبة هى الجهاد ويساند هذه الرسالة ذخيرة من كتب التكفير الصفراء وقنوات تليفزيونية وتوجهات فى التعليم الدينى تتناقض رسالتها مع مبادىء التسامح والتنوير وشعار المصريين الذهبى فى فترات الصحوة (الدين لله والوطن للجميع).. ويساعد تعليم التلقين والحفظ المعادى للنقد والتجديد والابتكار فى تسليم خريجيه لاقرب امير يرفع شعار واسلاماه .. الجهاد الجهاد ضد الطاغوت .. كما تشمل خطوط الامداد الفقر حيث تستقطب الميلشيات عناصرها من اصول فقيرة على الاغلب (وليس الحصر ) فى مناطق محرومة فى الاحياء المهمشة والقرى المحرومة من الخدمات الاجتماعية وتعانى من التهمييش الاجتماعى وينتشر فيها التعصب كالمناطق التى تم فيها حرق اسرة شيعية او تعرية سيدة مسيحية، او تنشا فيها سلطات عرفية لامراء التكفير
لذلك طالبنا دوما بدولة المواطنة بحقوق متساوية لكل المواطنين مرتكزة على المساواة والعدل والكرامة والحرية ويتنمية عادلة متساوية لكل الاقاليم ووجود مدرسة وقصر ثقافة ومركز شباب ووحدة صحية وتعاونيات زراعية فى كل قرية .. وتشمل خطوط الامداد لانتشار الجماعات الظلامية، مناخ الاقصاء واغلاق متنفسات التعبير ونوافذ الامل بما يساعد فى جذب طاقات الاحتجاج الى صفوف الميلشيات ودروب التكفير فكل تجريف للمجال السياسى وكل اغلاق للمجال العام يخلق فراغا تشغله جماعات التكفير والميلشيات وكل انفراج للمجال السياسى يفتح مجالا لشد طاقات الاحتجاج فى مسارات سلمية ديمقراطية تنويرية امنة ، والحل لا ينبغى ان يدور فى مجال الامن او تشديد وتمديد الطوارىء، بل فى تغيير شامل للسياسات ومقارية اخرى للارهاب لا تعتبره مجرد تهديد خارجى وملف امنى ، بل تهديد اجتماعى وثقافى وسياسى وامنى شامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار