د. آمال سيد تكتب..أثر ثورة يناير في المحليات
ردا على سؤال د. إيهاب الخراط هل انهزمت الثورة؟ والإجابة بالطبع لا.
إن ما حدث في المحليات نتيجة لثورة يناير لم يحدث في أي قطاع أخر في الدولة. هى ثورة محلية لا تقل في عظمتها عن وقوف الملايين في الميادين هاتفين عيش….حرية…عدالة اجتماعية…كرامة إنسانية.
لقد شعر المواطن بأهميته وقدرته كفرد في إحداث تغيير حقيقي. حيث نزل يهتف مناديا بالتغيير. تراجع أمام هتافه كل الفاسدين وتواروا خوفا من الزلزال الذي أحدثه المواطن الأعزل.
وحينما فتحت السجون وبدأت الفوضى وجدنا شبابا ينزلون في الشوارع ويشكلون “اللجان الشعبية” لحماية مربعاتهم السكنية. وأمتثل المواطنون لهذه اللجان التي كانت تمنع الغرباء من دخول المربعات السكنية ويقومون بالتحقق منهم.
وأثناء الثورة اهتم الشباب بأعمال النظافة والتجميل حيث قاموا بتنظيف الميادين بعد كل مظاهرة وكنسوا الشوارع، ونظموا المرور.
انتعش فن الجرافيت الذي كان يؤرخ لأحداث الثورة كأحد أدوات التجميل التي قام بها الشباب لإحداث التغيير، ووجد في جدران المباني والعمارات فرصة للتعبير عن رأيه. لم يجدها في أي مكان آخر في الدولة.
ثورة يناير ألقت الضوء على أهمية المشاركة في تنمية المجتمع المحلى فظهرت العديد من المبادرات مثل “المحليات للشباب “وأدرك المواطن أنه حقا في قدرته التغيير إذا شارك بإيجابية في منظمات المجتمع المدني فظهرت المبادرات المجتمعية التي تدعو لحل بعض مشكلات المجتمع المحلى وعلى رأسها مشكلة “الزبالة” أو “التكاتك”. لقدأصبح المواطن أكثر إيجابية في مجتمعه المحلى.
لقد أفرزت الثورة نوعا جديدا من المواطنين يدرك أهمية صوته.ولايخاف أن يبدى رأيه في المسؤولين المحليين التنفيذين. خاصة مع انتشار وانتعاش مواقع التواصل الاجتماعي التي تفضح الفاسدين.
ونعود للسؤال هل انهزمت الثورة؟ والاجابة هيهات أن تنهزم ثورة كان قائدها المواطن الأعزل الراغب حقا في تحسين نوعية حياته، فمازال هذا المواطن في جعبته الكثير ويظهر معدنه الحقيقي في لحظات تاريخية فنجده يخرج خبرته وحضارته التي اختزنها من آلاف السنين.
كل عام ومصر بخير.