احمد حسين يكتب ..يا ابنتي العزيزة يا ولدي الغالي صراعنا مع الصهاينة

 

صراعنا مع الصهاينة يا ابنتي العزيزة ويا ولدي الغالي صراع حقوق وليس صراعا دينيًا، صراع أرض سُرقت، ووطن نُهب، وشعب هُجر وقتل واستوطن بيوته ووطنه الصهاينة بدلا منهم، تحويله لصراع ديني غير صحيح، ويحقق مصالح الصهاينة وما يريدوه، نحن لا نصارع الصهاينة لأنهم يهود ؛ بل لأنهم صهاينة قتلة ولصوص جاءوا بتوظيف ديني ليغلفوا سرقتهم لفلسطين بمشروعية دينية مزيفة وهم يريدوا أن يكون الحديث عنه كصراع ديني لا كعصابة سرقت وطن وطردت شعب واستوطنته ، لأنه فارق كبير بين أنني أحاربك كسارق لبيتي وقاتل لإبني وناهب لخيرى ومستولي على وطني ووجودي، وبين أن أحاربك لأنك مختلف دينيا عني ولا تؤمن بما أؤمن، ولا تعتقد ما أعتقد،أحاربك للصوصيتك وجرمك لا لما تدين وتعتقد، الأولى حق. والثانية باطل. لأنه يقينا فى كل الحياة الإنسانية والمعتقدات الدينية والبشرية حقك المشروع الذى لا جدال فيه أن تدافع عن مالك ، عن بيتك ، عن ممتلكاتك ، عن وطنك عن شرفك حياتك وجودك هويتك كينونتك فى مواجهة اللصوص والقتلة والمجرمين، وأن اللصوص والقتلة مجرمين منبوذين ومحتقريين مهما كانت عقيدتهم، وأنه أيضا ليس من حقك أن تقتلني لمعتقدي ولا تفرض عليا معتقدك ولا تكرهنى عليه ولا تقتلني لأجل عقيدتي وإيمانى فذاك جريمة وانحطاط ترفضه الإنسانية عامة ويرفضه الإسلام خاصة.

وبالتالي فإن قضيتنا وصراعنا هو صراع مع الصهيونية والصهاينة وليست مع اليهود واليهودية كديانة وما بين الإثنين فارق كبير ، فالصهيونية ببساطة حركة داخل الديانة اليهودية تقول أن فلسطين حقهم وملكهم لأن الله وعدهم بها ومن هنا فإنه كل صهيوني يهودي وليس كل يهودي صهيوني لأنه هناك من اليهود من يرفض ذلك ويقول عنه أنه باطل ويدعم حق الفلسطينين .

إن القول بأن الصراع صرع ديني وليس صراع وطن سرق واستوطن معناه ببساطة أن الإسلام كعقيدة جاء ليكره المختلف معه يا يؤمن يا يُقتل وهذا باطل وغير صحيح ، لأن الإسلام دين جاء ليدعوا الناس للإيمان لا ليكرههم وليغيرمعتقدهم بالقوة والقرآن الكريم يؤكد ذلك فى مواضع كثيرة ، وكذلك يؤكد على أنه إلى أن تقوم الساعة سيبقى التعدد والتنوع فى الأديان والمعتقدات وأن الله عز وجل هو من سيحكم بين المختلفين يوم القيامة ، ويؤكد على التعاون والتعارف بين الثقافات المختلفة والشعوب المتنوعة، وبالتالي فالإسلام كدين لم يأتي به الله لكي نحارب ونقتل المختلف معنا عقديا كاليهود مثلا ، ولا ليكون صراعنا معهم صراعا وجوديا يا نحن ياهم على أساس عقدي هذا غير صحيح وباطل ، بل جاء الإسلام ليدعوا الناس للإيمان به كمعتقد ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كل كما يريد حرًا مريدًا ، وأكد المولى عز وجل على بقاء التنوع والاختلاف إلى يوم القيامة وأكد على أهمية التعارف والتعايش المشترك رغم اختلاف المعتقد، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر للمدينة ووضع وثيقة المدينة جعل اليهود على قدم وساق مع المسلمين متساوين فى الوطن والوطنية والحقوق والفعل والتعايش المشترك ومختلفون فى العقيدة وطبيعة الإيمان، وعندما واجههم وحاربهم لم يحاربهم لأنهم يهود كمعتقد فى مواجهة الإسلام كعقيدة ، لكنه حاربهم لأنهم خانوا مباديء التعايش المشترك بالوطن، وتحالفوا مع أعدائه كما يحدث مع أي خائن للوطن حتى فى العقيدة الواحدة، لم يحاربهم لأنهم يهود بل لأنهم خانوا قيموقواعد التعايشوهددوا باقى الوجود المشترك، حاربهم على قواعد الفعل الإنساني لا المعتقد الديني.

ومن هنا فإن الصراع العربي الصهيوني صراع حقوق وأرض وبيوت ووطن ووجود سرق واستوطن من عصابة من الصهاينة اللصوص والقتلة ، فلسطين قضية تحرر إنساني وحق وليس صراع ديني ديني ، لأنهم سرقوا فلسطين وقتلوا شعبها واستوطنوا أرضها ونهبوا خيراتها لا لأنهم أهل كتاب يدينون باليهودية.

يا ابنتي العزيزة يا ولدي الغالي صراعنا مع الصهاينة لأنهم عصابة من المجرمين واللصوص والقتلة سرقوا فلسطين الأرض واغتصبوها واستوطنوها لا لأنهم يهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار