كريمة الحفناوي تكتب..تحية للقاضيات المصريات

فى الخامس من مارس 2022 بدأت 98 قاضية تم تعيينهن فى مجلس الدولة بالجلوس على منصة فى القضاء، وتحضيرالقضايا واستكمال المستندات اللازمة للفصل فيها، وتهيئتها للمرافعة، لأول مرة، وتحضر القاضيات ضمن تشكيل المحكمة كمفوض دولة على مستوى الجمهورية.
كل التحية للقاضيات المصريات، ولعطاء المرأة المصرية الدائم فى جميع القطاعات والمجالات والمؤسسات المصرية جنبا إلى جنب الرجل من أجل بناء وتقدم ونهضة بلدنا الحبيبة مصر.
كل التحية فى شهر المرأة، شهر مارس الذى نحتفل فيه باليوم العالمى للمرأة 8 مارس، ويوم المرأة المصرية 16 مارس، وعيد الأم 21 مارس.
خاضت المرأة فى العالم وفى مصر مسيرة نضال طويلة رافعة شعار ” الحقوق لا تمنح ولكن تنتزع”، وقدمت التضحيات من أجل الوصول لعالم تسوده المواطنة والمساواة وعدم التمييز القائم على النوع، ومن أجل حق الترشح والانتخاب وحق التعليم والعمل الآمن، والأجر العادل، ومن أجل المساواة بين الرجل والمرأة، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، ومن أجل حقها فى التعيين فى كل مواقع صنع القرار.
وفى مصر كللت مسيرة المرأة بنجاح كبير جاء فى تضمين الدستور المصرى لعام 2014 فى مقدمته ” نكتب دستورا يحقق المساواة بيننا فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز، نكتب دستورا يفتح أمامنا طريق المستقبل ويتسق مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى شاركنا فى صياغته ووافقنا عليه.
كما تضمن الدستور فى المادة(4) “السيادة للشعب وحده يمارسها ويحميها، وهو مصدر السلطات، ويصون وحدته الوطنية التى تقوم على مبادىء المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين”، والمادة (9) “تلتزم الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين دون تمييز”، وإذا انتقلنا للمادة (11) نجد أنها تنص على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتكفل الدولة حق المرأة فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة والتعيين فى الجهات القضائية دون تمييز.
وبالرغم من هذه النصوص وأيضا نص المادة (53) التى تلزم الدولة بإنشاء مفوضية مستقلة لعدم التمييز، وتنص على تجريم كل أنواعة، إلا أن المرأة عانت كثيرا وكافحت من أجل حقها فى التعيين كقاضية، وكان آخر محطات نضال المرأة من أجل ذلك هو رفع قضية أمام مجلس الدولة عام 2015، رفعتها الأستاذة أمنيه طاهر محمد (كلية الشريعة والقانون –إمتياز مع مرتبة الشرف الثانية على الدفعة 2013 وماجستير فى القانون جامعة عين شمس 2015)، عندما تم رفض طلبها هى و25 من زميلاتها من أوليات خريجات كليات الحقوق فى التقدم لشغل وظيفة مساعد وكيل نيابة وكان الرد عليهن هذه الوظائف للذكور فقط مع رفض تسليمهن الملف وإجراء الاختبارات الخاصة بالترشح للوظيفة، واستمرت القضية لعدة سنوات تضامنت خلالها مع أمنية وزميلاتها كل المنظمات والمؤسسات المعنية بالمساواة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.
لقد بدأت مسيرة نضال المرأة المصرية مع شرارة ثورة 1919 حيث خرجت أول مسيرة نسائية من 300 إمرأة بقيادة هدى شعراوى وزميلاتها نبوية موسى وسيزا نبراوى من الرائدات المدافعات عن الاستقلال والدستور واستمرت المرأة فى المطالبة بحقوقها فى المساواة مع الرجال فى فرص العمل والأجر المتساوى عن العمل المتساوى والحق فى التعليم والترشح والانتخاب،.واستمرت المسيرة من أجل عالم خالِ من العنف، عالم يسوده السلام والمواطنة، خالِ من هيمنة وسيطرة القطب الواحد للاستحواذ على ثروات الشعوب، مما يتسبب فى إفقارها وهرب مواطنيها للبحث عن فرصة عمل ودخل يكفى احتياجاتهم الضرورية مما يعرضهم للموت عبر الهجرة غير الشرعية، عالم خالِ من الصراعات والحروب التى تتسبب فى معاناة اللاجئين والنازحين من الأطفال والنساء، من أجل مواجهة العنف الأسرى والمجتمعى الواقع على النساء والفتيات. .
كل التحية للمرأة فى كل أنحاء العالم وفى مصر والدول العربية، وماضاع حق وراءه مطالب.
دكتورة كريمة الحفناوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار