مدحت الزاهد يكتب:يوم أعاد الشعب التماسك للجيش والزعيم

عكس الادعاء بان شعبنا فى حاجة الى ربع قرن حتى يستحق الديمقراطية وأن الحاكم حتى لو كان زعيم تاريخى بوزن عبد الناصر، هو الضمانة، تثبت وقائع التاريخ أن الشعب هو الضامن الحقيقى وهو من انقذ البلاد فى وقت المحن ومن فجر طاقات الوطنية فى كل عصر.
وفي التاريخ المصري الحديث ما يفيد فى كشف خرافة ،الحاكم الضمانة .
ففي ثورة 19 كان الشعب هو الذى حول هدف تشكيل وفد للتفاوض على مستقبل مصر الى ثورة شاملة ترفع شعار الاستقلال والدستور وتمتد بطول البلاد وعرضها.
وفى أحلك لحظات الهزيمة؛ عندما تراجع الجيش وارتد بسبب انحراف القيادة وعندما ألقى عبد الناصر خطابه الشهير بالتنحى واعتبر نفسه المسئول وحده عن الهزيمة (ولقد اتخذت قرار أريدكم جميعا ان تعينونى عليه فقد قررت أن أتنحى) .. إلى آخر الخطاب الشهير؛ اندفعت الملايين الى الميادين ترفض التراجع وترفض استقالة عبد الناصر وتطالب بالتصحيح.وكان الشعب هو الذى أعاد التماسك لعبد الناصر وللقوات المسلحة فى 9 و10 يونيو بهتافه المدوى (بالجيش والشعب هنكمل المشوار .. بالروح والدم هنكمل المشوار) وفتح الطريق لسنوات التضحية والعطاء.
وكان هذا الشعب (الذى يدعى الكذابون حاجته الى عقود ليتعلم الديمقراطية) هو الذي أصدر لعبد الناصر وللجيش أمر قتال وبعد أسابيع انطلقت حرب الاستنزاف وبدأ عبد الناصر تصحيح أخطاء جوهرية فى النظام السياسى واعاد بعض أركان البناء بروح ورؤية جديدة (الشعب يقول وانا مع الشعب)
وكان الشعب هو الذى اسقط اعلان مرسى الدستورى وحكم مكتب الاشاد ومحاولات اخونة مصر وهو القادر وحده على اسقاط أى مشروع استبدادى حتى لو تراجع خطوات.
وبالطبع تراجع فى فترات تاريخية وعى الشعب بحكم التزييف والقهر لكن الحكام لم يكونوا الضمانة ، بل فتح هذا التراجع الباب للانتكاسات والقهر والهزائم .. لكن شعب مصر كان يستفيق ويسترد روحه ووعيه فيحقق أعظم الإنجازات ويثبت أن الضمانة هى الشعب وليس الحاكم نصف الإله.