ايمن مدبن يكتب..السياحة الدينية الثروة المهملة

 

مما لا شك فيه ان الإقتصاد المصرى يعانى بشدة من تبعات الازمات العالمية ( جائحة كورونا – حرب شرق اوربا ) وإنعكاساتها السلبية على النمو الاقتصادى ليس فقط المصرى بل على مستوى العالم كله . خاصة ان مصر ليست دولة نفطية كى تستفاد من الزيادة الكبيرة فى اسعار النفط . لكن على الرغم من ذلك فمصر تمتلك من المقومات ما يعادل النفط اهمية وقدرة على التأثير بشكل إيجابى على الاوضاع الاقتصادية
قطاع السياحة والاثار
حيث تعد مصر من الدول العريقة بل أنها تمتلك اقدم حضارة فى التاريخ وهى الحضارة المصرية القديمة . كما تمتلك أيضا حضارات اخرى هامة الحضارة القبطية والحضارة الاسلامية ايضا و ما تركت كل من هذه الحضارات من نتاج حضارى وأثار غاية فى الدقة والروعة .
هذا ليس كل شئ فمصر إضافة إلى ذلك تتمتع مصر بمناخ معتدل كما تمتاز بموقعها المتميز فى وسط العالم الشرقى والغربى وتطل على بحرين من اهم بحار العالم ( الاحمر – المتوسط ) ولديها سواحل ممتدة تحتوى مياهها على مجموعات نادرة ومميزة من الشعاب المرجانية والاحياء المائية النادرة ما جعلها مصدر جذب للعديد من الزوار والسائحين من المهتمين بالسياحة الشاطئية كما تمتلك مصر عدد من الجزر الواقعة فى مجرى النيل وتقدر اعدادها ب 399 تم إعلان 144 جزيرة منها محميات طبيعية ومن هذه الجزر جزيرة ( جزيرة الذهب بالجيزة – جزيرة الروضة –جزيرة فيلة و جزيرة البناتات فى أسوان – جزيرة الموز و جزيرة الورد بالأقصر )
كما تمتاز مصر أيضا بالسياحة العلاجية حيث تحتوى مصر على عيون كبريتية مثل العين السخنة والواحات البحرية التى تحتوى على حوالى 398 عين كبريتية وهى تحتوى على نسبة عالية من الكبريت على مستوى الينابيع حول العالم ايضا سفاجا التى يوجد بها الرمال السوداء الغنية بالمعادن المفيدة للجسم . وفى سيوة يوجد جبل دكرور الذى يتميز بالرمال الساخنة التى تستخدم لعلاج العديد من الأمراض .
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن مصر مازالت متأخرة كثيرا من حيث عدد الزائرين فى حين تتصدر فرنسا اكثر الدول قصدا بالسياح حيث زارها ما يقارب 83 مليون سائح عام 2021، نجد أن من قصدوا مصر بالزيارة فقط 5.2 مليون سائح . وبكل تأكيد يعزى هذا التراجع لأسباب سوء الإدارة لملف السياحة والأثار حيث يتم التركيز من الجهات الرسمية ممثلة فى وزارة السياحة والأثار على الاثار الفرعونية بشكل كبير . ما نتج عنه إهمال الاثار التابعة للحضارة القبطية والحضارة الإسلامية وعلى الرغم من أهمية هاتان الحضارتان وإمكانية إدارتهما بشكل يضاعف اعداد الزائرين بالتالى يعظم من عوائد قطاع السياحة والأثار ويساعد أيضا على ديمومة تدفق الزوار والسائحين دوال العام وبأعداد اكبر حال الاهتمام بفكرة
السياحة الدينية
إذا كانت السعودية قد حققت عدد زائرين قدر ب 17 مليون سائح خلال عام 2021 فهذا يرجع إلى مكانتها الدينية واحتواء المملكة العربية السعودية على مقدسات إسلامية ( المسجد الحرام – المسجد النبوى )
لكن بالنظر إلى مصر فلديها تشكيل واسع من المزارات الدينية ذات الاهمية لدى الديانات المختلفة
1- أرض سيناء هى أرض مباركة وهى تعد المكان الوحيد فى شتى بقاع الأرض والتى تشرفت أرضها بأن تجلى فيها الله بأن كشف عن ساقه . كما يوجد بها شجرة موسى وعيون موسى ومنها دخل كلا من سيدنا إبراهيم الخليل وسيدنا يوسف وإسحاق واخوته كما يوجد بها
2- بئر يوسف بالقلعة بالناحية الجنوبية من جتمع محمد بن قلاوون
3- قصر العزيز (قصر زليخة ) الذى تربى به سيدنت يوسف بقرية العزيزية بمحافظة الجيزة . وفى غربها يقع السجن الذى سجن فيه سيدنا يوسف فى سفح جبل مصر الغربى كما ذكره القلقشندى فى كتابه صبح الأعشى.
4- مسار العائلة المقدسة والتى دخلت مصر عبر ارض سيناء أتية من بيت لحم هربا من الملك هيردوس وقد توقفت العائلة فى عدة محطات عبر الحدود المصرية شمالا وجنوبا ومن أشهر هذه المحطات الكهف الذى احتمت به العائلة المقدسة بحصن بابليون بمصر القديمة بكنيسة أبو سرجة حاليا وشجرة مريم بمنطقة المطرية حاليا وموقع عبور العائلة المقدسة من منطقة المعادى حاليا إلى مدينة البدرشين .
5- كما تحتضن مصر عدد من الأثار الإسلامية ومقامات أل البيت والمساجد الاثرية ذات المعمار الفنى الرائع .
6- كما تحتوى مصر ما يعرف بالبقيع الثانى بمدين البهنسا بمحافظة المنيا والتى دفن بها اكثر من 5 الاف صحابى وتابع من ضمنهم 70 صحابى شاركوا فى غزوة بدر .
7- وأيضا يوجد وادى الملوك الإسلامى بصحراء المماليك (ترب الغفير ) والتى تحتوى على عدد من القباب الأثرية الرائعة .

يجب النظر بأهتمام لهذا الملف والذى سيلعب دورا كبيرا فى تعظيم عدد الزائرين وبالتالى تعظيم الدخل من السياحة وبشكل دائم . ويجب العمل على ترميم هذه المزارات وتجميل المناطق المحيطة بها والترويج الجيد لهذه المزارات التى تمتاز بقدسية عند قطاع كبير من سكان العالم والذى يبلغ تعدادهم حوالى 7.6 مليار نسمة منهم 2.2 مليار مسيحي و 1.9 مليار مسلم و حوالى 15 مليون يهودى . أى ما يتخطى نصف سكان العالم . ويمكن زيادة عدد الزائرين من 5 إلى 15 مليون سائح حال نجحت الوزارة فى العمل على هذا الملف .
أيمن مدين
عضو اتحاد الأثريين المصريين
أمين أمانة جنوب القاهرة بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى
عضو نقابة السادة الأشراف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار