الدكتورة أماني فؤاد تكتب: مكرونة فيوتشيني
طاولة منخفضة بين ثلاثتهم، جاءت جلستها في المنتصف بينهما، عاشقان؟ ربما. صديقان؟ لا تعرف. حين همت تلتقط “الفيوتشيني” بشوكتها انحنت برأسها قليلا فتهدّل شعرها الذهبي، مباشرة امتدت يده بخفة بالغة نحو خصلاتها المتساقطة خشية أن تلامس الطبق، أزاحها للخلف، ثم تباطأت لبرهة لا تُذكر..
نظرت إليه ممتنةً، اندهشت إذ وجدت حرير شعرها يتلألأ في عينيه! على الفور انفتح عالم قزحي لم تكن تراه من قبل..
ظلَّت عيناه وشوكتها، وحرير اللحظة ويداه، وكلمات تومض خجلى، تنعكس فوق عيون الخمرية التي معهما، حتى أوشك بلور عينيها العسلي أن يتهشم.
حين أرادت أن تنصرف، التقط يدها بحنو يترجَّي بقائها، ثم طبع قبلة حانية فوقها حين أصرت على المغادرة، بحركة خاطفة أرجع خصلة من شعرها إلى الوراء، خصلاتها التي بقيت نظيفة، لم يعلق بها شيء..
ربما فقط لحقتها بعض الشظايا العسلية التي تركت نُدُبًا عدة فوق ذراعيها.